TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
لليوم الثانى على التوالى يتراجع مؤشر الدولار الامريكى DXY والذى يقيس أداء العملة الامريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية الاخرى من أعلى مستوياته خلال العام 2023 أستعدادا للاعلان عن أرقام الوظائف الامريكية الهامة غدا والتى سيكون لها رد فعل قوى ومباشر على مستقبل تشديد سياسة بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى. وحسب التداولات فقد تراجع مؤشر الدولار الامريكى اليوم الى مستوى 106.50 قبل أن يستقر حول مستوى 106.77 وقت كتابة التحليل. وجائت عمليات بيع أنطلاقا من مستوى المقاومة 107.35 التى سجلها هذا الاسبوع والاعلى للمؤشر منذ 11 شهرا.
ومنذ بداية العام 2023 حتى الآن، ارتفع مؤشر الدولار الامريكى DXY بحوالي 3.5%، وذلك بفضل أرتفاع بنسبة 3.6% خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ويكفي أن نقول إن ارتفاع الدولار الأمريكي لا يتوقف، وهو ما يثبت أنه خبر هبوطي بالنسبة للأسواق المالية العالمية.
ولكن لماذا يرتفع سعر الدولار؟ … الأمر كله يتعلق بالسياسة النقدية.
ويشير ملخص بنك الاحتياطي الفيدرالي للتوقعات الاقتصادية (SEP) إلى أن البنك المركزي الامريكى سوف يكمل مسار التشديد ويرفع أسعار الفائدة الامريكية مرة أخرى هذا العام، مما يرفع متوسط سعر الفائدة إلى 5.6٪. ولكن الخوف الرئيسي لدى المستثمرين هو أن المركزى الامريكى سيبقي أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، وهو الأمر الذي صرحت به مجموعة من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي خلال الأسبوع الماضي.
وهذا التوقع يجبر المستثمرين على التخلص من الأسهم واللجوء إلى سندات الخزانة. والواقع أن عائدات سوق السندات الأميريكية كانت في ارتفاع إلى عنان السماء، مع ارتفاع العائد على سندات لعشر سنوات بنحو 3,4 نقطة أساس ليصل إلى 4,836%، وهو أعلى مستوى في خمسة عشر عاماً. كما وصل العائد على سندات العامين إلى 5.15%، وهو أعلى مستوى آخر خلال 15 عامًا. ولكن المتداولين فوجئوا بالارتفاع الكبير الذي سجلته عائدات سندات الخزانة لأجل 30 عاماً نحو 5%.
وفي الوقت نفسه، كان أحد الأسباب وراء التطورات يوم الثلاثاء هو بيانات JOLTS، وتحديدًا عدد الوظائف الشاغرة. ووفقًا لمكتب إحصاءات العمل (BLS)، ارتفع عدد الوظائف الامريكية الشاغرة إلى 9.6 مليون في أغسطس، أرتفاعًا من 8.9 مليون وظيفة معدلة بالزيادة في يوليو. ثم أرقام أقل من كل التوقعات لمسح ADP للتغير فى الوظائف الامريكية.
ونتيجة لذلك، ستتجه كل الأنظار نحو تقرير الوظائف الامريكية لشهر سبتمبر. فهل يُظهِر هذا تباطؤ سوق العمل أو عودة تسارع نمو العمالة؟
وبشكل عام فقد تراجع سعر الدولار مقابل جميع العملات الرئيسية الاخرى قبل صدور بيانات الرواتب الأمريكية المحورية المقرر صدورها غدا الجمعة، لكن المحللين يقولون بإن التراجع قد يكون مؤقتًا فقط. وعليه فقد أنخفض مقياس بلومبرج للعملة الأمريكية لليوم الثاني بعد ارتفاعه إلى أعلى مستوى في 10 أشهر يوم الأربعاء. وتحول الدولار الأمريكي نحو الانخفاض حيث أدى انخفاض عوائد سندات الخزانة إلى تقليص الطلب على العملة. وتعليقا على ما حدث. قال رودريجو كاتريل، الخبير في بنك أستراليا الوطني المحدود في سيدني: “نعتقد أن الاسواق تأخذ استراحة قبل صدور بيانات الوظائف الامريكية غير الزراعية وبيانات سوق العمل الأخرى غدًا”. و”مفاجأة إيجابية أخرى ولن نتفاجأ برؤية الدولار الأمريكي وسندات الخزانة لأجل 10 سنوات تختبر أعلى مستوياتها الأخيرة.”
وبشكل عام فقد أرتفع الدولار الامريكى مقابل جميع أقرانه في مجموعة العشرة في الأشهر الستة الماضية، مع قيادة الين والدولار النيوزيلندي للخسائر. وتسعى السلطات من اليابان إلى كوريا الجنوبية إلى تعزيز عملاتها، حيث يهدد ارتفاع العملة الأمريكية بإثارة الضغوط التضخمية. وتعليقا على ذلك كتب وين ثين، محلل العملات في شركة براون براذرز هاريمان وشركاه في نيويورك، في مذكرة إلى “بالنظر إلى ما هو أبعد من ضجيج التدخل المحتمل، لم يتغير شيء بشكل أساسي ولا نرى أي سبب للاعتقاد بأن الاتجاه الصعودي للدولار قد انتهى”. و”مثل تصحيح الأسبوع الماضي، نعتقد أن ضعف الدولار هذا الأسبوع هو أيضًا تصحيحي بطبيعته.”
على الجانب الاقتصادى. فمن المتوقع أن يضيف أصحاب العمل في الولايات المتحدة الامريكية 170 ألف عامل في سبتمبر، بأنخفاض عن 187 ألف في الشهر السابق، وفقًا لمتوسط تقديرات الاقتصاديين الذين استطلعت بلومبرج آراءهم قبل بيانات يوم الجمعة. وإن الإشارات التي تشير إلى تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي قد تؤدي إلى أنخفاض عوائد سندات الخزانة وتحد من مكاسب الدولار الإضافية.
وحسب بعض المحللين فإنه من المرجح أن يرتفع الدولار الامريكى مقابل “كل شيء تقريبًا” حتى نهاية العام قبل أن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد المتباطئ في عام 2024. وأمامنا شهرين آخرين من قوة الدولار بسبب الأداء المتفوق للنمو في الولايات المتحدة أولاً، ثم في النهاية النفور من المخاطرة أيضاً. لكن يتوقع عمليات بيع كبيرة للدولار الامريكى في عام 2024 مع بدء البنوك المركزية في خفض المعدلات، بقيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى.
هذا الشارت من منصة tradingview
