التوقعات الشهرية للنفط الخام: التوترات فى الشرق الاوسط ستحدد المصير

بشكل عام لا تزال أسعار النفط الخام تندفع نحو تحقيق مكاسب شهرية ثانية، على الرغم من أن الأسعار لا تزال ضمن نطاق ضيق نسبيًا. وكان هذا التقدم مدعوما بتخفيضات الإمدادات من أوبك وحلفائها، ومن المتوقع على نطاق واسع أن توافق المجموعة على تمديد التخفيضات في الربع الثاني لدعم السوق. كما تلقت الأسعار الدعم من التوترات في الشرق الأوسط. فى أول جلسة تداول لشهر مارس يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 79.76 دولار للبرميل الاقرب للمقاومة النفسية 80.00 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 83.35 دولار للبرميل.

وبشكل عام ستقرر منظمة الدول المصدرة للنفط الخام أوبك قريبا تمديد تخفيضات الإنتاج إلى ما بعد الربع الأول. والإجماع هو أن كارتل النفط يحافظ على التخفيض كما هو حتى الربع الثاني على الأقل وربما يتخلص منه تدريجياً في الربع الثالث. وتعليقا على ذلك قال مانيش راج، العضو المنتدب لشركة فيلانديرا إنيرجي بارتنرز، لشبكة CNBC: “ليس هناك فرصة لأن تستسلم أوبك وزعيمتها المملكة العربية السعودية للضغوط وإنهاء تخفيضات الإنتاج، لذا فإن الكرة البلورية تظهر استمرار التخفيضات إلى ما بعد الربع الأول”.

وفى نفس الوقت تولي أسواق الطاقة العالمية اهتماما وثيقا بالوضع في الشرق الأوسط.

أولاً، يستمر الوضع في البحر الأحمر في التدهور، حيث يحذر قادة الصناعة من أن الاضطراب قد يستمر حتى النصف الثاني من العام ويؤدي إلى فترات عبور أطول.

ثانياً، قال الرئيس الامريكى جو بايدن بإن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس سيتم تنفيذه قريباً. وأكد الرئيس أيضًا أن إسرائيل لن تشارك في أي أنشطة عسكرية خلال شهر رمضان. ومع ذلك، قالت قيادة حماس بإن الاقتراح الأمريكي لا يلبي مطالب الحركة، بما في ذلك الوقف الدائم للقتال والانسحاب الإسرائيلي من غزة.

وكانت قد أستقرت أسعار خام برنت فوق 80 دولارًا للبرميل خلال معظم شهر فبراير، مع وجود علامات تشير إلى تشديد في الاسواق الفعلية مع استمرار تخفيضات إنتاج أوبك + واستمرار إعادة توجيه الشحنات بعيدًا عن البحر الأحمر وقناة السويس. وعلى صعيد أخر. تبحث شركات التكرير الأوروبية عن شحنات من حوض المحيط الأطلسي، حيث يتأخر وصولها من الشرق الأوسط لمدة أسبوعين على الأقل مع المسار الأطول عبر رأس الرجاء الصالح الذي يتعين على الناقلات قطعه للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط وشمال غرب أوروبا.

ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار خامات بحر الشمال وغرب إفريقيا هذا الشهر، مما دعم أسعار خام برنت فوق 80 دولارًا للبرميل وعمق التخلف في منحنى العقود الآجلة. ويحدث التخلف عادة في أوقات العجز في السوق، وفيها تكون أسعار عقود الأشهر الأولى أعلى من العقود الآجلة. ويقول المحللون بإن منحنى التخلف الأعمق يشير إلى أن السوق تضيق، مشيرين إلى أن الإمدادات قد تكون أقل مما توحي به معنويات السوق وحركة الأسعار.

كما أن انخفاض الإنتاج والصادرات هذا الربع من منتجي أوبك +، بقيادة أكبر المصدرين من الشرق الأوسط، يدعم أيضًا أسعار النفط في الأشهر التي يكون فيها الاستهلاك العالمي للنفط أقل عادةً. ولا يمكن لمنتجي أوبك+ أن يشعروا بالسوء حيال ذلك، حيث تستقر أسعار النفط فوق 80 دولارًا للبرميل هذا الشهر، متحدية توقعات المحللين السابقة لضعف الأسعار وزيادة العرض في السوق في بداية عام 2024.

ومع ذلك، فإن تشديد السوق ليس كل عمل أوبك. ولعبت اضطرابات حركة المرور في البحر الأحمر وقناة السويس دورًا رئيسيًا في ارتفاع أسعار خامات حوض الأطلسي وارتفاع هوامش التكرير حتى الآن هذا العام. وكان قد قفز متوسط هوامش تكرير الديزل والبنزين في أوروبا إلى أعلى مستوياته في أشهر في يناير كانون الثاني إلى 34.30 دولارا و11.60 دولارا للبرميل على التوالي وفقا لتقديرات رويترز.

وعلاوة على ذلك، أدت الرحلات الطويلة للنفط الخام من الشرق الأوسط إلى زيادة الطلب الأوروبي على النفط الخام من وجهات أقرب، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الخامات النيجيرية، حيث يقوم أكبر منتج أفريقي في أوبك الآن ببيع شحناته الخام بشكل أسرع، وفقًا للتجار. وكانت قد أرتفعت وتيرة إعادة توجيه شحنات النفط الخام حول رأس الرجاء الصالح حتى الآن هذا الشهر، حيث وصل حجم التحويلات إلى ذروة جديدة قدرها 1.6 مليون برميل يوميًا في الأسبوع الأول من فبراير، وفقًا لـ FGE.

وتراجعت واردات أوروبا من النفط الخام من العراق في بداية هذا العام، “وتفاقمت بالتأكيد بسبب مخاطر عبور البحر الأحمر، والتي دفعت معظم الناقلات التي تحمل الخام العراقي إلى أوروبا إلى الإبحار عبر رأس الرجاء الصالح بدلاً من قناة السويس”.

ومن ناحية أخرى، بلغت واردات الهند من الخام العراقي ما يقدر بـ 1.15 مليون برميل يوميا في يناير، وهو أعلى مستوى تم تسجيله منذ أبريل 2022، وفقا لبيانات فورتيكسا. فالهند قريبة من أحد أكبر موردي النفط لها، وهو العراق، في حين أن ثالث أكبر مستورد للخام في العالم يتطلع أيضًا إلى استبدال النفط الروسي المفقود بسبب مشكلات الدفع من خلال التطبيق الأكثر صرامة للعقوبات ضد موسكو.

وتتلقى أسعار النفط القياسية الأمريكية دعمًا أيضًا من ارتفاع الطلب على الخام الأمريكي في أوروبا بسبب انقطاع التدفقات في البحر الأحمر. حيث قالت FGE بإن المراجحة بالنسبة للخام الأمريكي المتجه إلى أوروبا تحسنت في أواخر يناير وأوائل فبراير، حيث ظل الفارق بين MEH/برنت واسعًا بينما انخفض الشحن عبر المحيط الأطلسي. ولكن مع ارتفاع الشراء الأوروبي للخام الأمريكي، بدأت المراجحة في الإغلاق في الأيام الأخيرة، مما يشير إلى أن القوة الحالية في هيكل العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط قد تكون قصيرة الأجل، كما يعتقد محللو FGE.

توقعات أسعار النفط الخام:

من المتوقع أن تنهي أسعار النفط الخام الأسبوع بمكاسب متواضعة وسط توقعات بأن تقوم أوبك + بتمديد اتفاق الحد الأقصى للإنتاج، مما يؤدي إلى تشديد العرض بشكل أكبر. ومع أستمرار التوترات فى منطقة الشرق الاوسط وتوسع نطاق الصراع فقد يقل المعروض العالمى من النفط وبالتالى تسجل أسعار النفط الخام مكاسب أضافية خلال شهر مارس مع الاخذ بالاعتبار بأن قرارات الاوبك قد يكون لها تأثير أيضا مباشر على سوق النفط الخام. وكسر مستوى المقاومة النفسية 80.00 دولار للبرميل لسعر خام غرب تكساس ستحفز الثيران فنيا للتحرك صوب مستويات مقاومة أعلى 83.70 ثم 85.00 دولار للبرميل. وفى المقابل وحسب الاداء على شارت اليومى سيكون للتحرك صوب مستوى الدعم 75.40 دولار للبرميل أهمية لكسر القناة الصعودية الحالية. ومستوى الدعم 71.75 دولار تغير مؤكد للاتجاه الى هبوطى.

تعرف على أفضل شركات تداول النفط عبر موقعنا…

هذا الشارت من منصة tradingview