أسعار النفط اليوم تعاود التراجع: متى يمكن الشراء ؟

خلال جلسة تداول اليوم الثلاثاء 19 أغسطس أنخفضت أسعار النفط الخام وذلك بعد انتهاء محادثات ترامب وزيلينسكي يوم الاثنين، تحسبًا لمحادثات ثلاثية قد تُفضي إلى اتفاق سلام. ومن المرجح أن يُفضي ذلك أيضًا إلى رفع العقوبات المفروضة على النفط الروسي، مما يزيد من توافره في الأسواق العالمية. وحسب الاداء عبر منصات شركات تداول النفط يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 62.65 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 65.85 دولار للبرميل.

الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام

ووسط هذا الاداء يرى محللين أسواق السع بأن أسواق الرهانات ليست مقتنعة تمامًا بأننا سنشهد وقف إطلاق نار قبل نهاية العام. وفي الواقع، يبدو أن أستسلام دونباس، الذي يخضع معظمه بالفعل للسيطرة الروسية، لا يزال مرفوضًا بالنسبة لزيلينسكي، كما أنه لا يزال شرطًا صعبًا بالنسبة لروسيا. وهذا يُضعف بشكل كبير احتمالات السلام ما لم يكن الطرفان على استعداد لتقديم تنازلات. وعموما تُظهر أسواق النفط العالمية احتمالية 38% لوقف إطلاق النار، وهي نسبة أقل بكثير من الذروة التي بلغت 78% في مارس. ويبدو أن حركة الأسعار المتواضعة في سوق النفط هذا الصباح تتوافق مع هذا الرأي.

ومن القضايا ذات الصلة الأخرى التعريفة الجمركية الإضافية التي أعلن الرئيس ترامب أنه سيفرضها على الهند كعقاب على مشترياتها من النفط الخام الروسي. وتدخل هذه التعريفة حيز التنفيذ في نهاية أغسطس. وهذا يعني أن المفاوضين من الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا لديهم وقت محدود للتوصل إلى اتفاق من شأنه أن يجنب اضطرابات كبيرة في أسواق النفط العالمية.

وكان هناك عامل إضافي، وإن لم يكن جوهريًا، حدّ من انخفاض أسعار النفط، وهو الهجوم الأوكراني على خط أنابيب دروجبا، الذي ينقل النفط الخام الروسي إلى المجر وسلوفاكيا. ويبلغ معدل التسليم حوالي 200 ألف برميل يوميًا.

توقعات فنية لسعر النفط:

عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة. يختبر سعر خام غرب تكساس الوسيط حاليًا مستوى مقاومة حرجًا ضمن نمط قناة هابطة راسخ، حيث يواجه السعر ضغط بيع بالقرب من مستويات تصحيح فيبوناتشي التي تتزامن مع الحد العلوي للقناة. وكانت قد أنحصرت سلعة الطاقة في هذا النمط الهبوطي لعدة جلسات، وقد يُحدد اختبار المقاومة الحالي ما إذا كان الاتجاه الهبوطي سيستأنف أم سيشهد تصحيحًا أكثر وضوحًا.

وعموما. يحوم السعر حاليًا حول مستوى تصحيح فيبوناتشي 38.2% عند 62.87 دولارًا للبرميل، والذي يُمثل خط الدفاع الأول للمتداولين الذين يسعون للحفاظ على سيطرتهم. وإذا تمكن سعر خام غرب تكساس الوسيط من الارتفاع، فإن العقبة الرئيسية التالية تكمن عند مستوى تصحيح 50% حول 62.96 دولارًا للبرميل، يليه مستوى فيبوناتشي 61.8% الأكثر قوة عند 63.20 دولارًا للبرميل بالقرب من قمة القناة. وقد يؤدي الفشل في اختراق مستويات التصحيح هذه إلى استئناف الاتجاه الهبوطي، مستهدفًا على الأرجح قاع القناة وقاع التأرجح عند 61.41 دولارًا للبرميل. وقدّم الحد السفلي للقناة الهابطة دعمًا في مناسبات متعددة، لكن استمرار الضغط الهبوطي قد يُجبر في النهاية على الانهيار دون هذه القاع الفني الرئيسي.

وفى نفس الوقت ومع بونوص مجانى بدون أيداع يدعم تكوين المتوسط المتحرك الاتجاه الهبوطي، حيث يتجه كلٌّ من المتوسط المتحرك البسيط 100 و200 نحو الانخفاض، ويعملان كمقاومة ديناميكية لأي محاولات ارتداد. ويُعزز التقاطع الهبوطي بين هذين المؤشرين أن مسار المقاومة الأقل لا يزال هبوطيًا. ويقع مؤشر ستوكاستيك حاليًا في النطاق المتوسط، مُظهرًا بعض الزخم الصعودي، ولكنه يفتقر إلى القوة اللازمة للوصول إلى مستويات ذروة الشراء. وتشير هذه القراءة المحايدة إلى أنه بينما يحاول المشترون اكتساب زخم، إلا أنهم لم يُحكموا سيطرتهم بعد.

ويختبر مؤشر القوة النسبية مستوى منتصف 50، وهي منطقة حرجة غالبًا ما تُمثل خطًا فاصلًا بين التوجهات الصعودية والهبوطية. سيدعم الخروج من هذه المنطقة استمرار الضعف في إطار القناة الهابطة.