تحليل اليورو مقابل الاسترلينى ومناطق تصحيح خط الاتجاه الهبوطي

لثلاث جلسات تداول على التوالى يحاول سعر اليورو مقابل الجنيه الاسترلينى EUR/GBP الارتداد لاعلى بمكاسب أمتدت الى مستوى 0.8327 فى محاولة للتعافى من خسائره الاخيرة والتى طالت مستوى الدعم 0.8220 الادنى لزوج العملات منذ أبريل العام 2022.

وذلك وسط معنويات متشائمة للمستثمرين تجاه اليورو فى ظل القلق الاقتصادى والسياسى والذى يهدد مستقبل أقتصاد منطقة اليورو.

عوامل مكاسب اليورو الاسترلينى الاخيرة

حسب منصات شركات التداول المرخصة… فقد حصل زوج اليورو/الجنيه الإسترليني على دفعة من بيان البنك المركزي الأوروبي الأقل تشاؤما، حيث خفض البنك المركزي أسعار الفائدة بنسبة 0.25% كما كان متوقعا وأزال بعض العبارات المتشددة ولكنه رفع أيضا توقعاته للنمو الاقتصادى. وقد أدى هذا إلى إحباط الآمال في خفض أسعار الفائدة بقوة من قبل البنك المركزي الأوروبي في أوائل العام المقبل، حيث من المرجح أن يأخذ صناع السياسات إشارات من البيانات الواردة وأي تغييرات تنظيمية من إدارة ترامب بدلا من التصرف قبل الأوان.

وفى المقابل تتجه لجنة السياسة النقدية لبنك أنجلترا مرة أخرى إلى العام الجديد 2025 مع القليل من الوضوح بشأن التوقعات والاقتصاد عند مفترق طرق. ففي عام 2024، كانت الانتخابات البريطانية معلقة فوق التوقعات. الآن، يهدد الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب بحرب تجارية عالمية، بينما على الصعيد المحلي، تركت أول ميزانية لحكومة حزب العمال في أكتوبر أسئلة بلا إجابة. وكانت قد ضعفت معنويات الأعمال والمستهلكين بشكل أكبر منذ الميزانية، عندما أعلنت وزيرة الخزانة البريطانية راشيل ريفز عن ضريبة بقيمة 26 مليار جنيه إسترليني (32.9 مليار دولار) على أصحاب العمل. وفي الوقت نفسه، توقف النمو وأظهر التضخم علامات على التعافي. وهذا يعقد السياسة بالنسبة للبنك، والذي “أعرب عن عدم اليقين بشأن تمرير التدابير المالية”.

البيانات ومستقبل سياسة بنك انجلترا

قد يساعد سيل البيانات الاقتصادية هذا الأسبوع في توضيح الأمور. فمن المتوقع أن تظهر أرقام أسعار المستهلك البريطانى يوم الأربعاء ارتفاع التضخم بنسبة 0.3 نقطة مئوية إلى 2.6٪ في نوفمبر. وهذا أعلى من توقعات بنك إنجلترا بنسبة 2.4٪، والذي يتوقع تسارع نمو الأسعار بسبب أسعار الطاقة قبل الانجراف مرة أخرى نحو الهدف. يرى خبراء الاقتصاد أن تضخم الخدمات سيظل مرتفعًا بعناد عند 5.1٪. ومن المتوقع أن يرتفع نمو الأجور المنتظمة، وهو مقياس آخر للضغوط الأساسية، قليلاً إلى 5٪ وعندما يتم إصدار بيانات الوظائف يوم الثلاثاء. إجماع بنك إنجلترا هو أن نمو الأجور بأكثر من 3٪ أو نحو ذلك لا يتوافق مع تضخم بنسبة 2٪.

وبشكل عام. يتخلف بنك إنجلترا الآن عن كل من البنك المركزي الأوروبي، الذي خفض سعر الفائدة على الودائع أربع مرات منذ يونيو إلى 3٪ من 4٪، وبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والذي خفض مرتين – بما في ذلك خفض كبير بنصف نقطة في سبتمبر – إلى نطاق 4.5٪ -4.75٪. وقد يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى مرة أخرى في 18 ديسمبر، وهو اليوم السابق لاجتماع بنك إنجلترا.

وعلى أثر ذلك فقد تسببت وتيرة خفض أسعار الفائدة المختلفة في حدوث تيارات متقاطعة في أسواق العملات الفوركس. فمؤخرا فقد أغلق الجنيه الإسترليني عند أقوى مستوى له مقابل اليورو في أكثر من ثماني سنوات، في حين يقترب الفارق بين العائدات بين السندات الحكومية البريطانية ونظيراتها الألمانية من أوسع نطاق له في أكثر من عامين.

نصائح تداول:

التحليل الفنى لزوج اليورو الاسترلينى:

عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة فقد شكل زوج العملات اليورو مقابل الجنيه الاسترلينى EUR/GBP قممًا أدنى متصلة بخط أتجاه هبوطي صامد منذ نوفمبر. ويبدو السعر جاهزًا للتراجع إلى منطقة المقاومة هذه بعد الارتداد عن المستويات المنخفضة عند 0.8220. وفى نفس الوقت تظهر أداة تصحيح فيبوناتشي مستويات إضافية حيث يمكن للبائعين الترقب. حيث يقع مستوى تصحيح فيبوناتشي 38.2% بالقرب من 0.8275 أو مستوى 50% الأقرب إلى خط الاتجاه عند العلامة النفسية الرئيسية 0.8300 ونقطة الانعطاف الديناميكية للمتوسط المتحرك البسيط 100.

وفيما يتعلق بالمتوسطات المتحركة، فإن المتوسط المتحرك البسيط 100 يقع أسفل المتوسط المتحرك البسيط 200 لتأكيد أن المسار الاقوى هو التراجع. وفى نفس الوقت فأن الفجوة بين المؤشرات تتسع لتعكس ضغوط البيع المتزايدة. وإذا صمدت أي من خطوط فيبوناتشي كمقاومة، فقد يستأنف زوج يورو/جنيه إسترليني EUR/GBP تراجعه إلى أدنى مستوياته أو أدنى. والخط الفاصل للتراجع هو خط فيبوناتشي 61.8% حول .8308. وأيضا لا يزال مؤشر ستوكاستيك يتحرك صعودًا لإظهار أن هناك بعض الضغوط الصعودية المتبقية، لذا فإن التصحيح قد يستمر حتى يصل المذبذب إلى منطقة ذروة الشراء ويتحول إلى الأسفل. ويتمتع مؤشر القوة النسبية RSI بمساحة أكبر للصعود قبل الوصول إلى منطقة ذروة الشراء، لذا قد يكون التصحيح الأكبر ممكنًا. ومن ناحية أخرى، قد يشير الاختراق فوق خط الاتجاه وخطوط فيبوناتشي إلى أن الانعكاس من الاتجاه الهبوطي قيد التنفيذ. وقد يصل السعر أيضًا إلى سقف حول نقطة الانعطاف الديناميكية لخط فيبوناتشي 200.