التحليل الفنى لسعر الذهب اليوم ولم يتحقق الانعكاس حتى الان

توقفت وتيرة المكاسب الحادة والمستمرة لسعر الذهب بنهاية تعاملات الاسبوع الماضى وذلك وسط عمليات بيع لجنى الارباح فى ظل قوة الدولار الامريكى ووصول المؤشرات الفنية الى مناطق تشبع حادة بالشراء وعليه فقد تراجع سعر الذهب الى مستوى 2015 دولار للاوقية بعد رقم قياسى جديد فى نفس الجلسة وصولا الى مستوى 2073 دولار للاوقية السعر الاعلى فى تاريخ المعدن الاصفر. وأغلق تعاملات الاسبوع حول مستوى 2033 دولار للاونصة. قوة الدولار الامريكى كانت مدفوعة فقط بنتائج البيانات والتى أظهرت زيادة أكبر من المتوقع في نمو الوظائف الأمريكية في يوليو. وتراجع الذهب اليوم على الرغم من تزايد التوترات بين الولايات المتحدة والصين والتقارير التي تفيد بأن هناك علامات على ظهور موجة ثانية من الإصابات القوية بفيروس كورونا في أوروبا.

وساهم فشل القادة الديمقراطيين الأمريكيين ومسؤولي البيت الأبيض في إحراز أي تقدم ذي مغزى في مشروع قانون جديد للمساعدة في مكافحة تبعات فيروس كورونا في تراجع الذهب قليلاً.

سجلت العقود الآجلة للذهب مكاسب بنحو 2.2٪ في الأسبوع الماضى. وأغلقت عقود الفضة الآجلة على أنخفاض عند 27.540 دولارًا للأوقية بعد رقم قياسى لها وصولا الى مستوى 29.83 دولار للاوقية ، وأستقرت العقود الآجلة للنحاس عند 2.7925 دولارًا للرطل.

وقد أظهرت بيانات من وزارة العمل الامريكية بأن التوظيف زاد بمقدار 1.763 مليون وظيفة في يوليو بعد ارتفاعه بمقدار 4.791 مليون وظيفة معدلة بالخفض في يونيو. وكان الاقتصاديون يتوقعون زيادة التوظيف بمقدار 1.6 مليون وظيفة مقارنة مع 4.8 مليون وظيفة تم الإبلاغ عنها في الأصل عن الشهر السابق. وعليه فقد أنخفض معدل البطالة الامريكية إلى 10.2٪ في يوليو من 11.1٪ في يونيو. وكان من المتوقع أن ينخفض المعدل إلى 10.5٪.

بالعودة الى تحفيز الاقتصاد الامريكى فى مواجهة أثار جائحة كورونا. قام الرئيس الامريكى دونالد ترامب متجاوزا المشرعين في البلاد حيث طلب تأجيل ضرائب الرواتب وأستبدال إعانة البطالة المنتهية الصلاحية بمبلغ أقل بعد أنهيار المفاوضات مع الكونجرس بشأن حزمة إنقاذ جديدة من فيروس كورونا. وعليه فقد وقع ترامب في ناديه الريفي الخاص في بيدمينستر ، نيو جيرسي ، أوامر تنفيذية للتصرف في الاجراءات التي لم يفعلها الكونغرس. حيث لم يتسبب الوباء في تقويض الاقتصاد وتقويض حياة الأمريكيين فحسب ، بل إنه عرض للخطر إعادة انتخاب الرئيس الامريكى في نوفمبر.

ربما الأهم من ذلك ، تحرك ترامب لمواصلة دفع إعانة البطالة الفيدرالية التكميلية لملايين الأمريكيين العاطلين عن العمل أثناء تفشي المرض. ومع ذلك ، فقد دعت أوامره إلى دفع ما يصل إلى 400 دولار كل أسبوع ، أي أقل بمقدار الثلث مما كان يتلقاه الأشخاص البالغين مبلغ 600 دولار. وسمح الكونجرس بإنهاء هذه المدفوعات المرتفعة في الأول من أغسطس ، وهوت المفاوضات الى طريق مسدود.

قرارات ترامب تسببت فى أنتقاد حاد من زعماء الكونجرس الديمقراطي حيث أهانوا ترامب بألقاب مشينة في تصريحات قبل توقيع الأوامر ، ورفضت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر تصرفات ترامب ووصفتها بأنها “هزيلة” في مواجهة الأزمات الاقتصادية والصحية التي تواجه الأمريكيين. وقد تواجه الأوامر التنفيذية تحديات قانونية تشكك في سلطة الرئيس الامريكى في إنفاق أموال دافعي الضرائب دون موافقة صريحة من الكونجرس. وظل ترامب على الهامش إلى حد كبير خلال مفاوضات الإدارة مع قادة الكونجرس ، تاركًا المحادثات إلى جانبه لرئيس الأركان مارك ميدوز ووزير الخزانة ستيف منوشين.

حسب التحليل الفنى للذهب: التحرك الاخير لم يخرج سعر الذهب من نطاق قناته الصعودية التاريخية حيث لايزال يتحرك أعلى المقاومة النفسية التاريخية 2000 دولار للاوقية والتحرك الاخير كان متوقعا على نطاق واسع بل ويتوقع الاكثر من ذلك فى حال التصحيح الهبوطى مع عمليات بيع جنى للارباح التاريخية الاخيرة لمستثمرى الذهب. وهذا لن يحدث بدون التوصل الى لقاح نهائى يقضى على وباء COVID-19 وعودة مجد مكاسب الدولار الامريكى وتهدئة التوترات ما بين أكبر أقتصادين فى العالم. التراجع الاخير وحتى أن زاد قد يقود السوق الى عمليات شراء جديدة للانطلاق نحو مستويات قياسىة وتاريخية جديدة والاقرب منها حاليا 2100 دولار و 2300 دولار حسب أقرب التوقعات العالمية. وأقرب مستويات الدعم حاليا للذهب 2010 و 1985 و 1970 على التوالى. ولا زلت أفضل شراء الذهب من كل مستوى هبوطى.