تراجع أسعار النفط الخام رغم تهديدات ترامب التجارية

خلال جلسة تداول اليوم الاربعاء. تقلبت العقود الآجلة للنفط الخام غرب تكساس الوسيط حول 66.2 دولارًا للبرميل، وذلك بعد يومين من الخسائر، حيث لا تزال المخاوف من أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الامريكى ترامب قد تؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادى العالمي والإضرار بالطلب على الوقود. وبالإضافة إلى ذلك، تخطط أوبك+ لمواصلة زيادة إنتاج النفط، مما يثير المخاوف من زيادة العرض في وقت لاحق من هذا العام.

الرسم البيانى المباشر لسعر نفط خام غرب تكساس

ومع ذلك، لا تزال أسعار النفط الخام مدعومة بمؤشرات على قوة الطلب على الوقود في الصيف، وخاصة في الولايات المتحدة والصين، مع زيادة السفر وتحسن التوقعات الاقتصادية. وذكر أحدث تقرير لأوبك أن النمو الاقتصادى العالمي من المرجح أن يتعزز في النصف الثاني من عام 2025، مما يعزز الطلب على النفط، ومع تفوق الهند والصين والبرازيل في الأداء وظهور حالات انتعاش في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وفي الولايات المتحدة الامريكية، تدعم القيادة الصيفية وانخفاض مخزونات الديزل الأسعار. كما أنتظر المتداولون أيضًا بيانات المخزونات النفطية الامريكية الرسمية بعد أن أظهر تقرير صناعي زيادة صغيرة في مخزون النفط الخام. وفي الوقت نفسه، أجبرت ضربة بطائرة بدون طيار في شمال العراق شركة DNO ASA على وقف بعض الإنتاج.

ماذا يحدث فى سوق النفط ؟

أنخفضت العقود الآجلة للنفط الخام في تعاملات الليلة الماضية وذلك مع تجاهل المستثمرين لتهديد الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية ثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي. تجاهلت أسعار النفط هذا التهديد بعد وقت قصير من إعلان ترامب، واستمرت في رفضها للخطة. وحسب التداولات عبر منصات شركات تداول النفط فقد أنخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط (WTI) إلى ٦٦.٦٦ دولار أمريكي للبرميل في تعاملات ما بعد ساعات التداول يوم الثلاثاء في بورصة نيويورك التجارية. ويُذكر أن سعر الخام الأمريكي أنخفض بأكثر من ٧٪ هذا العام.

وفى نفس الاداء فقد أنخفض سعر خام برنت، وهو المعيار العالمي لأسعار النفط، إلى ما دون ٦٩ دولارًا للبرميل في تعاملات الليلة الماضية. لتصل إلى 68.93 دولار للبرميل في بورصة لندن.

وحسب أخر الاحداث المؤثرة على سوق النفط، وخلال اجتماع مع الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، يوم الاثنين، أعلن الرئيس ترامب فجأةً أنه سيفرض رسومًا جمركية ثانوية “شديدة للغاية” على روسيا إذا لم يوافق الرئيس فلاديمير بوتين على وقف إطلاق النار مع أوكرانيا خلال 50 يومًا. حيث قال ترامب: “سنفرض رسومًا جمركية ثانوية إذا لم نتوصل إلى اتفاق خلال 50 يومًا. الأمر بسيط للغاية، وستكون الرسوم بنسبة 100%”. وأضاف بالقول: “أستخدم التجارة لأغراض كثيرة، لكنها مفيدة لتسوية الحروب”.

وفي وقت سابق من هذا العام، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية ثانوية على نفط موسكو إذا لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق مع بوتين. وأكبر صادرات الاقتصاد الروسي هي النفط الخام والغاز الطبيعي والفحم ومنتجات البترول المكررة.

وفي غضون ذلك، ستؤثر هذه التعريفات على عدد قليل من الدول، لا سيما الصين والهند. وحسب خبراء أسواق السلع “تُصدر روسيا أكثر من 7 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام والمنتجات المكررة”. وأضافوا: “تُعدّ الصين والهند وتركيا أكبر مشتري النفط الخام الروسي. وسيتعين على هذه الدول الموازنة بين فوائد شراء النفط الخام الروسي بأسعار مخفضة وتكلفة صادراتها إلى الولايات المتحدة التي تواجه تعريفات جمركية باهظة للغاية”.

نصائح تداول:

وفى نفس الوقت يقول مراقبو السوق بإن المستثمرين أستبعدوا على الأرجح التهديد لأنهم لا يعتقدون أن البيت الأبيض سيُطبّق التعريفات الجمركية الثانوية. وأضافوا: “إن عدم اتخاذ أي إجراء فوري والاعتقاد بأن هذه التهديدات لن تُنفّذ يُفسّر رد فعل السوق”. وفي غضون ذلك، تُولي أسواق الطاقة العالمية اهتمامًا لمزيد من التطورات التجارية قبل الموعد النهائي الذي فرضه الرئيس على نفسه في الأول من أغسطس.

توقعات فنية لسعر خام غرب تكساس:

عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة. فقد أخترق سعر خام غرب تكساس الوسيط دعم قناته الصاعدة التي كانت تُوجّه الاتجاه الصعودي منذ أوائل يوليو، مُشيرًا إلى تحوّل كبير في المشهد الفني. وبعد هذا الاختراق، يشهد سعر خام غرب تكساس الوسيط حاليًا تراجعًا نحو دعم القناة المكسورة، والذي يُشكّل الآن مقاومة حول منطقة 66.90-67.00 دولارًا للبرميل. ويُمثّل أختراق القناة نمطًا انعكاسيًا هبوطيًا تقليديًا، حيث فشل السعر في الحفاظ على الاتجاه الصعودي المُنظّم الذي وفّر سابقًا فرص شراء مُستمرة. ويُشير هذا التطور الفني إلى استنفاد الزخم الصعودي، وأن البائعين بدأوا في فرض سيطرتهم.

وفى نفس الوقت تُقدم مستويات تصحيح فيبوناتشي من الانخفاض الأخير رؤيةً لمناطق المقاومة المحتملة خلال هذا الارتداد التصحيحي. ويتماشى مستوى التصحيح 38.2% عند 67.42 دولارًا للبرميل بشكل وثيق مع دعم القناة المكسورة، مما يُنشئ نقطة التقاء مقاومة قوية. ويُمثل مستوى 50% عند 67.83 دولارًا للبرميل ومستوى 61.8% عند 68.25 دولارًا للبرميل حواجز إضافية قد تُعيق أي محاولات للتعافي.

ويؤكد تحليل المتوسط المتحرك التحول الهبوطي، حيث يتداول السعر الآن دون مستويات الدعم الديناميكية الرئيسية التي وفرت سابقًا زخمًا صعوديًا. ويشير الانهيار دون هذه المتوسطات إلى أن المسار الاقوى قد تحول بشكل واضح نحو الانخفاض. وفى نفس الوقت يُظهر مؤشر ستوكاستيك علامات تحول صعودي من مستويات ذروة البيع، مما يُشير إلى أن مرحلة التراجع هذه قد يكون لها مجال أكبر للتطور. ومع ذلك، في أتجاه هبوطي حديث التشكل، من المرجح أن يُنظر إلى أي ارتداد كفرصة بيع وليس إشارة انعكاس.

وتعكس قراءات مؤشر القوة النسبية ضغط البيع الأخير، ولكنها تُظهر أحتمالية حدوث ارتداد تصحيحي. ويشير الوضع الحالي لمؤشر الزخم إلى أن المشترين قد يحاولون دفع السعر للأعلى، مع أن هذا قد يواجه على الأرجح مقاومة قوية عند مستوى دعم القناة المكسورة.