يواجه المستهلكون في الولايات المتحدة احتمال ارتفاع كبير في أسعار القهوة وعصير البرتقال نتيجة قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات البرازيلية، بدءًا من 1 أغسطس، وفق تصريحات تجار وخبراء يوم الخميس. الولايات المتحدة، التي سجلت فائضًا تجاريًا بقيمة 7.4 مليار دولار مع البرازيل، قد تشهد تأثيرات اقتصادية ملحوظة على السلع الغذائية الأساسية.
وتُعد البرازيل أكبر منتج عالمي للقهوة العربية، حيث تنتج نحو نصف الإنتاج العالمي، وتسيطر على 80% من صادرات عصير البرتقال عالميًا. كما تُعتبر المنتج الأول للسكر عالميًا، لكن تأثير الرسوم على السكر البرازيلي المستورد إلى أمريكا، والذي يبلغ 312,000 طن سنويًا، سيكون محدودًا مقارنة بالقهوة وعصير البرتقال، بحسب المحلل مايكل ماكدوغال. إضافة إلى ذلك، تستورد أمريكا معظم توت الآساي من البرازيل، مما قد يرفع أسعاره أيضًا.
وتعتمد الولايات المتحدة الامريكية بشكل كبير على القهوة البرازيلية، حيث تستورد ثلث استهلاكها السنوي، أي حوالي ثمانية ملايين كيس (60 كغم للكيس). كذلك، يأتي أكثر من نصف عصير البرتقال المستهلك في أمريكا من البرازيل، خاصة مع تراجع الإنتاج المحلي في فلوريدا بسبب أمراض المحاصيل والظروف الجوية القاسية. وتوقعت وزارة الزراعة الأمريكية أن يصل حصاد البرتقال إلى أدنى مستوى منذ 88 عامًا في موسم 2024/2025.
وكان قد أشار وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك إلى إمكانية استثناء بعض المنتجات الطبيعية، مثل الفواكه الاستوائية، من الرسوم بناءً على مفاوضات مع الدول المصدرة. لكن رئيس فرع شركة تجارية في البرازيل أكد أن الرسوم بنسبة 50% قد تجعل تصدير القهوة غير مجدٍ اقتصاديًا. وفي المقابل، رحب منتجو اللحوم الأمريكيون، ممثلين بمنظمة R-CALF USA، بالرسوم الجمركية، معتبرين أنها تدعم صناعة الماشية المحلية وتقلل الاعتماد على الواردات البرازيلية. كما أن تأثير الرسوم على سوق الإيثانول الحيوي محدود، حيث تصدر البرازيل 300 مليون لتر فقط إلى أمريكا من إجمالي 35 مليار لتر.