الخميس , مايو 9 2024
إبدأ التداول الآن !

التوقعات الشهرية لزوج الاسترلينى مقابل الدولار GBP/USD: هل سيصمد الاسترلينى طويلا ؟

بعد مرحلة صمود أبرزها سعر الجنيه الاسترلينى فى وجه مكاسب الدولار الامريكى طوال شهر مارس. ولكن هذا الصمود لم يدوم كثيرا حيث أن عوامل قوة الدولار توسعت وعليه فقد تخلى سعر زوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD عن مكاسب الشهر الماضى والتى طالت مستوى المقاومة 1.2894 الاعلى له منذ ثمانية أشهر بخسائر عبر عمليات بيع حذرة أمتدت الى مستوى الدعم 1.2575 فى أسبوع التداول الاخير لشهر مارس وذلك قبل أن يغلق تداولات الشهر مستقرا حول مستوى 1.2616 . وتلميحات مسؤولى سياسة البنك المركزى الامريكى بقيادة جيروم باول بعدم التعجل فى خفض معدلات الفائدة الامريكية زادت من ضغوط البيع لزوج الاسترلينى دولار مؤخرا.

وفى المقابل وعلى الجانب الاقتصادى للاسترلينى. فقد تعافت مستويات المعيشة في بريطانيا إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من عامين في نهاية عام 2023 مع تراجع التضخم وتمتع العمال بزيادات كبيرة في الأجور. وحسب نتائج المفكرة الاقتصادية فقد قال مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الخميس الماضى بإن الدخل الحقيقي المتاح للفرد للأسرة ارتفع بنسبة 0.4% في الربع الرابع من عام 2023، وهو ما يزيد عن عكس الانخفاض بنسبة 0.3% في الربع الثالث.

وكان هذا هو أعلى دخل على أساس نصيب الفرد منذ الربع الثالث من عام 2021 قبل أن تتضرر الموارد المالية للأسر بسبب صدمة الطاقة والتضخم المكون من رقمين. وارتفع إجمالي الدخل المتاح بنسبة 0.7%. وأكدت الأرقام أيضًا أن بريطانيا أنزلقت إلى ركود معتدل في نهاية العام الماضي. وتظهر البيانات الأحدث أن النمو ارتفع مرة أخرى في يناير/كانون الثاني، وسوف ينتعش في الأشهر المقبلة مع انتعاش الموارد المالية للأسر، مما يعزز ادعاء رئيس الوزراء البريطانى ريشي سوناك بأن حكومة المحافظين تعيد الاقتصاد إلى المسار الصحيح.

وبشكل عام. تتخلف بريطانيا وألمانيا عن مجموعة الدول السبع في التعافي من جائحة كوفيد-19. وشهدت بريطانيا أسوأ صدمة تضخمية في المجموعة، مما جعل بنك إنجلترا أكثر ترددا من بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أو البنك المركزي الأوروبي في تخفيف أسعار الفائدة، التي لا تزال عند أعلى مستوياتها منذ 16 عاما. وفى هذا الصدد فقد قال جوناثان هاسكل، صانع السياسة في بنك إنجلترا، بإن تخفيضات أسعار الفائدة في بريطانيا قد تكون “بعيدة المنال”، وفقًا لمقابلة نشرتها صحيفة فايننشال تايمز يوم الخميس الماضى. وقد أسقط هو وكاثرين مان أصواتهما لصالح زيادات أخرى في سعر الفائدة الأساسي هذا الشهر، ولكن التعليقات تشير إلى أن البنك المركزي في المملكة المتحدة قد يتخلف عن نظرائه في خفض تكاليف الاقتراض.

وعموما فقد قلص المستثمرون رهاناتهم على تخفيضات أسعار الفائدة هذا العام. وإنهم الآن يقومون بالتسعير الكامل لتخفيضين بمقدار ربع نقطة بحلول نهاية هذا العام وفرصة قوية لتخفيض ثالث. وفى نفس الوقت فقد أكد التقدير الثاني لمكتب الإحصاءات الوطني للناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع أن بريطانيا عانت من ركود فني بعد انكماشها بنسبة 0.3٪ في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام.

وأضاف مكتب الإحصاءات الوطنية البريطانى بإن حجم الركود كان أصغر قليلاً مما كان يعتقد في البداية بسبب المراجعات الطفيفة للبيانات. وانخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.4% خلال النصف الثاني من عام 2023 مقارنة بالتقديرات السابقة البالغة 0.5%، وعلى الرغم من ترك أرقام النمو الفصلية دون تغيير. وارتفعت نسبة الادخار – مقدار الدخل الذي تم ادخاره – إلى 10.2% في الربع الرابع من 10.1% في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر. وأضاف الاقتصاديون بإن بقاء نسبة الادخار بأعلى من مستويات ما قبل الوباء يمكن أن تشير إلى أن أي انتعاش للاقتصاد من تحسن الموارد المالية للأسر قد يكون أقل من المتوقع.

ومع ذلك، تشير البيانات الأخيرة إلى أن الاقتصاد البريطاني بدأ في التعافي من الركود، حيث أظهرت مؤشرات مبيعات التجزئة والإسكان علامات التحسن ونمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة متواضعة بلغت 0.2٪ في شهر يناير. وكانت قد أشارت الحكومة إلى مثل هذه البيانات كدليل على أن “الخطة ناجحة” – وهي حجة كررها وزير الخزانة البريطانى جيريمي هانت بعد نشر الأرقام.

ولكن قد قالت المعارضة العمالية، والتي تتقدم على المحافظين في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات العامة المتوقعة على نطاق واسع في وقت لاحق من هذا العام، بإن الحكومة فشلت في تحقيق النمو. وفي حين أن الركود الاقتصادى يمثل وصمة عار في سجل سوناك قبل الانتخابات المقررة في وقت لاحق من هذا العام، إلا أنه قد يكون قادرا على الإشارة إلى براعم الانتعاش الخضراء.

ويتوقع المتنبئون أن ينخفض التضخم البريطانى من 3.4% حاليًا إلى أقل من 2% في الأشهر المقبلة مع تراجع فواتير الطاقة خطوة أخرى. وفي الوقت نفسه، لا يزال نمو الأجور المنتظم قوياً بأكثر من 6٪. وحسب المعلن أيضا مؤخرا فقد أتسع عجز الحساب الجاري، وهو الفرق بين الأموال الخارجة من المملكة المتحدة والأموال الواردة، إلى 21.2 مليار جنيه إسترليني (26.7 مليار دولار)، أو 3.1% من الناتج المحلي الإجمالي، من 18.5 مليار جنيه إسترليني في الربع الثالث. وباستثناء المعادن الثمينة، التي يمكن أن تكون تدفقاتها متقلبة، توسع العجز إلى 26.3 مليار جنيه استرليني – 3.9% من الناتج المحلي الإجمالي و5.9 مليار جنيه استرليني أكبر من الربع الثالث. وشهد العجز في الدخل التجاري والاستثماري تدهورا خلال هذا الربع.

وعلى جبهة تداولات سوق العملات الفوركس وحول المتوقع للجنيه الاسترلينى….. فقد أنخفض تحويل الجنيه مقابل اليورو من أعلى مستوياته في عام 2024، ولكن المحللين في باركليز وجوليوس باير لم يسقطوا توقعاتهم بأن الجنيه الاسترليني يرتفع إلى مستويات عالية جديدة. وكان قد تراجع زوج إسترليني/يورو من أعلى مستوياته فوق 1.17 مباشرةً إلى منطقة 1.1650 بعد أسبوعين متتاليين من الانخفاضات، مدفوعًا جزئيًا بإصدار التضخم في بريطانيا بشكل أضعف من المتوقع واجتماع سياسة بنك إنجلترا في مارس.

وفى هذا الصدد يقول ديفيد ألكساندر ماير، المحلل في جوليوس باير: “ضعف الجنيه الإسترليني بعد أن أظهر نمط التصويت في بنك إنجلترا أن آخر الصقور المتبقين، الذين كانوا لا يزالون يؤيدون رفع سعر الفائدة مرة أخرى الشهر الماضي، قد انتقلوا الآن أيضًا إلى الانتظار”.

وكانت قد أرتفعت احتمالات السوق لخفض سعر الفائدة من البنك المركزى البريطانى في يونيو بعد أن أسقط مان وهاسكل تصويتهما لمزيد من رفع أسعار الفائدة، في حين قال البنك بإنه يمكن أن يخفض أسعار الفائدة من المستويات الحالية دون المخاطرة بزيادة التضخم. وفى نفس الصدد. يقول الاقتصاديون في BCA Research بإنهم يتوقعون أيضًا أن يقوم بنك إنجلترا بتخفيض أسعار الفائدة في النصف الثاني من العام بسبب موجة من مفاجآت البيانات الاقتصادية الصعودية التي تشير إلى تحسن الاقتصاد. وإذا تراجعت رهانات السوق على خفض سعر الفائدة في يونيو استجابة للبيانات الواردة، فيمكن للجنيه الاسترليني استرداد خسائره بعد قرار بنك إنجلترا.

واضاف المحلل : “ما زلنا نتوقع التخفيض الأول في أغسطس ونعتقد أن الجنيه الاسترليني يمكن أن يظل قويًا بمجرد أن يصبح الاختلاف في السياسة مع البنك المركزي الأوروبي أكثر وضوحًا هذا العام. وبالتالي، فإننا نلتزم بهدفنا لمدة ثلاثة أشهر وهو 0.85 يورو/جنيه إسترليني”. و(يعطي سعر اليورو/ استرلينى EUR/GBP عند 0.85 سعر صرف الاسترلينى / يورو GBP/EUR قدره 1.1765، والذي يشكل قمة النطاق طويل المدى للزوج).

ولكن حسب محللو العملة في بنك باركليز فإن السياسة الحذرة الملموسة لبنك إنجلترا لا تغير النظرة البناءة للجنيه الاسترليني. كما يدعم الموقف البناء بشأن الجنيه الاسترليني في بنك باركليز التوقعات بعلاقة أوثق مع الاتحاد الأوروبي (وما يرتبط بذلك من تفكيك جزئي لعلاوة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) بعد الانتخابات العامة المقبلة في المملكة المتحدة. ويتوقع بنك باركليز أن يتجه زوج يورو/استرليني EUR/GBP نحو 0.82 بحلول الربع الأول من عام 2025 ويبحث عن فرص لإعادة الانخراط في صفقات شراء الجنيه الاسترليني عند مستويات أفضل.

توقعات الاسترلينى دولار خلال هذا الشهر :

حسب الاداء على شارت اليومى أدناه مستقبل سعر زوج العملات الجنيه الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى GBP/USD يتوقف على تخطى الثيران بزوج العملات مستويات المقاومة 1.2775 و 1.2860 فالمستوى الاخير يجفز الارتداد صوب المقاومة النفسية 1.3000 الاهم للتأكيد على سيطرة الثيران على الاتجاه. وفى المقابل وعلى نفس الفترة الزمنية سيظل مستوى الدعم 1.2500 الاهم لتحكم قوى للدببة على الاتجاه. الصمود الحالى ينتظر عوامل قوة للتحرك فى أحد الاتجاهين. مع الاخذ بالاعتبار بأن مسار الاسترلينى دولار سيتوقف على مسار سياسات البنوك المركزية وأداء الاسواق العالمية ومعنويات المستثمرين فى الاقبال على المخاطرة من عدمه.

شارت زوج الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى
شارت زوج الاسترلينى مقابل الدولار الامريكى

هذا الشارت من منصة tradingview

المحلل محمود عبد الله
يعمل في أسواق العملات الأجنبية منذ 16 عاما بتفرغ كامل. يقدم تحليلاته ومقالاته وتوصياته في أشهر المواقع العربية المتخصصة في أسواق المال العالمية ونالت خبرته الكثير من الاهتمام اليومي لدى المتداولين العرب. يعمل على توفير التحليلات الفنية والاخبار السوقية والتوصيات المجانية واكثر بمتابعة لا تقل عن 15 ساعة يوميا، ويهدف لتبسيط كيفية التداول في الفوركس ومفهوم التجارة لجمهوره بدون تعقيد وبأقل الامكانيات. بالإضافة، فهو مبتكر للعديد من الافكار والادوات التي تساعد المتداول بالتعامل مع شركات التداول الشهيرة وتوفر له دخول عالم المتاجرة بكل سهولة.