التحليل الفنى للنفط الخام ومراقبة حذرة للصراع فى منطقة الشرق الاوسط

تراجعت أسعار النفط الخام، متتبعة الخسائر التي لحقت بأسواق الأسهم، مع إحجام إسرائيل عن غزوها البري لغزة وسط جهود دبلوماسية لتأمين إطلاق سراح المزيد من الرهائن. وحسب الاسعار اليوم يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 85.85 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 90.20 دولار للبرميل. وكانت قد حذرت إسرائيل من أن حزب الله المدعوم من إيران يخاطر بجر لبنان المجاور إلى الحرب حتى مع استمرار غاراته الجوية العنيفة على حماس في غزة. وتم إجلاء أكثر من 60 ألف شخص في إسرائيل على طول الحدود مع لبنان.

وتقدم سعر خام برنت بنحو 8% منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر بسبب مخاوف من أن الصراع سيجر دولا أخرى بما في ذلك لبنان وإيران وربما الولايات المتحدة. ويزود الشرق الأوسط نحو ثلث الخام العالمي والمخاطر الرئيسية للسوق هي أن واشنطن تكثف فحوصات الامتثال للنفط الإيراني الخاضع للعقوبات وأن تعطل طهران طرق الشحن الرئيسية. وقد تم تأجيل الهجوم البري الذي كان متوقعا على نطاق واسع من قبل إسرائيل على قطاع غزة – بسبب ضغوط من الحكومات الأمريكية والأوروبية – من أجل كسب الوقت للجهود الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.

وبشكل عام فقد زاد تجار النفط من مراكزهم الصعودية بسبب الحرب، حيث عززت صناديق التحوط رهاناتها المجمعة في الأسبوع المنتهي في 17 أكتوبر على أن سعري خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط سيرتفعان، وفقًا لبيانات البورصة الصادرة يوم الجمعة. كما ارتفعت تقلبات النفط الخام الأسبوع الماضي. وعليه فقد قال محللون من RBC Capital Markets LLC، بإن سعر النفط الخام قد يرتفع بمقدار 10 دولارات للبرميل أو أكثر إذا تفاقمت الأزمة في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن مدة واستدامة هذا الارتفاع ليست مؤكدة بأي حال من الأحوال.

وقد يتم تعويض علاوة مخاطر الحرب في الشرق الأوسط جزئيًا من خلال أحتمال زيادة صادرات النفط الخام الفنزويلي بعد أن اتخذت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي الخطوات الأولى في التراجع عن سياسة العقوبات. ومن المتوقع أن تستفيد شركات مثل Chevron Corp وRosneft PJSC وRepsol SA من إعادة الافتتاح.

التحليل الفنى للنفط الخام:

شكل سعر خام غرب تكساس الوسيط قيعان أعلى وأعلى مستوياته داخل نمط الوتد الصاعد الذي ظل صامدًا منذ بداية شهر أكتوبر. ويختبر السعر الدعم وقد يشهد ارتدادًا آخر إلى مستوى المقاومة عند 90 دولارًا للبرميل. حاليا 100 SMA أعلى من 200 SMA للتأكيد على أستمرار الاتجاه الصعودى أو أن الدعم من المرجح أن يستمر بدلاً من الاختراق. وتتوافق نقطة الانعطاف الديناميكية 200 SMA مع دعامة الإسفين لتزيد من قوتها كأرضية.

كما أن مؤشر ستوكاستيك يقع في منطقة التشبع بالبيع للإشارة إلى الإرهاق لدى البائعين وبدأ بالارتفاع للإشارة إلى عودة الضغط الصعودي. ويتجه مؤشر القوة النسبية أيضًا نحو الأعلى، لذا قد يحذو سعر النفط الخام حذوه الآن مع تزايد الزخم الصعودي. وقد يؤدي الضغط الصعودي المستمر إلى تحفيز الاختراق فوق مستوى المقاومة والارتفاع بنفس أرتفاع التكوين. ومن ناحية أخرى، فإن التحرك تحت مستوى الدعم عند 87.50 دولارًا للبرميل قد يؤدي إلى اتجاه هبوطي بنفس الارتفاع.

وبشكل عام فمن المرجح أن يأخذ سوق النفط الخام إشارات من معنويات السوق بشكل عام، حيث أن النفور المستمر من المخاطرة قد يؤثر على الأصول الأكثر خطورة. ومن ناحية أخرى، فإن العودة إلى المخاطرة قد تعني ارتفاعًا لسلعة الطاقة. وأيضًا، من المحتمل أن تؤثر تقارير المخزون القادمة من معهد البترول الأمريكي ووزارة الطاقة الامريكية على أتجاه النفط الخام. حيث قد تؤدي زيادة المخزونات مرة أخرى إلى الاتجاه الهبوطي لأن هذا قد يشير إلى ضعف الاستهلاك. وفي الوقت نفسه، فإن السحب من شأنه أن يشير إلى ارتفاع الطلب وربما رفع أسعار النفط الخام.

هذا الشارت من منصة tradingview