الجمعة , مايو 3 2024
إبدأ التداول الآن !

التحليل الفنى للنفط الخام وسط حالة من عدم الاستقرار

بنهاية تداولات الاسبوع الماضى. أرتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي ، على الرغم من أن الصعود السريع تلاشى قرب نهاية الجلسة. وقد غذت هذه القفزة الفوضى في البحر الأحمر حيث قادت الولايات المتحدة الامريكية ضربة انتقامية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران مساء الخميس. وإذا ساد الهدوء في الأسواق المالية، فقد يشهد سعر النفط تراجعًا هذا الأسبوع. وحسب التداولات فقد أرتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى 72.92 دولار للبرميل وبشكل عام فقد أرتفعت أسعار الخام الأمريكي بما يصل إلى 4.2 بالمئة يوم الجمعة قبل أن تقلص بعض مكاسبها. وعلى الرغم من الارتفاع، فإن عقد خام غرب تكساس الوسيط كان على موعد لخسارة أسبوعية تبلغ حوالي 1.3٪. ولا يزال الخام الأمريكي مرتفعا 2% منذ بداية العام.

كما تجاوز سعر خام برنت، وهو المعيار الدولي لأسعار النفط، مستوى 80 دولارًا قبل تراجعه في أواخر جلسة الجمعة. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 78.49 دولاراً للبرميل. وبشكل عام فقد تكبد خام برنت خسارة أسبوعية بنسبة 0.5%، لكنه لا يزال مرتفعا 2% على أساس سنوي.

وكانت قد شنت القوات الأمريكية والبريطانية هجوما على المتمردين الحوثيين في اليمن مساء الخميس الماضى ردا على الضربات المتكررة ضد سفن الشحن في البحر الأحمر. وفي حين أن الصراع المتصاعد في الشرق الأوسط لم يؤد إلى انقطاع الإمدادات، فقد قفزت أسعار النفط بسبب التأخير المحتمل في الشحنات. وبعد التوصية بتجنب سفن الحاويات المنطقة بالكامل، تمت إزالة أربع ناقلات نفط على الأقل من المنطقة.

وفي الوقت الحالي، قد تكون هذه مشكلة نقل وليس مشكلة إنتاج. ولكن الحوثيين وعدوا بالانتقام من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وبالإضافة إلى ذلك، يبقى أن نرى ما إذا كانت إيران ستنجر إلى الصراع.

وفى هذا الصدد قال بريان نيلسون، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، في بيان: “تواصل الولايات المتحدة اتخاذ إجراءات ضد الشبكات المالية الإيرانية غير المشروعة التي تمول الحوثيين وتسهل هجماتهم”. وأضاف بالقول: “سنتخذ مع حلفائنا وشركائنا جميع الإجراءات المتاحة لوقف أنشطة الحوثيين المزعزعة للاستقرار وتهديداتهم للتجارة العالمية”.

وبعد أن حولت أسواق الطاقة مخاوفها من العرض إلى الطلب في أواخر العام الماضي، يبدو أن الانعكاس قد حدث، خاصة مع تحسن توقعات الطلب هذا الشهر.

وفي الوقت نفسه، وفي الولايات المتحدة، انخفض عدد منصات الحفر النشطة الأسبوع الماضي. حيث أنخفض عدد منصات النفط من شركة بيكر هيوز إلى 499 منصة للأسبوع المنتهي في 12 يناير، منخفضًا من 501 في الأسبوع السابق. وانخفض إجمالي عدد منصات الحفر، والتي تشمل منصات الغاز الطبيعي، إلى 619 من 621.

وعلى صعيد أخر. يبدو أن اسعار النفط الخام ستتفاعل مع تزايد النفور من المخاطرة في الأسواق المالية. وخلال الأسبوع السابق، تعثرت السلعة أيضًا بسبب الزيادة المفاجئة في مخزونات النفط الامريكية حسبما أعلنت أدارة معلومات الطاقة الامريكية، حتى بعد أن أعلن معهد البترول الأمريكي عن سحب أكبر من المتوقع. وعموما قد يشعر المستثمرون بالقلق من أن الطلب لا يزال ضعيفا، حتى مع وجود قيود العرض العالمية الناجمة عن التوترات الجيوسياسية. وفي هذه الحالة فقد تعود المخاوف من الركود إلى الظهور من جديد، وخاصة إذا عكست بيانات مبيعات التجزئة الامريكية ضعف الإنفاق الاستهلاكي.

ومع ذلك، فإن أرقام المخزون المقرر صدورها في وقت لاحق من الأسبوع قد تحدد الاتجاه التالي لأسعار النفط الخام. حيث يمكن أن يؤدي تراكم مفاجئ آخر في المخزونات إلى تغذية رواية الركود الاقتصادى، في حين أن السحب الكبير يمكن أن يطمئن المستثمرين بأن الاستهلاك لا يزال مدعومًا، وربما يترجم إلى ارتداد قوي أو حتى اختراق للأعلى.

توقعات سعر النفط الخام:

لا يزال سعر خام غرب تكساس الوسيط عالقًا في نطاقه على المدى القصير، حيث أنخفض السعر خلال عطلة نهاية الأسبوع وخفف من أتجاهه الصعودي الصغير. وعليه يمكن أن يستهدف السعر الأهداف الهبوطية التالية مثل قاع النطاق من هنا. حيث يقع نطاق الدعم حول 70.30 دولارًا للبرميل، حيث ظل ثابتًا منذ الأسابيع الأخيرة من شهر ديسمبر. وقد يؤدي الارتداد إلى رفع سعر النفط الخام مرة أخرى إلى منتصف النطاق حول 72.50 دولارًا للبرميل أو مستوى المقاومة الأقرب إلى 76 دولارًا للبرميل. ويبدو أن المتوسطات المتحركة تتأرجح، على الرغم من أن 100 SMA قد يحاول الإغلاق فوق 200 SMA. وتحتفظ هذه أيضًا بمستويات دعم ديناميكية في الوقت الحالي. وفى نفس الوقت مؤشر ستوكاستيك موجود بالفعل في منطقة ذروة البيع ليعكس الإرهاق بين البائعين، لذا فإن الارتفاع للأعلى قد يشير إلى سيطرة المشترين. ولدى مؤشر القوة النسبية مجال للانخفاض قبل الوصول إلى منطقة ذروة البيع، لذلك قد يكون هناك بعض الضغط الهبوطي المتبقي.

شارت سعر النفط الخام

هذا الشارت من منصة tradingview

المحلل محمود عبد الله
يعمل في أسواق العملات الأجنبية منذ 16 عاما بتفرغ كامل. يقدم تحليلاته ومقالاته وتوصياته في أشهر المواقع العربية المتخصصة في أسواق المال العالمية ونالت خبرته الكثير من الاهتمام اليومي لدى المتداولين العرب. يعمل على توفير التحليلات الفنية والاخبار السوقية والتوصيات المجانية واكثر بمتابعة لا تقل عن 15 ساعة يوميا، ويهدف لتبسيط كيفية التداول في الفوركس ومفهوم التجارة لجمهوره بدون تعقيد وبأقل الامكانيات. بالإضافة، فهو مبتكر للعديد من الافكار والادوات التي تساعد المتداول بالتعامل مع شركات التداول الشهيرة وتوفر له دخول عالم المتاجرة بكل سهولة.