قد تؤثر تجارة الين اليابانى، وهي استراتيجية شائعة حيث يقترض المستثمرون الين بأسعار الفائدة المنخفضة في اليابان للاستثمار في أصول ذات عائد أعلى، مرة أخرى على الأسواق العالمية. وعلى الرغم من التخفيضات الوشيكة في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة الامريكية، أنخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4.3٪ الأسبوع الماضي، مما دفع العديد من المحللين إلى التكهن بأن تصفية تجارة الين لم تنته بعد.
وبينما يناقش بنك الاحتياطي الفيدرالي المزيد من تخفيضات الأسعار، يظل تأثير السياسة النقدية اليابانية على الأسواق المالية العالمية محورًا رئيسيًا للمستثمرين.
رفع أسعار الفائدة في اليابان يصدم الأسواق
وفي خطوة مفاجئة، رفعت اليابان مؤخرًا أسعار الفائدة، مما أثار موجة بيع في الأسهم العالمية. وعليه فقد سارع المستثمرون إلى تصفية صفقاتهم، وبيع الأصول المشتراة بالين المقترض، مما تسبب في هبوط الأسواق. وقد سلط هذا الارتفاع غير المتوقع إلى حد كبير الضوء على هشاشة النظام المالي العالمي عندما يتعلق الأمر بأسعار الفائدة المنخفضة تاريخياً في اليابان. ومن جانبه فقد أضاف محافظ بنك اليابان كانو أويدا الوقود إلى النار عندما ألمح إلى المزيد من زيادات الأسعار في المستقبل. وخلال جلسة استماع برلمانية قبل أسبوعين، صرح أويدا أن أسعار الفائدة القصيرة الأجل في اليابان لا تزال منخفضة للغاية وقد ترتفع إذا ظل الاقتصاد قوياً.
وقد أدى هذا التصريح إلى زيادة المخاوف من احتمال حدوث المزيد من الاضطرابات في الأفق مع تحول بنك اليابان نحو سياسة نقدية أكثر صرامة.

ويحذر الخبراء من المزيد من الاضطرابات
حيث كان جي بي مورجان من بين أوائل من توقعوا أن تؤدي زيادات أسعار الفائدة في اليابان إلى تقلبات كبيرة في السوق. وحذر البنك من أن عمليات البيع في أغسطس، التي أشعلتها الزيادة الأولية في أسعار الفائدة في اليابان، كانت مجرد البداية. ويبدو أن هذا الرأي بدأ يتجلى، حيث تشير التطورات التي شهدها الأسبوع الماضي في كلا من اليابان والولايات المتحدة الامريكية إلى احتمالية المزيد من التراجع في تجارة الحمل.
ويعتقد إيد يارديني، رئيس شركة يارديني للأبحاث، أن تجارة الين اليابانى ستستمر في التراجع، وخاصة إذا نفذت الولايات المتحدة الامريكية خفض أسعار الفائدة بنسبة 0.5% قريبًا. وفي حين أظهرت بيانات التوظيف الأسبوع الماضي علامات ضعف، أشار يارديني إلى أن هذا قد يؤدي إلى نمو غير متوقع في الأمد القريب، مما يوفر دفعة مؤقتة للأسواق. ومع ذلك، فإن يارديني واضح في تقييمه: إن الركود المستمر في السوق هو في المقام الأول نتيجة لتجارة الين التي لا تزال في طور التراجع.
ومع قيام المستثمرين بتصفية مراكزهم، وبيع الأصول الممولة بالين، تشعر الأسواق العالمية بالضغط.
المزاج “المنعزل عن المخاطر” يدفع إلى المزيد من التراجع في تجارة الين
وقد كان كاثي لين، المديرة الإدارية في شركة بي كي لإدارة الأصول، لديها وجهة نظر أكثر تشاؤمًا. وتزعم أن المزاج “المنعزل عن المخاطر” الحالي في الأسواق المالية من شأنه أن يدفع إلى المزيد من التراجع في تجارة الين، وخاصة مع استعداد المستثمرين لمزيد من عدم اليقين الاقتصادي. وعليه فإن توقعات لين قاتمة بشكل خاص لسوق الأسهم في الأشهر المقبلة، حيث أن تصفية صفقات الحمل قد تؤدي إلى تفاقم التقلبات الحالية في السوق. ولطالما كان الين الياباني العملة المفضلة لصفقات الحمل، نظرًا لأسعار الفائدة المنخفضة في اليابان.
ومع بدء بنك اليابان في رفع أسعار الفائدة، قد تكون التداعيات بعيدة المدى. ويحذر بعض الخبراء من أن الضرر النقدي الناجم عن تصفية مستمرة لتجارة الحمل بالين قد يكون هائلاً، وقد يصل إلى تريليونات الدولارات من الخسائر. ومع بقاء أقل من شهرين على الانتخابات الأمريكية، يشعر المستثمرون بحذر خاص من اضطرابات السوق. ولقد ترك تقاطع السياسة النقدية المتطورة في اليابان وعدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة الأسواق المالية العالمية على حافة الهاوية. وفي حين يعلق بعض المحللين الأمل في أن تؤدي تخفيضات أسعار الفائدة الامريكية القادمة إلى استقرار الأسواق، فإن التهديد المستمر بتصفية تجارة الحمل بالين يظل مصدر قلق رئيسي.