مما لا شك فيه بأن تحرك سعر أوقية الذهب اعلى المقاومة النفسية التاريخية 3000 دولار للاونصة يثير التساؤل بين مستثمرى الذهب…. هل سترتفع أسعار الذهب فى الايام المقبلة ؟ … وما توقعات محللين الذهب للاسعار المقبلة ؟ …. وهل ستتراجع أسعار الذهب قريبا ؟ وما الاهداف الصعودية التالية لمؤشر سعر الذهب ؟ … وهل يمكن شراء الذهب الان ؟ …. وغيرها من التساؤلات الطبيعية بعد وتيرة المكاسب القياسية المتتالية…. سعر الذهب الان حول مستوى 3036 دولار للاوقية الاعلى فى تاريخ سعر الذهب.
شارت سعر الذهب/ الدولار الامريكى
دور صناديق الاستثمار المتداولة فى الذهب
قد يكون لسوق الذهب مجالٌ أكبر للارتفاع فوق 3000 دولار للأونصة، حيث يشهد قطاع رئيسي من السوق تحولاً في الزخم، بينما يستعيد قطاع آخر عافيته. وكان قد قام المستثمرون المضاربون بتصفية مراكزهم الطويلة في شركات تداول الذهب بقوة خلال الأسابيع الستة الماضية، حيث انخفض صافي طول المعدن النفيس إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر؛ إلا أن ضغط البيع هذا انتهى الأسبوع الماضي حيث أظهرت أحدث بيانات التداول من لجنة تداول السلع الآجلة أن صناديق التحوط بدأت الآن في تغطية رهاناتها القصيرة.
وكان قد أظهر تقرير التزامات المتداولين المُفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة للأسبوع المنتهي في 11 مارس أن مديري الأموال خفضوا إجمالي مراكزهم الطويلة المضاربة في عقود ذهب كومكس الآجلة بمقدار 58 عقدًا ليصل إلى 204,907 عقدًا. في الوقت نفسه، انخفضت المراكز القصيرة بمقدار 976 عقدًا لتصل إلى 37,331 عقدًا. ولم يطرأ أي تغيير يُذكر على صافي مراكز الذهب مقارنةً بالأسبوع السابق، حيث يبلغ حاليًا 167,576 عقدًا. ومنذ أعلى مستوياته في أواخر يناير، انخفض صافي مراكز الذهب المتفائلة بنسبة 22%.
مستثمرو الذهب يراقبون الثبات أعلى قمة ال 3000 دولار
أفاد محللو السلع في شركة تي دي للأوراق المالية أن سوق سبائك الذهب قد يشهد حالة من الخوف من تفويت الفرص، حيث يعود المستثمرون المضاربون إلى السوق مع بقاء الأسعار عند حوالي 3,000 دولار للأونصة، وهو ما يُعتبر عاملًا نفسيًا مهمًا. وأضاف المحللون في مذكرة خاصة: “مع ضغوط ميزانيات المخاطرة في ظل تراجع أسواق الأسهم، قلصت صناديق الاستثمار الكلي، على عكس المتوقع، صافي استثماراتها في الذهب إلى أدنى مستوياتها منذ صيف عام 2024 – عندما كانت أسعار الذهب تُتداول عند أقل بنحو 500 دولار للأونصة مما هي عليه اليوم”.
وفي نهاية المطاف، نعتقد أن هذا سيزيد من حدة الخوف من تفويت الفرص، لا سيما مع وصول الأسعار إلى مستوى جديد في علم النفس البشري يتجاوز 3000 دولار للأونصة. وفي المقابل، إذا أنعكس اتجاه حركة الأسعار الكلية العالمية، فإن مجال البيع سيكون محدودًا، حيث تخلت صناديق الاستثمار الكلية بالفعل عن مراكز كبيرة، ونظرًا لأن مستشاري التداول الاستشاريين يتمتعون بهامش أمان كبير جدًا قبل بدء برنامج البيع الأول.
وعليه تتوقع شركة TDS أن تُنشئ أسعار الذهب نطاق تداول جديد فوق 3000 دولار هذا العام.
الخوف من تعريفات ترامب تدعم الطلب القياسى على الذهب
في حين أن مديري صناديق المضاربة كانوا يحققون أرباحًا من الذهب، إلا أن الأسعار حظيت بدعم من قطاع آخر من السوق بدا أنه استيقظ في الوقت المناسب. وبعد سنوات من الاهتمام الضعيف، فقد أرتفع الطلب على الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب بشكل كبير منذ الشهر الماضي. ووفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، تدفق 72.2 طنًا من الذهب – بقيمة 6.8 مليار دولار – إلى صناديق الاستثمار المتداولة في أمريكا الشمالية الشهر الماضي، وهو أكبر تدفق شهري للمنطقة منذ يوليو 2020، وأقوى تدفق مسجل في فبراير.
وكان قد ظل الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) ثابتًا نسبيًا خلال شهر مارس. وأظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي (WGC) أن حيازات صناديق الاستثمار المتداولة العالمية زادت بمقدار 32.7 طنًا الأسبوع الماضي. ومن هذه الكمية، تدفق 22.6 طنًا من الذهب إلى الصناديق المدرجة في أمريكا الشمالية. ويضيف المحللون بإنه حتى بالوتيرة الحالية، لا يزال أمام سوق صناديق الاستثمار المتداولة مجال واسع للنمو، حيث انخفضت الحيازات العالمية بنحو 20% عن أعلى مستوياتها التاريخية التي بلغتها في عام 2020.
نصائح تداول:
الحرب الروسية / الاوكرانية ودورها فى الطلب على الذهب
يرى محللين أسواق الذهب أن ارتفاع سعر الذهب إلى 3000 دولار هو المرحلة التالية في مسيرة الصعود التي بدأت قبل عامين بعد غزو روسيا لأوكرانيا ومصادرة الحكومات الغربية لاحتياطيات روسيا من الدولار واليورو. ونتيجةً لذلك، حوّلت العديد من البنوك المركزية في الأسواق الناشئة استثماراتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي إلى الذهب. وكان قد أدى غزو روسيا، إلى جانب الحرب بين حماس وإسرائيل التي بدأت قبل أكثر من عام، إلى حالة من عدم اليقين الجيوسياسي الكبير حول العالم.
وأشار المحللون إلى أن حالة عدم اليقين الجيوسياسي قد تفاقمت بعد أن أشعل الرئيس دونالد ترامب حربًا تجارية بفرض رسوم جمركية على السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة. وفي ظل هذه الظروف، أكد الخبراء بأن الذهب، نظرًا لضعف ارتباطه بالأصول الأخرى ودوره كعملة عالمية، يجعله ملاذًا آمنًا جذابًا.
ويرى محللون أخرون بإن أستخدام الولايات المتحدة للدولار كسلاح ضد روسيا جعل الذهب “الأصل الذي يجب اقتناؤه” بين البنوك المركزية. حيث زادت احتياطيات الذهب لدى البنوك المركزية العالمية بأكثر من 1000 طن سنويًا على مدار السنوات الثلاث الماضية، متجاوزةً بذلك متوسط التدفقات الواردة في العقد الماضي. وعليه فأن هذا الطلب قد ولّد دعمًا قويًا في السوق. ويتوقعون أن يدعم طلب البنوك المركزية أرتفاع أسعار الذهب على المدى الطويل. وأنه قد ترتفع أسعار الذهب إلى 3300 دولار للأونصة هذا العام.