التوقعات الشهرية لزوج اليورو مقابل الدولار: ومسار الهبوط لم ينتهى

تداولات شهر يناير 2024 كانت فى مجملها هبوطية لاداء سعر زوج العملات اليورو مقابل الدولار الامريكى EUR/USD بخسائر أمتدت الى كسر مستوى الدعم النفسى 1.0800 وصولا الى مستوى الدعم 1.0780 وأغلق تداولات الاسبوع الماضى مستقرا حول مستوى 1.0785 وكان تركيز متداولى سوق العملات الفوركس طوال هذا الشهر هو ما ستقوم به البنوك المركزية العالمية بقيادة البنك المركزى الامريكى فى العام الجديد وكانت الابرز فى التوقعات القيام بخفض معدلات الفائدة.

ولكن بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى أستبعد فى أجتماع شهر يناير التسريع بذلك وهذا الى جانب أرقام أقوى من التوقعات لسوق العمل الامريكى مما دعم وجهة نظر البنك المركزى الامريكى وكلها عوامل ساعدت الدببة فى التحرك بزوج العملات اليورو دولار EUR/USD صوب مستويات دعم أقل وأتوقع أن يظل الاتجاه لاسفل لفترة قادمة. وحسب أرقام رسمية وردت فى المفكرة الاقتصادية فقد قدم أصحاب العمل في الولايات المتحدة دفعة مذهلة من التوظيف لبدء عام 2024، حيث أضافوا ما مجموعه 353000 وظيفة في يناير في أحدث علامة على استمرار قدرة الاقتصاد الامريكى على تجاهل أعلى أسعار الفائدة منذ عقدين. وكان قد أظهر تقرير الحكومة يوم الجمعة أن زيادة الوظائف الامريكية في الشهر الماضي – ما يقرب من ضعف ما توقعه الاقتصاديون – تجاوزت مكاسب ديسمبر البالغة 333 ألف وظيفة، وهو الرقم الذي تم تعديله بحد ذاته إلى الأعلى بشكل حاد. وظل معدل البطالة فى البلاد عند 3.7%، أي أعلى بقليل من أدنى مستوى له منذ نصف قرن.

وارتفعت الأجور بسرعة غير متوقعة في شهر يناير أيضًا. وارتفع متوسط الأجر بالساعة بنسبة 0.6% منذ ديسمبر/كانون الأول، وهي أسرع زيادة شهرية منذ ما يقرب من عامين، وبنسبة 4.5% منذ يناير/كانون الثاني 2023. وقد يؤدي النمو القوي في التوظيف والأجور إلى تعقيد أو تأخير نية بنك الاحتياطي الفيدرالي البدء في خفض أسعار الفائدة الامريكية في وقت لاحق من هذا العام.

وأظهرت المكاسب الأخيرة رغبة أصحاب العمل في مواصلة التوظيف لتلبية الإنفاق الاستهلاكي الثابت. ويأتي ذلك في الوقت الذي تركز فيه الحملة الرئاسية المكثفة إلى حد كبير على وجهات النظر حول الإدارة الاقتصادية للرئيس الامريكى جو بايدن. وتظهر استطلاعات الرأي العامة أستياء واسع النطاق إلى حد كبير لأنه على الرغم من تباطؤ التضخم بشكل حاد، فإن معظم الأسعار لا تزال أعلى بكثير من مستويات ما قبل الوباء. ومع ذلك، تظهر بعض الدراسات الاستقصائية الأخيرة أن موافقة الجمهور تتحسن تدريجياً.

وفى الأسبوع الماضى، لاحظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى متانة الاقتصاد، حيث قال رئيسه جيروم باول: ب”إن الاقتصاد يؤدي بشكل جيد، وسوق العمل لا يزال قوياً”. وأوضح البنك المركزي الامريكى أنه على الرغم من أقترابه من التحول الذي طال انتظاره نحو خفض أسعار الفائدة، فإنه ليس في عجلة من أمره للقيام بذلك.

وأشارت التفاصيل الواردة في تقرير الوظائف الامريكية يوم الجمعة إلى مكاسب واسعة النطاق في التوظيف في جميع أنحاء الاقتصاد. وقد انخفض معدل البطالة الامريكية الآن إلى أقل من 4% لمدة عامين متتاليين، وهي أطول فترة من نوعها منذ الستينيات. ولمكافحة التضخم، رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى سعر الفائدة القياسي بواقع 11 مرة ابتداء من مارس 2022. وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يؤدي ارتفاع تكاليف الاقتراض إلى زيادة البطالة ومن المرجح أن يؤدي إلى الركود. ومع ذلك، تمكن الاقتصاد من تحقيق ما يكفي من نمو الوظائف لتجنب الانكماش دون تسريع الضغوط التضخمية. وانخفض معدل التضخم طوال عام 2023، مما يزيد من احتمالية قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتحقيق “هبوط ناعم” – ترويض التضخم دون إخراج الاقتصاد عن مساره.

ومن المؤكد أن الزيادة الهائلة في الوظائف الامريكية في شهر يناير ستدفع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أتخاذ نهج حذر تجاه خفض سعر الفائدة الرئيسي، مما يؤثر على العديد من القروض الاستهلاكية والتجارية. ويبدو الآن أن خفض أسعار الفائدة في شهر مارس/آذار أمر غير مطروح بالتأكيد. وفي مؤتمر صحفي الأسبوع الماضى، قال باول بإن التوظيف القوي والنمو الاقتصادي في حد ذاته لن يؤدي بالضرورة إلى تأجيل بنك الاحتياطي الفيدرالي تخفيضات أسعار الفائدة الامريكية. ويقول بعض الاقتصاديين بإنهم ما زالوا يتوقعون أن يتم التخفيض الأول لسعر الفائدة في مايو.

توقعات اليورو دولار هذا الشهر:

الاتجاه العام لزوج العملات اليورو مقابل الدولار EURUSD لا يزال هبوطيا وكما ذكرت من قبل سيظل مستوى الدعم النفسى 1.0800 حاجزا مهما لمزيد من سيطرة الدببة على الاتجاه ولن تتحرك المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع بالبيع حسب الاداء على شارت اليومى أدناه بدون التحرك صوب مستويات الدعم 1.0745 و 1.0630 على التوالى. حاليا مؤشر RSI يميل لاسفل ولكن لا يزال لديه المزيد من الوقت لاختبار مستويات تشبع بالبيع. وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية لن يحدث عكس للاتجاه العام الهبوطى بدون العودة الى مستوى المقاومة النفسية 1.1000 من جديد.

سيظل سعر اليورو دولار رهن الاشارات من مسؤولى سياسة كلا من البنك المركزى الاوروبى وبنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى والاداء الاقتصادى والى جانب معنويات المستثمرين تجاه الاقبال على المخاطرة من عدمه.

هذا الشارت من منصة tradingview