التحليل الفنى للنفط الخام وسط مراقبة للمعروض العالمى

منذ بدء تداولات هذا الاسبوع. ظل سعر النفط الخام ثابتا قبل توقعات السوق من منظمة أوبك، ومع مراقبة التجار أيضا للتطورات في الحرب بين إسرائيل وحماس. اليوم يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 77.15 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 82.20 دولار للبرميل. ووسط هذا الاداء سيسلط التقرير الشهري الصادر عن منظمة البلدان المصدرة للبترول الضوء على التوازنات العالمية في ظل قيام المنظمة وحلفائها بتقييد الإنتاج. وكان قد رفع بنك مورجان ستانلي مؤخرًا الأسعار المستهدفة، مشيرًا إلى عوامل من بينها امتثال أوبك للتخفيضات بشكل أفضل من المتوقع.

وفي الشرق الأوسط، لا تزال التوترات مرتفعة. حيث شنت إسرائيل ضربات على رفح في قطاع غزة في حربها ضد حماس، حتى في الوقت الذي دعا فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى وقف القتال لمدة ستة أسابيع. ويواصل المتمردون الحوثيون المدعومون من طهران في اليمن مضايقة السفن في البحر الأحمر، مما يؤدي إلى تعطيل الشحن. وفي الوقت نفسه، اقترح الاتحاد الأوروبي فرض قيود تجارية جديدة على نحو عشرين شركة، بما في ذلك ثلاث شركات مقرها الصين، متهمة بدعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا. وفي حين أن الشركات تعمل في الغالب في مجال التكنولوجيا والإلكترونيات، فإن الخطة تأتي في أعقاب اتخاذ الدول الغربية موقفا أقوى لفرض سقف أسعارها على الخام الروسي.

وعموما يجري تداول النفط الخام في نطاق عشرة دولارات للبرميل هذا العام، في ظل التوتر بشأن الصراع في الشرق الأوسط وتخفيضات إمدادات أوبك التي عوضتها وفرة الإنتاج من خارج المجموعة وتوقعات الطلب غير المؤكدة. وتعاني الصين، أكبر مستورد، من ضغوط انكماشية واسعة النطاق، في حين سلطت مجموعة جولدمان ساكس الضوء على المخاطر التي تهدد الاستهلاك.

ويخطط تحالف أوبك+ لاتخاذ قرار مطلع الشهر المقبل بشأن تمديد تخفيضات إنتاج النفط إلى الربع الثاني. وقبل ذلك، قال العراق بإن إمداداته تتماشى الآن مع الاتفاق السابق للمجموعة، بينما قالت الإمارات العربية المتحدة بإنها ملتزمة بالعمل مع التحالف لضمان استقرار السوق. وبعد توقعات أوبك، ستصدر وكالة الطاقة الدولية وجهة نظرها المقابلة يوم الخميس. ومن المرجح أيضًا أن تكون أحجام التداول في آسيا ضعيفة اليوم الثلاثاء مع عطلة العديد من الأسواق لقضاء عطلة السنة القمرية الجديدة.

ومن المرجح أن يأخذ سوق النفط الخام إشارات من تقارير المخزون النفطى الامريكى من معهد البترول الامريكى API وأدارة معلومات الطاقة EIA مرة أخرى، وبالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على مستويات العرض العالمية. ويتطلع التجار أيضًا إلى العناوين الرئيسية حول أزمة البحر الأحمر، حيث قد تؤثر المخاوف بشأن تعطل سلسلة التوريد على التوقعات الخاصة بسلعة الطاقة.

وقد تؤثر أيضًا البيانات الأمريكية ذات المستوى الأعلى المتعلقة بالتضخم والإنفاق على معنويات السوق بشكل عام نظرًا لأنها تؤثر على توقعات سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى. ومن الممكن أن يؤدي ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي ومبيعات التجزئة إلى تعزيز الرهانات المتشددة، والتي قد تكون بعد ذلك صعودية بالنسبة للدولار الامريكى وهبوطية بالنسبة للأصول الخطرة مثل السلع. ومن ناحية أخرى، فإن الضعف في بيانات التضخم قد يؤدي إلى إحياء الدعوات لخفض أسعار الفائدة في مارس أو مايو.

توقعات سعر النفط: شكل سعر خام غرب تكساس الوسيط قيعان أعلى ووجد مقاومة عند مستوى 78 دولارًا للبرميل، مما أدى إلى إنشاء مثلث صعودي ظل صامدًا منذ ديسمبر من العام الماضي. ويقترب السعر من مقاومة المثلث ويمكن أن يتبع الاختراق الأعلى ارتفاع بنفس ارتفاع تشكيل المثلث، والذي يمتد حول 68-78 دولارًا أو 10 دولارات. وإذا استمرت المقاومة، فقد يتراجع سعر النفط الخام إلى دعم المثلث بحوالي 73 دولارًا للبرميل. وعلى الرغم من ذلك، تبدو المؤشرات الفنية متضاربة. حيث يقع 100 SMA أعلى من 200 SMA للإشارة إلى أن الكسر من المرجح أن يحدث بدلاً من الارتداد. ويتم تداول السعر أيضًا فوق كلا المتوسطين المتحركين، ولذلك يمكن أن يستمرا كدعم ديناميكي عند الانخفاضات القريبة من 75 دولارًا.

وفى نفس الوقت يشير مؤشر ستوكاستيك إلى مستويات تشبع بالشراء أو إرهاق لدى المشترين، وبالتالي فإن التوجه لاسفل قد يشير إلى عودة ضغط البيع. ولدى المذبذب مجال كبير للانخفاض قبل أن يعكس ظروف ذروة البيع. ويتحرك مؤشر القوة النسبية بالقرب من منطقة ذروة الشراء أيضًا ولديه مساحة كبيرة يجب تغطيتها قبل الإشارة إلى الإرهاق بين البائعين. ويمكن أن يؤدي الضغط الهبوطي المستمر أيضًا إلى حدوث اختراق أسفل قاع المثلث وانخفاض بنفس ارتفاع تشكيل المثلث.

هذا الشارت من منصة tradingview