أنخفاض أسعار النفط مع ارتفاع الدولار؛ فوز ترامب قد يكون سلبيا على المدى الطويل

أنخفضت أسعار النفط الخام بأكثر من 1% يوم الأربعاء تزامنا مع ارتفاع سعر الدولار الامريكى بسبب الرهانات على فوز الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية.

هذا الشارت من منصة tradingview

وكما هو معلوم فالدولار الأقوى يجعل السلع الأساسية مثل النفط أكثر تكلفة للمشترين في الخارج. وهذا يحد من الطلب ويخفض الأسعار. وفي وقت كتابة هذا التقرير، انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.5% عند 71.30 دولارًا للبرميل. وكان سعر خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال 74.39 دولارًا للبرميل، بانخفاض 1.5%.

نتائج الانتخابات الأمريكية في دائرة الضوء

يتصدر ترامب حاليًا جميع الولايات السبع المتأرجحة بعد الإعلان عن فوزه في كارولينا الشمالية بالفعل. وإذا تحول التقدم إلى فوز مؤكد، فمن المرجح أن يصبح ترامب الرئيس القادم للولايات المتحدة الامريكية. وكانت قد أشارت جميع العلامات الأولية إلى فوز ترامب، وهو ما يضغط على سوق النفط الخام مع ارتفاع العائدات والدولار بشكل حاد. وتعليقا على ذلك قال محللون في مجموعة ING في مذكرة: “من المرجح أن يكون سوق النفط الخام عرضة لتحركات أوسع في الأسواق مع حصولنا على مزيد من الوضوح حول كيفية سير الانتخابات الأمريكية”. وحتى مع انخفاض أسعار النفط يوم الأربعاء، فإن فوز ترامب قد يوفر دعمًا قصير الأجل للسلعة، وفقًا للمحللين. حيث قال وارن باترسون، محلل أسواق السلع الأساسية في مجموعة ING: بالنسبة لأساسيات النفط، فإن فوز ترامب قد يوفر بعض الارتفاع قصير الأجل مع خطر فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران.

قد يكون فوز ترامب هبوطيًا في الأمد البعيد

ومع ذلك، قد يكون السيناريو مختلفًا تمامًا في الأمد البعيد إذا تولى ترامب منصبه في البيت الأبيض للمرة الثانية. حيث تدعم سياسات ترامب المزيد من حفر النفط والغاز على الأراضي الفيدرالية الأمريكية. كما كان صريحًا بشأن دعمه لمنتجي النفط في البلاد.

الولايات المتحدة هي أكبر منتج للنفط في العالم.

كما يعتقد الخبراء أن ترامب قد يخفف العقوبات على إمدادات النفط الروسية على حساب اتفاق السلام مع أوكرانيا. ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى زيادة العرض وتطبيع الكثير من إمدادات النفط القادمة من روسيا، أحد أكبر منتجي النفط. ولاحظ المحللون في الأمد المتوسط إلى الطويل، قد يكون فوز ترامب أكثر هبوطًا للنفط بسبب التجارة والسياسة الخارجية. وفي غضون ذلك، من المرجح أن يحافظ فوز هاريس على الوضع الراهن.

زيادة المخزونات النفطية الأمريكية

وفي الوقت نفسه، أفاد معهد البترول الأمريكي في وقت متأخر من يوم الثلاثاء أن مخزونات النفط في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 3.13 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 1 نوفمبر. وتوقع استطلاع أجرته رويترز ارتفاع المخزونات في الولايات المتحدة بمقدار 1.1 مليون برميل الأسبوع الماضي. وضغط التراكم الهائل في المخزونات على أسعار النفط يوم الأربعاء. ومع ذلك، أظهر التقرير أن مخزونات البنزين انخفضت بمقدار 928 ألف برميل، وهو ما يتماشى إلى حد كبير مع استطلاع رويترز. وبالإضافة إلى ذلك، انخفضت مخزونات المقطرات بمقدار 852 ألف برميل.

العاصفة المدارية رافائيل في دائرة الضوء

العاصفة المدارية رافائيل، التي تتجه نحو خليج المكسيك بالولايات المتحدة الامريكية، قد تعطل إمدادات النفط من المنطقة. ووفقا لتقرير رويترز، قد تتحول رافائيل إلى إعصار من الفئة الثانية، مما يعطل نحو 4 ملايين برميل من إنتاج النفط الأمريكي هذا الأسبوع. وعليه لقد أتخذت شركات النفط والغاز الأمريكية الكبرى بالفعل تدابير احترازية، وأغلقت المنشآت.

التحليل الفنى لاسعار النفط:

كان سعر النفط الخام غرب تكساس الوسيط يتداول في نمط حيادى بين 66.65 دولارًا و77.67 دولارًا للبرميل، مع دعم فوري حول 72.17 دولارًا. ويُظهر تحرك السعر تقلبًا أقل مقارنة بالتحركات الحادة التي شهدناها في سبتمبر وأكتوبر، مما يشير إلى فترة من التردد في السوق. ويحوم سعر السلعة في منتصف نطاقه، مع مؤشرات فنية تقدم إشارات متباينة. وكانت قد أستقرت المتوسطات المتحركة، مما يشير إلى اتجاه محايد قصير الأجل بينما يُظهر أحدث تحرك للسعر سلسلة من الارتفاعات المنخفضة ولكن الانخفاضات الأعلى، مما يشكل نمط ضغط يمكن أن يسبق تحركًا اتجاهيًا كبيرًا.

وفي غضون ذلك، يحوم مؤشر القوة النسبية في منطقة متوسطة المدى، ليس في ذروة الشراء ولا ذروة البيع، ولكنه يتحرك صعودًا للإشارة إلى بعض الضغوط الصعودية. ويتجه مؤشر ستوكاستيك أيضًا إلى الارتفاع، لذا قد يكون هناك بعض الضغوط الصعودية المتبقية، ولكن المذبذب يقترب من منطقة ذروة الشراء ليعكس الإرهاق بين المشترين واحتمال التحول إلى الأسفل. وعليه يمكن أن يستهدف الاختراق الحاسم فوق 72.17 دولارًا المقاومة العليا عند 77.67 دولارًا، كما أن التداول المستمر فوق المتوسطات المتحركة من شأنه أن يؤكد الزخم الصعودي. ومن ناحية أخرى، قد يؤدي الفشل في الحفاظ على 72.17 دولارًا إلى إعادة اختبار الدعم الرئيسي عند 66.65 دولارًا.

وبشكل عام يبدو أن نتائج الانتخابات الأمريكية تقود الأسواق المالية حتى الآن، حيث أن احتمالات النشاط المحلي الأقوى بسبب سياسات ترامب المؤيدة للأعمال التجارية قد تزيد من مشتريات السلع الأساسية للطاقة. كما كان تحمل المخاطر واضحًا في أسواق الأسهم، على الرغم من ارتفاع الدولار الأمريكي أيضًا بسبب توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى الأقل تيسيرًا.