أداء الدولار الامريكى بعد أرقام التضخم الامريكية مبالغ فيه

يتوقع المحللون في بنك الكومنولث الآن أن يتم التخلص من رد فعل “الرغبة في المخاطرة” على مؤشر أسعار المستهلك الامريكى المتمثل في ضعف الدولار الأمريكي وانخفاض عائدات السندات وارتفاع أسواق الأسهم. وإذا كان هذا قد بدأ بالفعل، فإن الانخفاض في سعر اليورو مقابل الدولار EUR/USD في منتصف تداولات هذا الأسبوع يبدأ منطقيًا، خاصة إذا كان السوق يبحث عن محفز في شكل أرقام إنتاج صناعي أقل حدة. وحسب محللو بنك الكومنولث “رد الفعل الإيجابي من تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة الامريكية سوف يفسح المجال للمخاوف بشأن سياسة التشديد المفرط للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC من وجهة نظرنا… ونتوقع أيضًا أن يضعف سوق العمل الأمريكي بشكل ملحوظ بسبب تشديد سياسة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC في الماضي. ويظهر التاريخ ركودًا أمريكيًا وإنها وصفة لارتفاع الدولار الأمريكي”.

ومن جانبه. يقول جوزيف كابورسو المحلل من بنك الكومنولث: “لقد بالغ الدولار الأمريكي في رد فعله تجاه الانخفاض الطفيف في مؤشر أسعار المستهلكين من وجهة نظرنا”.

وتتمثل الآثار المترتبة على رد الفعل المفرط هذا في أن أزواج العملات الرئيسية، مثل اليورو مقابل الدولار والجنيه الاسترليني، تبدو مبالغ فيها نسبيًا وعرضة للتصحيح الهبوطي. وأضاف المحلل بالقول: “نتوقع أن يتراجع رد فعل الرغبة في المخاطرة على مؤشر أسعار المستهلك المتمثل في ضعف الدولار الأمريكي وانخفاض عائدات السندات وارتفاع أسواق الأسهم”.

وحسب تداولات أسعار العملات. تم بيع الدولار بعد أن أظهرت الأرقام الرسمية أن التضخم الرئيسي لمؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة الامريكى ارتفع بنسبة 3.2% خلال العام حتى أكتوبر/تشرين الأول، وهو أقل من نسبة 3.3% التي توقعتها السوق ويمثل تباطؤاً حاداً عن قراءة سبتمبر/أيلول البالغة 3.7%. وكان التضخم في مؤشر أسعار المستهلك الامريكى ثابتًا على أساس شهري، بأنخفاض عن تقدم سبتمبر الذي عززته الطاقة بنسبة 0.4% وأقل من التوقعات البالغة 0.1%. وتعزز النتيجة رواية السوق بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد فعل ما يكفي لإعادة التضخم إلى هدف 2.0٪.

وحسب أداء سوق العملات الفوركس. أرتفع سعر صرف الجنيه مقابل الدولار GBP/USD بنسبة 1.80% ليصل إلى ذروته عند 1.25 قبل أن تؤدي أوامر السوق حول هذا المستوى النفسي المهم إلى التراجع إلى 1.2422 وقت كتابة هذا التقرير. ووصل سعر اليورو إلى الدولار EUR/USD إلى أعلى مستوياته خلال شهرين عند 1.0880، ولكن مثل الجنيه الاسترليني مقابل الدولار ، قوبل بطلبات السوق التي أدت منذ ذلك الحين إلى التراجع إلى 1.0840.

وبشكل عام توقع الاقتصاديون في بنك الكومنولث أن يستمر التضخم في الولايات المتحدة الامريكية في التباطؤ إلى ما دون هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪ في العام المقبل. والسوق متفق عليه، معتقدًا أن انخفاض التضخم يمكن أن يسمح لبنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بدءًا من منتصف عام 2024 تقريبًا. وقد أدى هذا التوقع إلى انخفاض عائدات السندات الأمريكية، مما أدى بدوره إلى ضعف سعر الدولار الامريكى.

ولكن بنك الكومنولث يتوقع أيضًا أن يضعف سوق العمل الأمريكي بشكل ملحوظ بسبب تشديد سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في الماضي. وبأختصار، لم يشعر الاقتصاد الامريكى بشكل كامل بعد بتأثير رفع أسعار الفائدة، ومع استمرار رفع أسعار الفائدة، يترتب على ذلك الركود الاقتصادي. وأضاف المحلل بالقول: “يُظهر التاريخ أن الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة هو وصفة لارتفاع قيمة الدولار الأمريكي”.

هذا الشارت من منصة tradingview