أسعار النفط الخام لا تزال تحت ضغوط ضعف الطلب

واصلت أسعار النفط الخام العالمية تراجعها وذلك مع تزايد المخاوف بشأن الطلب وتراكم المخزونات مما أدى إلى تفاقم المعنويات الهبوطية، ولكن مع اجتماع أوبك+ في نهاية الشهر وأحتمال تصعيد الحرب في غزة، قد تتغير الأمور بسرعة. اليوم يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 76.55 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 80.85 دولار للبرميل. وبشكل عام وتحت وطأة تراكم المخزونات النفطية، والبيانات الاقتصادية الصينية الأضعف من المتوقع، وتباطؤ الطلب المادي الناتج عن الارتفاع الكبير في تكاليف الشحن، واجهت أسعار النفط صعوبات فى تحقيق مكاسب، وعليه فقد سجل سعر خام برنت انخفاضًا قدره 5 دولار للبرميل على أساس أسبوعي، ليستقر عند التسوية حول 80 دولارًا للبرميل. ومع تحول المعنويات نحو توقعات أكثر هبوطية، ستتجه كل الأنظار إلى أوبك+ التي تجتمع مرة أخرى، بعد توقف طويل، في 26 نوفمبر في فيينا.

ومن جابنها فالسعودية تلقي اللوم على المضاربين مرة أخرى حيث زعم وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أن الانخفاض الأخير في أسعار النفط هو “خدعة” وتخفي القوة الحقيقية لأسواق النفط، مضيفا أن المضاربين يسيئون استخدام أرقام التصدير لأنهم يفشلون في تمييزها عن أرقام الإنتاج.

وعلى صعيد أخر مؤثر على سوق النفط. أنخفض إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة الامريكية بمقدار 2 هذا الأسبوع بعد انخفاضه بمقدار 7 الأسبوع الماضي، وفقًا لبيانات جديدة نشرتها شركة بيكر هيوز يوم الجمعة، ومع انخفاض عدد منصات النفط النشطة إلى أدنى مستوى له منذ 28 يناير الماضي.

وانخفض إجمالي عدد منصات الحفر إلى 616 منصة هذا الأسبوع. وحتى الآن هذا العام، قدرت شركة بيكر هيوز خسارة 163 منصة حفر نشطة. ويبلغ عدد منصات الحفر لهذا الأسبوع 459 منصة أقل من عدد منصات الحفر في بداية عام 2019 قبل الوباء. وانخفض عدد منصات النفط بمقدار 2 إلى 494، بأنخفاض 127 حتى الآن في عام 2023، وهو أدنى مستوى منذ يناير 2022. وظل عدد منصات الغاز على حاله هذا الأسبوع عند 118، بخسارة 38 منصة للغاز النشط منذ البداية من السنة. كما ظلت الحفارات المتنوعة على حالها.

وظل عدد منصات الحفر في حوض بيرميان على حاله هذا الأسبوع، وهو الآن أقل بـ 40 منصة من نفس الوقت من العام الماضي. وظل عدد منصات الحفر في إيجل على حاله، وهو أقل بـ 20 منصة مقارنة بهذا الوقت من العام الماضي.

وبشكل عام فقد أستمر سعر النفط الخام في الانخفاض لمدة ثلاثة أسابيع حيث ينتظر المتداولون تقارير الصناعة لتأكيد ما إذا كان الانخفاض الأخير قد تم المبالغة فيه. وحسب التداولات فقد أنخفض سعر خام برنت إلى ما دون 81 دولارًا للبرميل، بعد أن خسر حوالي 12٪ على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية بسبب المخاوف المتزايدة بشأن الطلب العالمي وتراجع علاوة المخاطرة للحرب بين إسرائيل وحماس. وستنشر أوبك تقريرها الشهري عن السوق اليوم الاثنين، تليها هذا الأسبوع وكالة الطاقة الدولية وبيانات المخزونات الأمريكية لمدة أسبوعين.

وكان قد أنتعش سعر النفط بشكل طفيف في نهاية الأسبوع الماضي بعد أن انخفض يوم الأربعاء إلى ما دون 80 دولارًا للمرة الأولى منذ يوليو، مع ظهور إشارات استهلاك هبوطية من الصين والولايات المتحدة وأوروبا. وظلت الإمدادات من الشرق الأوسط – مصدر حوالي ثلث النفط الخام في العالم – غير متأثرة بالصراع بين إسرائيل وحماس، في حين تتزايد الشحنات من روسيا والولايات المتحدة. وشنت الولايات المتحدة الامريكية غارات جوية في شرق سوريا على أهداف مرتبطة بإيران، بينما تحدث الرئيس الامريكى جو بايدن مع حاكم قطر حول محاولة تأمين إطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة. وقصفت طائرات إسرائيلية أهدافا لحزب الله في لبنان في علامة أخرى على احتمال فتح جبهة ثانية في الصراع.

وفي هذه الأثناء، يزور وزير النفط العراقي حيان عبد الغني إقليم كردستان لبحث أستئناف الصادرات عبر ميناء جيهان التركي. وتوقف خط الأنابيب الرئيسي منذ مارس/آذار الماضي بسبب خلاف بين تركيا والعراق، كما تعرض لأضرار بسبب زلزال.

وبشكل عام كانت زيادة العرض أحد العوامل التي دفعت مجموعة جولدمان ساكس إلى خفض متوسط توقعاتها لسعر خام برنت للعام المقبل بمقدار 6 دولارات إلى 92 دولارًا للبرميل. ولا يزال البنك متفائلًا بشأن الطلب، ويتوقع نموًا قدره 2.5 مليون برميل يوميًا في عام 2023 و1.6 مليون برميل يوميًا في عام 2024.

هذا الشارت من منصة tradingview