على الرغم من محاولات الارتداد الصعودى لثلاث جلسات تداول على التوالى لا تزال أسعار النفط الخام متجهةً نحو أسوأ أسبوع لها منذ مارس 2023، عقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وحسب الاداء عبر منصات شركات تداول النفط فقد تأرجحت أسعار النفط ضمن نطاق 15 دولارًا للبرميل هذا الأسبوع، حيث ارتفعت يوم الاثنين بعد قصف الولايات المتحدة الامريكية للمواقع النووية الإيرانية، ثم تراجعت بعد إعلان الرئيس الامريكى ترامب عن وقف إطلاق النار، مما هدأ المخاوف من انقطاع الإمدادات من المنطقة.
اليوم يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 65.80 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 68.30 دولار للبرميل.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط/ الدولار الامريكى
ومنذ ذلك الحين، أرسل الرئيس الامريكى ترامب إشارات متباينة بشأن حملته للضغط على عائدات النفط الإيراني، معترفًا بأن العقوبات الأمريكية لم تُجدِ نفعًا في وقف مشتريات الصين. وفي الوقت نفسه، يدعم ارتفاع الطلب على الوقود وسط موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة الامريكية الأسعار، حيث وصلت مخزونات النفط الخام إلى أدنى مستوى لها في 11 عامًا. كما ساعد انخفاض قيمة الدولار الامريكى في تخفيف الخسائر من خلال خفض تكلفة السلعة المقومة بالدولار. وعموما فقد حوّل المستثمرون تركيزهم الآن إلى التقدم في محادثات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى اجتماع أوبك في 6 يوليو.
نصائح تداول:
عوامل التأثير على سوق النفط
من المرجح أن يتفاعل المستثمرون مع إشارات من عناوين الأخبار الجيوسياسية، حيث لا يزال الوضع المتغير في الشرق الأوسط يثير تقلبات أسعار النفط الخام. وقد تعني مؤشرات أنحسار الصراع مزيدًا من جني الأرباح من الارتفاعات السابقة، بينما قد يؤدي تصاعد التوترات إلى ارتفاع آخر بسبب مخاوف بشأن الإمدادات العالمية. وإلى جانب ذلك، قد تؤدي بيانات المخزونات النفطية الامريكية أيضًا إلى تقلبات على المدى القريب.
وكانت قد أنخفضت أسعار النفط الخام بنسبة تتراوح بين 11% و12% خلال تداولات الأسبوع الجارى وذلك بعد أيام من التقلبات المتزايدة. وتعليقا على أداء سوق النفط يقول محللون في جولدمان ساكس: “انخفضت علاوة المخاطر الجيوسياسية المقدرة في السوق الفورية الآن إلى أقل من دولار واحد للبرميل من ذروتها التي بلغتها يوم الأحد والتي قاربت 15 دولارًا”.
ويتجه تركيز السوق الآن نحو تطورات المحادثات النووية الأمريكية الإيرانية ومفاوضات التجارة. وتلوح في الأفق قرارات رئيسية، حيث من المتوقع استئناف المفاوضات بين واشنطن وطهران الأسبوع المقبل، ومن المقرر أن تتخذ أوبك+ قرارًا بشأن سياسة الإنتاج لشهر أغسطس في 6 يوليو، ويواجه الرئيس ترامب قرارًا بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة.
التوقعات الفنية لاسعار النفط الخام :
حسب التداولات الاخيرة فقد تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط بشكل حاد عن ذروته الأخيرة قرب 81.94 دولارًا للبرميل، حيث يتداول حاليًا عند حوالي 65.20 دولارًا أمريكيًا مع تزايد ضغط البيع. ويبدو أن تقاطع المتوسط المتحرك وشيك، حيث يقترب المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم من المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم من الأعلى. ويمثل هذا الانخفاض أنعكاسًا كبيرًا عن الاتجاه الصعودي القوي الذي كان قائمًا، مما يشير إلى أن جني الأرباح والتوجه الهبوطي يُلقيان بثقلهما على الأسعار. ومع ذلك، يختبر السعر منطقة أهتمام قد تجذب المشترين وتسمح للاتجاه الصعودي بالاستئناف نحو الأهداف الصعودية التالية. ومن منظور أمتداد فيبوناتشي، قد يستعيد سعر خام غرب تكساس الوسيط عافيته ويصل إلى مستوى 38.2% عند 70.93 دولارًا للبرميل، ولكنه لم يقدم دعمًا يُذكر، ثم مستوى 50% عند 73.03 دولارًا أمريكيًا. وقد يدفعه الزخم الصعودي المستمر إلى مستوى 61.8% عند 75.13 دولارًا أمريكيًا، ثم مستوى 76.4% عند 77.73 دولارًا للبرميل. ويبلغ الامتداد الكامل 81.94 دولارًا للبرميل.
وبشكل عام. تشير المؤشرات الفنية إلى أتجاه هبوطي متزايد. فقد انخفض مؤشر ستوكاستيك من منطقة ذروة الشراء، ويقترب الآن من منطقة ذروة البيع، مما يشير إلى استمرار ضغط البيع على المدى القريب. ومع ذلك، يشير الانخفاض السريع في مؤشر ستوكاستيك أيضًا إلى احتمال حدوث ارتداد قصير الأجل بمجرد وصوله إلى مستويات ذروة البيع القصوى. وبالمثل، فقد أنخفض مؤشر القوة النسبية RSI بشكل حاد من قراءات مرتفعة، ويتجه الآن نحو منطقة ذروة البيع. ويشير التدهور السريع في الزخم إلى أن المتشائمين قد سيطروا على السوق بقوة، إلا أن اقتراب المؤشر من حالة ذروة البيع قد يشير إلى ارتفاع وشيك.