الإثنين , مايو 5 2025

وكالة الطاقة الدولية تتوقع أستمرار فائض النفط عالميا لفترات أطول

مؤخرا خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب العالمي على النفط الخام خلال العام 2025 وذلك في ظل الحرب التجارية المتصاعدة، وتوقعت في أول تقييم مفصل لها لعام 2026 استمرار فائض العرض. وكانت قد خفضت الوكالة، والتي تُقدم المشورة للاقتصادات الكبرى، توقعاتها لنمو الطلب في عام 2025 بمقدار 300 ألف برميل يوميًا – أو ما يقرب من الثلث – ليصل إلى 730 ألف برميل يوميًا، وفقًا لتقرير شهري.

الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام

وتركز نصف هذا التخفيض في الولايات المتحدة الامريكية والصين، اللتين تخوضان حربًا تجارية شاملة. وأضافت الوكالة فى تقريرها، بأن نمو الاستهلاك سيكون أبطأ في عام 2026، ليصل إلى 690 ألف برميل يوميًا، بسبب “هشاشة البيئة الاقتصادية الكلية” وتزايد شعبية السيارات الكهربائية. ومن جانبهم كتب محللو وكالة الطاقة الدولية: “إن تدهور التوقعات للاقتصاد العالمي وسط التصعيد الحاد والمفاجئ في التوترات التجارية في أوائل أبريل دفعنا إلى خفض توقعاتنا”.

تراجع أسعار النفط بقوة يؤثر على التوقعات

ويأتي هذا التخفيض في أعقاب انخفاض أسعار النفط الخام إلى أدنى مستوى لها في أربع سنوات دون 60 دولارًا للبرميل في لندن الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سلسلة من الرسوم الجمركية العقابية. ومنذ ذلك الحين، أنتعشت العقود الآجلة لخام برنت قليلاً، حيث تم تداولها بالقرب من 65 دولارًا. وكانت قد حفّزت خطوة ترامب، إلى جانب القرار المفاجئ لمنتجي أوبك+ بتسريع زيادة الإنتاج الشهر المقبل، سلسلة من مراجعات أسعار النفط من قِبل شركات وول ستريت العملاقة، بما في ذلك جولدمان ساكس جروب إنك وجيه بي مورغان تشيس وشركاه.

ونظرًا لتأثير ركود السوق على شركات الحفر الأمريكية، خفضت وكالة الطاقة الدولية أيضًا تقديراتها للإمدادات الجديدة من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول هذا العام بمقدار 200 ألف برميل يوميًا إلى 1.3 مليون برميل يوميًا. وستظل هذه الإضافات في الإمدادات أكثر من كافية لتلبية الطلب المنخفض، هذا العام والعام المقبل. وفي عام 2026، سيشهد الإنتاج خارج أوبك+ نموًا قويًا قدره 920 ألف برميل يوميًا، وذلك مع أستمرار هيمنة الولايات المتحدة الامريكية والبرازيل وكندا وغيانا على النمو. ووفقًا لبيانات الوكالة، سيرتفع فائض الإنتاج العالمي إلى 1.7 مليون برميل يوميًا خلال الربع الأول من العام المقبل.

ووسط هذه الأجواء الكئيبة، أظهر التقرير بعض علامات القوة المتبقية في سوق النفط الخام. فقد بلغ نمو الطلب خلال الربع الأول أقوى مستوياته منذ عام 2023، وتحوم مخزونات النفط العالمية “بالقرب من أدنى مستوى لها في نطاق السنوات الخمس”.

ومع ذلك، فإن التوقعات العامة متشائمة. حتى أمانة أوبك – التي عادةً ما تكون أكثر تفاؤلًا من غيرها من المتنبئين – أقرت بتدهور الوضع، وخفضت توقعات الطلب على النفط في أحدث تقرير شهري لها قبل تقرير الوكالة. ولا تزال تقديراتها أعلى بكثير من تقديرات وكالة الطاقة الدولية ووول ستريت.

دور النفط السعودى فى توازن السوق

يبدو أن المملكة العربية السعودية، قد شجعت، على نحو مفاجئ، تراجع السوق، حيث دفعت المنظمة إلى زيادة الإنتاج ثلاثة أضعاف الكمية المقررة في مايو، في محاولة لإجبار الأعضاء الآخرين على الالتزام بحدود إنتاجهم. قد تكون هذه استراتيجيةً قصيرة المدى فقط. وبالنسبة لوكالة الطاقة الدولية، يتوافق تباطؤ النمو عن المتوسط الأخير البالغ حوالي مليون برميل يوميًا مع توقعاتها الأوسع بأن استهلاك النفط سيتوقف عن النمو هذا العقد مع تزايد زخم التحول من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة.

المحلل محمود عبد الله
مؤسس مجموعة فوركس أون لاين1 والتي كانت تضم العديد من المواقع المهتمه فى التداول فى أسواق العملات والنفط والذهب وأسواق المال وشملت موقع فوركس أون لاين1، الاقتصاد. نت، سيجنالس برو. هذا الى جانب طرح تحليلاته وأفكاره ومقالاته فى العديد من المواقع التداول المشهورة مثل ديلى فوركس. تريدرز أب . أنفستينج وغيرها. والى جانب ذلك أستعان الكثير من وسطاء التداول والمواقع الاخبارية بتحليلاته ومقالاته. يحمل محمود ليسانس القانون من جامعة الأزهر في مصر، وتعلم التداول من خلال العديد من الدورات التعليمية المباشرة وعبر الإنترنت. وهو متداول نشط منذ أكثر من 16 عامًا.