خلال تداولات اليوم الجمعة. أرتفع سعر الذهب إلى حوالي 3085 دولارًا للأونصة ، مسجلًا مستوى قياسيًا جديدًا، مدفوعًا بعزوف المستثمرين عن المخاطرة وسط تصاعد التوترات التجارية قبيل فرض رسوم جمركية أمريكية إضافية الأسبوع المقبل. حيث أعلن الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا عن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات وقطع غيار السيارات المصنعة في الخارج، مما أثار تهديدات بالانتقام من الاتحاد الأوروبي وكندا، وأجج المخاوف من نزاع تجاري أوسع نطاقًا وتداعيات اقتصادية عالمية.
شارت سعر الذهب/ الدولار الامريكى
كما زادت مكاسب أسعار الذهب بفضل تدفقات قوية من البنوك المركزية وتزايد الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة. وفي غضون ذلك، سيراقب المتداولون عن كثب بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكية القادمة للاطلاع على رؤى السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، وذلك بعد أن أبقى البنك المركزي أسعار الفائدة الامريكية ثابتة الأسبوع الماضي، ولكنه أكد مجددًا على خفضين لأسعار الفائدة بنهاية العام.
جولدمان ساكس يرفع توقعات أسعار الذهب
وسط زخم صعودى قوى وحاد. رفعت مجموعة جولدمان ساكس توقعاتها لسعر الذهب إلى 3300 دولار للأوقية بنهاية العام 2025، مشيرةً إلى طلبٍ أقوى من المتوقع من البنوك المركزية العالمية وتدفقاتٍ قوية إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالسبائك. وكان قد تجلى هذا التوجه الإيجابي المتزايد للبنك تجاه المعدن الاصفر في التوقعات الجديدة للمحللين لينا توماس ودان سترويفن، اللذين رفعا الشهر الماضي هدفهما لسعر نهاية عام 2025 إلى 3100 دولار للأوقية. وقالا في مذكرةٍ خاصة بإن متوسط الطلب الرسمي على الذهب قد يبلغ حوالي 70 طنًا شهريًا هذا العام، بزيادةٍ عن تقديراتهما السابقة البالغة 50 طنًا.
وحسب منصات شركات تداول الذهب… فقد شهد سعر سبائك الذهب أرتفاعًا بنسبة 15% حتى الآن هذا العام، مواصلًا مكاسبه القوية التي حققها العام الماضي، والتي عززها جزئيًا توجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي الامريكى نحو التيسير النقدي. وكانت قد تجاوزت الأسعار هذا الشهر العتبة النفسية الرئيسية البالغة 3000 دولار للأونصة لأول مرة، وذلك مع لجوء المستثمرين إلى هذا الأصل الآمن، في ظل أجندات الرئيس دونالد ترامب المزعزعة للأمن القومي في السياسة الخارجية والتجارة التي تُلقي بظلالها على آفاق الاقتصاد العالمي.
وكان قد أفاد محللو جولدمان ساكس بأن التوقعات الجديدة لسعر 3300 دولار للأونصة تعكس أرتفاعًا في المشتريات خلال الفترة من نوفمبر إلى يناير، حيث أشترت البنوك المركزية حوالي 190 طنًا شهريًا. وأضافوا بأن هناك توقعات أيضًا بأن الصين قد تستمر في تراكم الذهب “بوتيرة سريعة” لمدة ثلاث سنوات على الأقل.
وأضاف محللو جولدمان ساكس “زادت البنوك المركزية – وخاصة في الأسواق الناشئة – مشترياتها من الذهب بنحو خمسة أضعاف منذ عام 2022، عقب تجميد الاحتياطيات الروسية”. وأضافوا بالقول: “نرى هذا تحولًا هيكليًا في سلوك إدارة الاحتياطيات، ولا نتوقع انعكاسًا في الاتجاه على المدى القريب”.
وأضاف المحللون بإن التدفقات الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب “مفاجئة إلى حد ما”، ومن المرجح أن يكون تجدد طلب المستثمرين على أدوات التحوط هو الدافع وراء هذا التوسع. وأكدوا مجدداً على وجهة نظرهم بشأن خفض أسعار الفائدة مرتين من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
وأضافوا بالقول: “في حين أن تدفقات صناديق الاستثمار المتداولة تتبع عادةً أسعار الفائدة الفيدرالية، إلا أن التاريخ يُظهر أنها قد تتجاوز الحد الأقصى خلال فترات طويلة من عدم اليقين الاقتصادي الكلي – كما حدث خلال جائحة كوفيد-19”. وأضاف المحللون بأنه في حال أدى تسارع الطلب على التحوط إلى تعزيز حيازات صناديق الاستثمار المتداولة لتصل إلى مستوياتها المرتفعة التي شهدتها الجائحة في عام 2020، فقد تصل الأسعار إلى 3680 دولارًا للأونصة بنهاية العام.