واصلت أسعار النفط الخام العالمية أرتفاعها في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الخميس 23 أكتوبر 2025 وذلك بعد أن أعلن الرئيس الامريكى ترامب عن عقوبات جديدة على أكبر شركتين منتجتين للنفط في روسيا، لوك أويل وروسنفت، مسجلةً بذلك أولى العقوبات المتعلقة بأوكرانيا في ولايته الثانية. وجاءت هذه الإجراءات، والتي أُعلن عنها في وقت متأخر من يوم الأربعاء في واشنطن، في ظل تنامي استياء ترامب من بوتين بسبب الحرب الدائرة في أوكرانيا. وجاءت العقوبات في أعقاب الحزمة التاسعة عشرة من القيود التي أقرها الاتحاد الأوروبي، والتي تشمل حظرًا على واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي، وخطوة مماثلة من المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، حيث فرضت عقوبات على شركات الطاقة الروسية العملاقة نفسها.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام
وعبر منصات شركات تداول النفط فقد أرتفع سعر خام غرب تكساس الى مستوى 60.50 دولار للبرميل وأرتفع سعر خام برنت الى مستوى 64.70 دولار للبرميل.
العقوبات على النفط الروسى سيزيد من مكاسب السوق
ومن جانبه فقد صرح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في بيان: “نظرًا لرفض الرئيس بوتين إنهاء هذه الحرب العبثية، تفرض وزارة الخزانة عقوبات على أكبر شركتين نفطيتين روسيتين تُموّلان آلة الحرب التابعة للكرملين”. وأضاف بأن واشنطن “تشجع حلفاءنا على الانضمام إلينا والالتزام بهذه العقوبات”. كما فرضت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات على عشرات الشركات التابعة للشركتين، حيث جمدت أصولها في الولايات المتحدة ومنعت الكيانات الأمريكية من التعامل معها.
وبشكل عام. تمثل هذه العقوبات تحولاً كبيراً في سياسة ترامب، والذي تجنب سابقاً استهداف شركات النفط الروسية، مفضلاً بدلاً من ذلك فرض رسوم جمركية وإجراءات تجارية. وفي وقت سابق من هذا العام، فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على البضائع الهندية رداً على استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي بأسعار مخفضة. وفى نفس الوقت قد تجنب البيت الأبيض حتى الآن فرض عقوبات على المشترين الصينيين، وهم سوق رئيسي آخر للنفط الروسي. منذ أن فرضت الدول الغربية سقفاً لسعر برميل النفط الروسي عند 60 دولاراً في عام 2022، وكانت قد أعادت روسيا توجيه معظم صادراتها من النفط الخام من أوروبا إلى آسيا، وأصبحت الهند والصين أكبر زبائنها.
المعروض النفطى عامل ضغط سلبى
وفى الماضى. قد أنخفضت أسعار النفط الخام وسط تجدد المخاوف من فائض المعروض وقلق بشأن ضعف الطلب العالمي بسبب التوترات بين واشنطن وبكين. وفى جلسة تداول يوم الثلاثاء، أنخفض سعر خام برنت للجلسة الثانية على التوالي، ملامسًا أدنى مستوياته في نحو خمسة أشهر، قبل أن ينتعش على إثر أنباء العقوبات. وتوقع محللون أن يكون للإجراء الأمريكي تداعيات بعيدة المدى على تدفقات النفط العالمية وأسعاره إذا طُبّق بحزم. وفى هذا الصدد فقد حذر إدوارد فيشمان، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، والذي يعمل حاليًا في جامعة كولومبيا، رويترز من أن “هذا لا يمكن أن يكون مجرد إجراء واحد”. ومن جانبه قال جيريمي بانر، المحقق السابق في العقوبات بوزارة الخزانة الأمريكية، والذي يعمل حاليًا في شركة هيوز هوبارد آند ريد، بإن غياب العقوبات على البنوك أو المشترين غير الروس مثل الهند والصين يعني أن هذه الإجراءات “لن تلفت انتباه بوتين”.
ومن جانبه فقد صرح ترامب للصحفيين بأنه ألغى قمة مقررة مع بوتين في المجر، قائلاً بإنها “لم تكن الوقت المناسب”، لكنه أعرب عن أمله في أن تكون عقوبات النفط مؤقتة. وأضاف ترامب: “أرغب في رفع العقوبات بسرعة”، مشيرًا إلى المخاطر التي تشكلها على هيمنة الدولار الأمريكي على التجارة العالمية، في ظل سعي روسيا المتزايد للحصول على مدفوعات نفطها بعملات أخرى.
أسعار النفط فى المستقبل
حسب توقعات خبراء أسواق السلع فمن المرجح أن تُبقي العقوبات أسعار النفط الخام مدعومة على المدى القصير، لا سيما مع تقييم المتداولين لاحتمالية اتخاذ موسكو إجراءات انتقامية. وعلى المديين المتوسط والطويل، يظل الانخفاض واردًا إذا فشلت العقوبات في كبح الصادرات الروسية بشكل ملموس أو إذا ظل الطلب العالمي ضعيفًا. ويبدو أن اليقين الوحيد في أسواق النفط اليوم هو التقلبات.
كتابة :