أظهرت بيانات أولية صادرة عن شركة LSEG المالية أن الولايات المتحدة الامريكية صدّرت كميات من الغاز الطبيعي المسال في أغسطس أكثر من أي شهر سابق. وحسب المعلن فقد بلغت صادرات أغسطس 9.33 مليون طن، متجاوزةً الرقم القياسي الشهري السابق المسجل في أبريل والبالغ 9.25 مليون طن. وذكرت رويترز أن ارتفاع الكميات يعود إلى توقف برامج الصيانة، وإلى استمرار منشأة بلاكماينز التابعة لشركة فينتشر جلوبال في زيادة الإنتاج.
ويُعد بلاكماينز، والذي لا يزال قيد الإنشاء، ثاني أكبر مصنع للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة الامريكية بطاقة إنتاجية تبلغ 27.2 مليون طن سنويًا. وقد زاد إنتاجه شهريًا منذ بدء تشغيله في ديسمبر الماضي، مما ساعد البلاد على البقاء كأكبر مُصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم. وتخطط فينتشر جلوبال للإنتاج من جميع مصانع بلاكماين الثمانية عشر في سبتمبر.
صادرات الغاز الامريكى الى أوروبا
وفى هذا الصدد فقد أظهرت بيانات LSEG أن أوروبا لا تزال الوجهة الأولى لصادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية، بواقع 6.16 مليون طن، أي ثلثي الإجمالي. ويمثل هذا زيادة قدرها 0.91 مليون طن مقارنة بشهر يوليو. وفى نفس الوقت فقد أنخفضت الصادرات إلى آسيا بشكل طفيف خلال أغسطس إلى 1.47 مليون طن، مقابل 1.8 مليون طن في يوليو.
وأشارت بيانات مجموعة بورصة لندن (LSEG) إلى انخفاض أسعار الغاز الطبيعي المسال في أغسطس في كلا من أوروبا وآسيا. وانخفضت أسعار الغاز الطبيعي المسال الأوروبية إلى 11.13 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في منشأة نقل الملكية الهولندية، مقابل 11.56 دولارًا في يوليو. وانخفض مؤشر السوق الياباني الكوري القياسي إلى 11.63 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في أغسطس، مقارنة بـ 12.13 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في يوليو.
وأشار تقرير رويترز إلى أن مصر، التي تواجه انخفاضًا في إنتاج الغاز الطبيعي، أعلنت في يونيو أنها ستزيد وارداتها من الغاز الطبيعي المسال لتلبية الطلب على الكهرباء. واشترت البلاد في أغسطس تسع شحنات من الغاز الطبيعي المسال بلغ مجموعها 0.57 مليون طن، أي ما يعادل 6% من إجمالي صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية. وتقع محطات تصدير الغاز الطبيعي المسال الأمريكية بشكل رئيسي على طول ساحل الخليج. وتقع منشأة شينيير في سابين باس في لويزيانا، وتقع محطتها كوربوس كريستي في تكساس، إلى جانب فريبورت للغاز الطبيعي المسال. وهناك أيضًا منشأة كوف بوينت في ماريلاند، ومصنع كيناي للغاز الطبيعي المسال في ألاسكا، والعديد من المنشآت قيد الإنشاء، بما في ذلك بلاكماينز (لويزيانا)، وغولدن باس (تكساس)، وريو غراندي (تكساس).
توقعات صادرات الغاز الامريكى
من المتوقع أن تنمو صادرات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية بنسبة 10% سنويًا حتى عام 2030، وفقًا لمقال نشرته رويترز في 22 أغسطس/آب، مع مضاعفة شركات الطاقة طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال، وفقًا لمحللين، مما يُعطي دفعة قوية لصناعة النفط الصخري الناضجة في البلاد، والتي شهدت تباطؤًا في النمو وارتفاعًا في التكاليف.
وفي الواقع، تُمثل صادرات الغاز المسال في البلاد نقطة مضيئة في مشهدٍ يزداد ضبابية، حيث من المتوقع أن يستقر إنتاج النفط أو ينخفض في الأشهر المقبلة.
ومؤخرا فقد أظهر تقرير لتوقعات معلومات الطاقة الأمريكية أن صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال سترتفع بشكل كبير من مستوى قياسي بلغ 11.9 مليار قدم مكعب يوميًا في عام 2024 إلى 21.5 مليار قدم مكعب يوميًا في عام 2030. وعموما يتزايد الطلب على الغاز الطبيعي المسال مع ارتفاع استهلاك الطاقة عالميًا، ومع قيام العديد من الدول بالتخلص التدريجي من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
ووفقًا لرويترز: يوفر هذا آفاق نمو قوية لمناطق إنتاج الغاز في البلاد. حيث تتوقع مورغان ستانلي أن يرتفع إنتاج الغاز الطبيعى في صخور هاينزفيل في لويزيانا بنسبة 41%، وفي حوض برميان في تكساس ونيو مكسيكو بنسبة 21% بين عامي 2024 و2027. ووفقًا لتقديرات مورغان ستانلي، سينمو صخور مارسيلوس ويوتيكا، الممتدة في أجزاء من بنسلفانيا وأوهايو وغرب فرجينيا، بنسبة 9%. ويستعد منتجو الغاز وشركات الاستثمار الأمريكية لمزيد من النشاط في هاينزفيل، مُهيئين أنفسهم لازدهار صادرات الغاز الطبيعي المسال، مدعومين بموافقات جديدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومع ذلك، هناك خطر من إغراق سوق الغاز الطبيعي المسال بالإمدادات، مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار. ووفقًا لتقرير بلومبرغ “توقعات سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية 2030: التركيز على مخاطر العرض”، فبينما من المتوقع أن يكون التوازن العالمي ضيقًا خلال العامين المقبلين، سيفوق العرض الطلب بدءًا من عام 2027 فصاعدًا. ومع تشغيل محطات التسييل الجديدة، يُتوقع أن يكون العرض أعلى من الطلب بمقدار 63 مليون طن في عام 2030، وفقًا لتحليل بلومبرغ لتمويل الطاقة الجديدة.
وسيأتي العرض الجديد من قائمة طويلة من المشاريع من قطر والولايات المتحدة والمكسيك، بالإضافة إلى منشآت الغاز الطبيعي المسال العائمة، وفقًا لتقرير بلومبرغ.