الانفراجة بين الصين والولايات المتحدة تدفع أسعار النفط لاعلى

فى بداية تداولات هذا الاسبوع أرتفعت أسعار النفط الخام قليلاً ، مدفوعةً بالتفاؤل حيال إطار عمل تجاري جديد بين الولايات المتحدة الامريكية والصين، والذي خفف من مخاوف حرب تجارية مطولة بين أكبر اقتصادين في العالم. وقد أعطى الانفراج الجزئي في التوترات دفعةً للأسواق، مما يشير إلى انتعاش محتمل في معنويات الطلب العالمي بعد أشهر من عدم اليقين. وحسب منصات شركات تداول النفط فقد أرتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 61.66 دولارًا للبرميل، بينما كان سعر خام برنت يُتداول عند 66.12 دولارًا للبرميل، بزيادة قدرها 0.27%.

الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام

حل النزاع التجارى بين الصين والولايات المتحدة

جاءت مكاسب سوق النفط عقب أنباء عن توصل كبار المسؤولين الاقتصاديين الأمريكيين والصينيين إلى ما وصفه وزير الخزانة سكوت بيسنت بأنه “إطار عمل جوهري للغاية” للتعاون التجاري خلال اجتماعات عُقدت في كوالالمبور. ويُقال بإن الاتفاق يُجنّب التطبيق الكامل لرسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية، ويُؤجّل قيود التصدير الصينية المُخطط لها على مواد الأرض النادرة الأساسية، وهي خطوة فُسِّرت على نطاق واسع على أنها إشارة إلى رغبة الجانبين في استقرار العلاقات بعد سنوات من التصعيد.

وبشكل عام فقد ساعد التفاؤل المُتجدّد بشأن العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين على تهدئة مخاوف السوق الأخيرة بشأن تباطؤ الطلب في آسيا. ورغم أنه لا يزال بعيدًا كل البعد عن كونه اتفاقًا رسميًا، إلا أنه يبدو أنه يُمثّل محاولةً حقيقيةً من قِبَل الحكومتين لاستعادة القدرة على التنبؤ بتدفقات التجارة. بالنسبة لأسواق النفط، كان هذا التطور ذا أهمية خاصة، إذ لا تزال الصين أكبر مُستورد للنفط الخام في العالم، وركيزةً أساسيةً للطلب على الأسعار العالمية.

وكان من شأن استمرار المواجهة التجارية بين القوتين الاقتصاديتين أن يُؤدّي إلى ضعف إنتاج الصناعات التحويلية، وانخفاض استهلاك الطاقة، وتراجع النشاط الصناعي في جميع أنحاء آسيا.

وبشكل عام يُمثّل هذا الزخم التصاعدي استمرارًا لارتفاع الأسبوع الماضي، الذي أشعله إعلان الرئيس الامريكى ترامب عن فرض عقوبات على أكبر شركتي نفط روسيتين. من المتوقع أن تُقلص هذه الخطوة إمدادات النفط الروسية إلى الأسواق العالمية، على الرغم من أن روسيا أثبتت فعاليتها الكبيرة في تجنب العقوبات من خلال استخدام أسطولها غير الرسمي. وفي المستقبل، ثمة مخاطر هبوطية كبيرة في الأسواق، مع بقاء اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة الامريكية والصين بعيدًا عن التحقق، وعودة كميات كبيرة من النفط الروسي إلى الأسواق. مع ذلك، يبدو أن أسواق النفط في وضع أفضل بكثير في بداية هذا الأسبوع مقارنةً بالأسبوع الماضي، عندما كان خام برنت يُهدد بتجاوز حاجز 60 دولارًا.