TradersUp.comتوصيات وتحليلات أسواق التداول عن كثب
كتابة : أرتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل اليورو (GBP/EUR) إلى أعلى مستوى له في أكثر من عامين بعد أن تجاوزت مبيعات التجزئة في بريطانيا التوقعات، حيث أرتفعت بنسبة 0.3% على أساس شهري في سبتمبر. وكان هذا أعلى من التوقعات بقراءة -0.3%، وهذا هو السبب وراء ارتفاع الجنيه الإسترليني مقابل جميع نظرائه الرئيسيين في عملات مجموعة العشرة. وحسب نتائج المفكرة الاقتصادية…. فقد أفاد مكتب الإحصاءات الوطنية أن مبيعات التجزئة البريطانية أرتفعت بنسبة 3.9% على أساس سنوي في سبتمبر، وهو ما يزيد عن الزيادة البالغة 3.2% التي توقعها السوق. وارتفعت مبيعات التجزئة الأساسية بنسبة 4%، وهو ما يزيد عن 3.2% المتوقعة.
وبالنسبة لمشتري اليورو، يعد هذا أفضل سعر صرف منذ أكثر من عامين، حيث يقدم أفضل المزودين الآن أسعارًا أعلى من 1.20. وكان ارتفاع مبيعات التجزئة واسع النطاق مع زيادة المبيعات في خمسة من القطاعات الفرعية السبعة. وكانت هذه بيانات قوية تشير إلى أن ثقة المستهلك في بريطانيا تزداد، وذلك بفضل زيادة الأجور بشكل أسرع من التضخم، مما يؤدي إلى نمو الدخول الحقيقية.
وتعليقا على ذلك يقول أليكس كير، الخبير الاقتصادي البريطاني في كابيتال إيكونوميكس: “بينما قد تشعر الأسر بالقلق بشأن الزيادات الضريبية المحتملة في الميزانية في 30 أكتوبر، فإن هذه المخاوف لم تتغذى على قرارات الإنفاق الخاصة بهم بعد”.
وبشكل عام فقد أظهر المستهلك ميلًا إلى الادخار على مدار السنوات الأخيرة وهناك مجال واسع لزيادة الإنفاق في الأشهر المقبلة إذا تحسنت الثقة. وبأختصار، هناك طلب كبير في اقتصاد المملكة المتحدة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع تكلفة السلع والخدمات. وبالنسبة لبنك إنجلترا، يعد هذا تطورًا تضخميًا ويشير إلى ضرورة توخي الحذر عند النظر في وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. وسيخفض البنك أسعار الفائدة مرة أخرى في نوفمبر، ولكن علامة استفهام أخرى تحوم حول اجتماع ديسمبر. وبشكل عام فقد رفعت الأسواق المالية أحتمالات خفض أسعار الفائدة في ديسمبر عندما أظهر إصدار منتصف الأسبوع انخفاضًا كبيرًا في التضخم في جميع المجالات.
وتُظهر مبيعات التجزئة هذه أن انخفاض الأسعار محفز في عزلة، ويجب على البنك أن يكون حذرًا بشأن ما إذا كانت هناك حاجة لخفض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد. ومن جانبه يقول نيل بيريل، كبير مسؤولي الاستثمار في Premier Miton Investors: “يعتبر قطاع المستهلك مهمًا جدًا داخل الاقتصاد، وعلى الرغم من أن هذه مجرد بيانات شهر واحد، إلا أنها تشير إلى أن الاقتصاد أكثر قوة مما كان يُعتقد”.
وبالنسبة للجنيه الإسترليني، فإن احتمال اتباع نهج ثابت لخفض أسعار الفائدة يعد تطورًا داعمًا. في يوم الخميس، خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى حيث أشار إلى مخاوف من توقف الاقتصاد. وعليه يثبت التباعد في السياسة النقدية في منطقة اليورو وبريطانيا أنه محرك قوي لارتفاع زوج الجنيه الإسترليني/اليورو، والذي قد يستمر إذا تمكن سعر الصرف من الحفاظ على مكاسبه فوق 1.20.
ومن جانبه يقول كير من كابيتال إيكونوميكس: “بالنظر إلى المستقبل، ومع استمرار نمو الدخول الحقيقية، نتوقع أن تساهم مبيعات التجزئة في تسريع نمو الإنفاق الاستهلاكي الإجمالي”. ومع ذلك، إذا ارتفعت الضرائب في الميزانية بأكثر مما نتوقع، فقد يكون نمو الدخول الأسرية الحقيقية والإنفاق الاستهلاكي أضعف قليلاً. ولكن أي تأثير سلبي على الإنفاق الاستهلاكي من المرجح أن يتم تعويضه من خلال زيادة الإنفاق الحكومي”.
هذا الشارت من منصة tradingview
