على الرغم من أن أداء سوق الذهب كان استثنائيًا بالفعل في عام 2023، متحديًا التوقعات وسط ارتفاع أسعار الفائدة وتفوقه على أسعار السلع والسندات ومعظم أسواق الأسهم العالمية، إلا أن مجلس الذهب العالمي لا يزال يرى حجة قوية للاستثمار الاستراتيجي مع اقترابنا من العام الجديد. وفي توقعاته لعام 2024 ، ذكر مجلس الذهب العالمي بأن التوترات الجيوسياسية المتزايدة في عام انتخابي رئيسي للعديد من الاقتصادات الكبرى، إلى جانب استمرار شراء البنوك المركزية العالمية يمكن أن توفر دعمًا إضافيًا للمعدن الأصفر. سعر الذهب XAU/USD قفز الى مستوى تاريخى قياسى جديد فى العام 2023 حيث أرتفع الى قمة 2140 دولار للاونصة قبل أن يغلق تداولات العام مستقرا حول مستوى المقاومة 2063 دولار للاونصة.
وعلاوة على ذلك، فإن أحتمالات قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى بتوجيه الاقتصاد الأمريكي نحو الهبوط الآمن بأسعار فائدة أعلى من 5% ليست مؤكدة بأي حال من الأحوال، وبالتالي فإن الركود العالمي لا يزال محتملاً. وأضاف بأن هذا من شأنه أن يشجع العديد من المستثمرين على الاحتفاظ بتحوطات فعالة، مثل الذهب، في محافظهم الاستثمارية.
ما المتوقع لسعر الذهب فى الاشهر المقبلة ؟
يشير تقرير مجلس الذهب العالمي إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة يواجهها الاقتصاد العالمي والتي يمكن أن تحدد أتجاه الذهب في عام 2024 .
الأول: هو إجماع السوق على “الهبوط الناعم” الذي هندسه بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى، والذي يقول المجلس بإنه سيكون نتيجة موضع ترحيب من جانب العديد من المستثمرين. ومع ذلك، فإن تنفيذها يتطلب دقة بالغة من جانب صناع السياسات ويعتمد أيضًا على عوامل كثيرة خارجة عن سيطرتهم المباشرة. ولهذا السبب أيضًا يعتبر الركود الناعم إنجازًا نادرًا؛ تاريخياً، تمكن البنك المركزي الأمريكي من الهبوط الناعم مرتين فقط بعد تسع دورات تشديدية على مدى العقود الخمسة الماضية. وانتهت السبعة الأخرى بالركود – أو “الهبوط الحاد”، وهو السيناريو الثاني.
وإن العامل الرئيسي والذي يحدد ما إذا كانت الظروف الاقتصادية سوف تتحول من الهبوط الناعم إلى الهبوط الحاد هو سوق العمل. ففي حين أن البطالة في الولايات المتحدة الامريكية لا تزال منخفضة، فإن بعض العوامل التي أبقتها مرنة في عام 2023 – مثل ندرة المعروض من العمالة والميزانيات العمومية القوية للشركات مدعومة بمحفظة استهلاكية صحية – لم تتلاشى فحسب، بل لديها ميل تاريخي للتحول بسرعة تمامًا.
والسيناريو الثالث الأقل ترجيحاً هو نتيجة “عدم الركود” والتي تتسم بعودة تسارع التضخم والنمو، مدفوعاً بالتعافي في قطاع التصنيع في الولايات المتحدة الامريكية وانتعاش الأجور الحقيقية. ومع ذلك، أشار مجلس الذهب العالمي إلى أن هذا لا يعد نتيجة ولكنه أقرب إلى حالة مؤقتة، مشيرًا إلى وصف مورجان ستانلي بأن “عدم الركود هو مجرد هبوط ناعم أو صعب في انتظار حدوثه”.
وأضاف مجلس الذهب العالمى بإنه من منظور تاريخي، فإن السيناريوهين الأول والثالث يمكن أن يؤديا إلى متوسط أداء ثابت إلى أضعف قليلاً في العام 2024. ومع ذلك، هذه المرة هناك عاملان إضافيان لصالح الذهب: المخاطر الجيوسياسية وطلب البنوك المركزية على شراء سبائك الذهب. وعلاوة على ذلك، فإن أحتمال حدوث ركود ليس ضئيلا. وخلص التقرير إلى أنه من منظور إدارة المخاطر، فإن هذا من شأنه أن يوفر دعما قويا لحالة الحفاظ على التخصيص الاستراتيجي للذهب في المحافظ الاستثمارية.
هذا الشارت من منصة tradingview
