TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
خلال تداولات الاسبوع الماضى. واصل سعر الذهب صعوده ليصل إلى مستوى قياسي تاريخى آخر، حيث أبقت عوامل متعددة، بما في ذلك رهانات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، وعمليات الشراء المضاربة ومشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب، على ارتفاع قياسي لاسعار السبائك. وحسب منصات شركات تداول الذهب فقد أرتفعت الاسعار صوب مستوى المقاومة 2330 دولار للاوقية. وبشكل عام، ارتفع سعر الذهب بنسبة 3.9% الأسبوع الماضى وعليه فقد أتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية ثالثة على التوالي.
هل سينخفض سعر الذهب فى الايام المقبلة ؟
تعليقا على أداء سوق الذهب. قال فيليب سترايبل، كبير محللى الاسواق في شركة بلو لاين فيوتشرز في شيكاغو، بإن هناك الكثير من تدفقات رأس المال، والجميع يلاحقون ارتفاع السوق، مما يساعد أسعار الذهب إلى جانب مشتريات البنوك المركزية القوية والشراء للمضاربة. ومن جانبه قال ديفيد ميجر، مدير تداول المعادن في هاي ريدج فيوتشرز، في مذكرة لرويترز: “في وقت ما في وقت لاحق من هذا العام، مع بقاء المخاوف التضخمية ثابتة إلى حد ما، تظل هذه بيئة إيجابية أساسية لسوق الذهب”. ومن جانبه قال بارت ميليك، محلل السلع في شركة تي دي سيكيوريتيز: “ربما قام بعض الأشخاص أيضًا بتغطية بعض مراكز البيع ثم قام الفنيون بتجاوز مستوى المقاومة البالغ 2300 دولار”.
وحسب الاداء فقد تمكن سعر الذهب من الحفاظ على أرتفاعه على الرغم من البيانات الأمريكية الجديدة والتي تشير إلى سوق وظائف أقوى. فحسب نتائج بيانات المفكرة الاقتصادية فقد قالت وزارة العمل في تقرير التوظيف والصادر يوم الجمعة بإن الوظائف الامريكية غير الزراعية زادت بمقدار 303 آلاف وظيفة الشهر الماضي. وكان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم توقعوا 200 ألف وظيفة، مع تقديرات تتراوح بين 150 ألفاً إلى 250 ألفاً. وقبل ذلك فقد أكد رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى جيروم باول بأن البنك المركزي الامريكى ليس في عجلة من أمره لخفض تكاليف الاقتراض بعد ترك سعر الفائدة دون تغيير في النطاق الحالي 5.25٪ -5.50٪ الشهر الماضي. ويضع المتداولون حاليًا أحتمالًا بنسبة 59% تقريبًا بأن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في يونيو.
تعرف على الاسباب لاستمرار أسعار الذهب في الارتفاع :
تم تحريك أصول الملاذ الآمن صعودًا حيث لم تظهر الصراعات في جميع أنحاء العالم أي علامة على التراجع، وأستمرار الانتظار لمدة أربع سنوات لتخفيض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وبريطانيا. ومع أرتفاع أسعار الذهب بشكل مستمر منذ بدء العام 2024 فكان من الضرورى البحث عن أسباب تلك المكاسب المتتالية…. وفى السطور التالية سنستعرض تلك الاسباب وهى :
1.) الجغرافيا السياسية تدفع المستثمرين إلى الذهب.
حيث تستمر الحروب في أوكرانيا وغزة، ويظل التصعيد المحتمل إلى دول أخرى مسلطاً على الأسواق مثل سيف داموقليس. وعليه فيشعر المستثمرون والحكومات بالقلق الشديد من تداعيات أخرى مشابهة لما حدث عندما غزا فلاديمير بوتين أوكرانيا لأول مرة قبل عامين، ويعتبر الذهب أحد أكثر وسائل التحوط فعالية ضد هذه المخاوف. وتظهر البيانات الواردة من BullionVault، أكبر سوق للمعادن الثمينة عبر الإنترنت في العالم، بأن المستثمرين الغربيين حصلوا على أرباح قياسية من بيع الذهب في مارس، مما أدى إلى تفريغ ما يقرب من ضعف الكمية المشتراة. ومن جانبه يقول أدريان آش، مدير أبحاث BullionVault: ب”إن الذروة السابقة في عدد الأشخاص الذين يبيعون الذهب جاءت أيضًا مع قفزة أسعار السبائك”. و”لكنها تزامنت جميعها مع لحظات من الضغوط السياسية أو المالية الحادة، مما أدى إلى زيادة الطلب من قبل المستثمرين”.
وفي الواقع، ارتفع البائعون عبر المنصة بنسبة 95 في المائة ليتجاوزوا الرقم المسجل خلال أعمال الشغب الإنجليزية وأزمة الديون الأوروبية في عام 2011، وفي مارس 2022 عندما غزت روسيا أوكرانيا وصدمة أستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في يونيو 2016. وفي المقابل، ارتفعت أعلى مستويات الذهب الجديدة على الإطلاق بشكل كبير مع أستمرار القلق العام بشأن الصراعات العالمية.
2.) تستمر البنوك المركزية في شراء الذهب.
كما يدعم الطلب المادي القوي من البنوك المركزية العالمية ومستثمري التجزئة في آسيا المعدن الأصفر. ومع ذلك، من المتوقع أن ينخفض الطلب على المدى القصير مع إحجام المستثمرين عن ارتفاع الأسعار. وتعليقا على ذلك قال أولي هانسن، محلل السلع في ساكسو بنك، بإن أحتمال انخفاض تكاليف التمويل قد يؤدي أخيرًا إلى ارتفاع الطلب على الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) المدعومة بالسبائك من مديري الأصول النقدية الحقيقية للمرة الأولى منذ عام 2022. وعلى الرغم من تباطؤ معدل الشراء، فإن البنوك المركزية في العالم لا تزال تقوم بتخزين الذهب حيثما أمكنها ذلك.
وتظهر الأرقام الصادرة عن مجلس الذهب العالمي أن احتياطيات البنوك المركزية العالمية من الذهب لشهر فبراير ارتفعت بمقدار 19 طنًا. وعلى الرغم من أن هذا هو الشهر التاسع على التوالي من النمو، إلا أن البيانات تظهر تباطؤا، حيث انخفضت عمليات الشراء لهذا الشهر بنسبة 58 في المائة عن شهر يناير. وعلى أساس سنوي، أبلغت البنوك المركزية عن إضافة 64 طناً خلال شهري يناير وفبراير، أي أقل بنسبة 43 في المائة عن نفس الفترة من عام 2023 ولكن بزيادة أربعة أضعاف عن عام 2022.
3.) الذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم.
غالبًا ما يتم بناء ارتفاعات الذهب عندما يبدو التضخم في منحنى تصاعدي، مما يؤدي إلى انخفاض قيمة العملة. ومع ذلك، فإن تحديث توقعات سياسة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، سيكون محركًا مهمًا للأسهم والسلع هذا الأسبوع. ولن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة حتى يونيو على أقرب تقدير، ويستقر التضخم على أساس سنوي عند 2.5 في المائة على خلفية الاقتصاد المزدهر. وتزيد قوة الدولار الأمريكي الناتجة من تعقيد الأمور بالنسبة للمتطلعين إلى مستقبل الذهب.
وكانت قد أرتفعت العملة مؤخرا إلى أعلى مستوى لها منذ أربعة أشهر، مما يزيد الضغط على سوق الذهب ويشوه المشهد بالنسبة لأولئك الذين يتعرضون للسبائك. وفى هذا الصدد تشير كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في XTB Trading، إلى أن سعر الذهب ربما وصل إلى سقفه، دون حدوث تصحيح المسار مثل المزيد من التصعيد الجيوسياسي وقد يكون بسبب التصحيح. وأضافت “يبدو أن الفائدة المفتوحة على عقود الذهب قد بلغت ذروتها وسعر الذهب الآن أعلى بنسبة 15 في المائة من المتوسط المتحرك البسيط لمدة 200 يوم”. و”يشير هذا إلى أنه عند مستويات متطرفة وقد يكون بسبب التراجع.”
وكانت قد أثرت حالة عدم اليقين الجديدة بشأن توقيت ووتيرة تخفيضات أسعار الفائدة الامريكية هذا العام على الأسواق يوم الجمعة مع تزايد قلق صناع السياسات بشأن توقعات التضخم. وكانت التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون قادرًا على خفض أسعار الفائدة الامريكية بواقع ثلاث مرات بحلول نهاية العام تحت المجهر طوال الأسبوع، حيث أصبحت موضع شك في البداية من مسح التصنيع ISM الساخن قبل أن يخفف مؤشر مديري المشتريات للخدمات الأكثر ضعفًا المخاوف في منتصف الأسبوع.
ولكن يبدو أن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي باول ومتحدثين آخرين يؤيدون وجهة النظر القائلة بأن ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة ممكنة في عام 2024، لكن النغمة تغيرت يوم الخميس الماضى عندما بدا كاشكاري وآخرون أقل تفاؤلاً. حيث أقترح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، بأن أسعار الفائدة قد تضطر إلى البقاء دون تغيير لبقية العام إذا استمر التضخم في التحرك بشكل جانبي. كما تساءل باركين من بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند وجولسبي من بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو عما إذا كان التضخم يتجه في الاتجاه الصحيح.
وبشكل عام فقد أثرت التصريحات المتشددة على المعنويات في أسواق الأسهم، حيث أغلقت جميع المؤشرات الثلاثة الرائدة في أسواق وول ستريت منخفضة بأكثر من 1٪، في حين أوقف سعر الدولار الأمريكي انخفاضه والذي كان مدفوعًا بالتعليقات الأكثر تشاؤمًا إلى حد ما في وقت سابق من الأسبوع. ومع ذلك، كانت عوائد سندات الخزانة أكثر هدوءًا، مع ارتفاع العائد على السندات لأجل 10 سنوات بشكل هامشي فقط، حيث ظلت توقعات خفض أسعار الفائدة ثابتة. ولا يزال المستثمرون يتوقعون تخفيضات في أسعار الفائدة الامريكية بنحو 70 نقطة أساس في عام 2024، لذا فإن التعليقات الأخيرة من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي لم تؤد إلى إعادة تسعير كبيرة.
توقعات سعر الذهب هذا الاسبوع:
الاتجاه العام لسعر الذهب لا يزال صاعدا ومكاسبه القياسية التاريخية الاخيرة كانت كافية لدفع كامل المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع قوية بالشراء وفى أقرب فرصة قد يتعرض سعر الذهب لعمليات بيع قوية لجنى الارباح وخاصة فى حال حصل سعر الدولار الامريكى على زخم قوى وأيجابى من أرقام التضخم الامريكية هذا الاسبوع الى جانب الاعلان عن مضمون محضر الاجتماع الاخير لبنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى. بعد مكاسبه الاخيرة سيكون لاختراق دون المستوى النفسى 2000 دولار للاوقية أهمية لتغير الوجهة الى هبوطية. ولكن فى حال لم يحصل الدولار الامريكى على زخم قوى فقد تكون الفرصة أقوى للذهب للتحرك صوب مستويات قياسية تاريخية جديدة.
