التوقعات الشهرية للنفط الخام: الصراع فى الشرق الاوسط يحدد المصير

بنهاية تداولات الاسبوع الماضى أنخفضت أسعار النفط الخام بنسبة 2٪ وأتجهت إلى أكبر انخفاض أسبوعي لها منذ نوفمبر 2023 وذلك مع أستمرار ظهور التقارير والتي تفيد بأن المفاوضات حول وقف إطلاق نار محتمل بين إسرائيل وحماس في غزة تتقدم. ويستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 72.30 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 77.40 دولار للبرميل. وبنهاية تداولات شهر يناير أرتفع سعر خام برنت إلى ما يقرب من 85 دولارًا للبرميل وذلك بعد هجوم بطائرة بدون طيار في الأردن أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.

ويوم الجمعة الماضية، أتجهت أسعار النفط الخام نحو الانخفاض بأكثر من 5% هذا الأسبوع، وهو ما سيكون أكبر انخفاض أسبوعي منذ نوفمبر، وسط تقارير تفيد بإجراء محادثات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وكانت قد ذكرت بلومبرج نقلا عن مصادر مطلعة على الأمر بأن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن لا تزال في مراحلها الأولى.

واستمر القتال في غزة يوم الجمعة، بعد أن قال الوسيط القطري يوم الخميس بإن حماس قدمت دعمها “المبدئي” لاتفاق محتمل لتبادل الرهائن والأسرى خلال فترة توقف للأعمال القتالية. حيث قال ماجد الأنصاري، المتحدث بأسم وزارة الخارجية القطرية، بإن هناك آمال في الحصول على “أخبار جيدة” عن إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار “في الأسبوعين المقبلين”، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس. وفى نفس الوقت يواصل الحوثيون المتحالفون مع إيران مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر، مما دعم أسعار النفط الخام مؤخرا. ولكن إبقاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى على أسعار الفائدة دون تغيير والتلميح إلى أن التيسير النقدي لا يزال بعيدًا لبعض الوقت، فضلاً عن المخاوف بشأن النمو الاقتصادي في الصين، أثرت على أسواق النفط الخام مؤخرا.

ما المتوقع لسعر النفط فى الايام المقبلة ؟

قال محللون في بنك ING بإن أسعار النفط الخام تراجعت بشكل حاد “وسط معنويات سلبية واسعة النطاق في السوق بعد أن ترك بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى أسعار الفائدة دون تغيير وبدد الآمال في خفض أسعار الفائدة في أي وقت قريب”. ومن جانبه فقد علق ساكسو بنك صباح يوم الجمعة الماضية قائلاً: “تكبد النفط الخام أكبر خسارة له منذ نوفمبر مع أنخفاض علاوة المخاطر وسط محادثات وقف إطلاق النار في غزة”. وأضاف محللو البنك: “المفاوضات لا تزال في مراحلها الأولى مع وجود الكثير من المخاطر، بما في ذلك الرد الأمريكي على هجمات الأردن”.

ما سيؤثر على أسعار النفط الخام هذا الشهر:

يواجه سوق النفط العالمي حاليًا مجموعة فريدة من التحديات والفرص، متأثرة بعوامل مختلفة بما في ذلك التباطؤ الاقتصادي في الصين، والتقلبات في مخزونات الخام الأمريكية، والتحركات الاستراتيجية لمنظمة أوبك، والمشهد الجيوسياسي المتطور في الشرق الأوسط. ولهذه العناصر أهمية حاسمة في تشكيل التوقعات قصيرة المدى لأسعار النفط الخام.

والتأثير الاقتصادي للصين على الطلب على النفط.

حيث إن دور الصين كمستهلك رئيسي للنفط يعني أن صحتها الاقتصادية هي المحرك الرئيسي للطلب العالمي على النفط. وأثار التباطؤ الاقتصادي الأخير في البلاد، والذي تغذيه أزمة القطاع العقاري وتحديات كوفيد-19 المستمرة، مخاوف بشأن انخفاض محتمل في استهلاك النفط. وعلى الرغم من أن بنك جيه بي مورجان يتوقع نمواً بنسبة 4.9% في الاقتصاد الصيني، إلا أن الاسواق لا تزال حذرة. ومن الممكن أن يؤثر الانكماش الاقتصادي طويل الأمد في الصين بشكل كبير على الطلب العالمي على النفط، مما قد يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط.

وبالنسبة لمخزون الخام الأمريكي واتجاهات الإنتاج. تظهر البيانات الأخيرة الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة (EIA) أن إنتاج الولايات المتحدة من الخام قياسي بلغ 13.31 مليون برميل يوميا، معظمها من تكساس ونيو مكسيكو. ويمكن أن تساعد هذه الزيادة في تخفيف قيود العرض العالمية. ومع ذلك، فإن الارتفاع غير المتوقع في مخزونات النفط الخام الأمريكية يشير إلى وجود فائض في العرض على الطلب، وهو ما قد يفرض ضغوطًا هبوطية على أسعار النفط.

وعلى صعيد أخر أوبك+ تتمسك بمسارها واجتماع مارس. ولم يُحدث الاجتماع الوزاري لأوبك + الاخير أي تغييرات على سياسة إنتاج المجموعة النفطية، حيث أشار كبار المسؤولين المشاركين إلى أنهم سيجتمعون مرة أخرى في أوائل مارس لاتخاذ قرار بشأن تمديد التخفيضات البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا إلى الربع الثاني.

للتعرف على أفضل شركات تداول النفط الخام….

هذا الشارت من منصة tradingview