خفض سعر الفائدة الامريكية من “متى” إلى “إذا” بناءً على بيانات التضخم.

بدأ النقاش الدائر حول مجلس الاحتياطي الفيدرالي الامريكى يتحول من عدد المرات التي يجب فيها خفض أسعار الفائدة الامريكية هذا العام إلى ما إذا كان سيتم خفضها على الإطلاق في عام 2024. ومع توقع على نطاق واسع أن يبقي صناع السياسة أسعار الفائدة الامريكية ثابتة عند أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقدين في ختام اجتماعهم يوم الأربعاء المقبل، فإن الكثير من التركيز سيكون على أي محور في لهجة بيان ما بعد الاجتماع والمؤتمر الصحفي لحاكم البنك جيروم باول.

ومن المتوقع أيضًا أن يعلن المسؤولون عن تباطؤ على المدى القريب في تخفيض الميزانية العمومية لبنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى والبالغة 7.4 تريليون دولار – وهي خطوة مستقلة عن أي قرار بشأن توقيت سعر الفائدة. وقد أعرب صناع السياسات عن الحاجة إلى اتباع نهج حذر تجاه المزيد من عمليات الإعادة، على أمل تجنب اضطرابات السوق. وبعد تقارير التضخم الأسوأ من المأمول خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، قال باول بإنه من المرجح أن يستغرق الأمر “وقتا أطول من المتوقع” ليصبح واثقا من أن التضخم يتحرك نحو هدف البنك المركزي البالغ 2٪. وأضاف بأن البنك المركزي الامريكى يمكنه إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة “طالما دعت الحاجة”.

وبينما أقترحت قيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة، فقد بدأ الأمر يبدو وكأنه احتمال حقيقي بأن صناع السياسة قد لا يخفضون أسعار الفائدة على الإطلاق هذا العام. وفى هذا الصدد قال دين ماكي، كبير الاقتصاديين في Point72 والخبير الاقتصادي السابق في بنك الاحتياطي الفيدرالي: “إذا لم تتحسن أرقام التضخم بما فيه الكفاية، فسوف تظل معلقة إلى أجل غير مسمى”. و”لقد تعرضنا لانتكاسة في الربع الأول، لكنني لا أعتقد أن مركز اللجنة يعتبرها انتكاسة دائمة. وإنهم يعتقدون أن الطريق لا يزال وعرًا.

ولا يرى زملاء باول في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC أي ضرورة لخفض أسعار الفائدة. حيث قالت المحافظ ميشيل بومان بإنها ترى “مخاطر تصاعدية” على التضخم، وطرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس نيل كاشكاري إمكانية عدم إجراء تخفيضات في أسعار الفائدة الامريكية هذا العام. وفي الوقت نفسه، قال رافائيل بوستيك من بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، بإنه قد يفضل رفع أسعار الفائدة إذا تفاقم التضخم.

ويرى متداولو المقايضة الآن تخفيضًا واحدًا فقط في سعر الفائدة الامريكية طوال عام 2024، وهو أقل بكثير من التخفيضات البالغة ستة أرباع نقطة تقريبًا التي توقعوها في بداية العام. وقد حددت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC، والتي ستقوم بتحديث توقعاتها لسعر الفائدة في اجتماع 11-12 يونيو، ثلاثة تخفيضات لهذا العام في اجتماعها في مارس، على الرغم من أن الهامش كان ضئيلًا للغاية.

ولن يقوم مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي بتحديث توقعاتهم ربع السنوية لأسعار الفائدة – المعروفة بأسم “مخطط النقاط” – هذا الأسبوع. ومع ذلك، فإن أحدث بيانات التضخم سوف تلوح في الأفق خلال المناقشات ويمكن للجنة تعديل اللغة في بيان السياسة بعد الاجتماع لتعكس المخاوف المتزايدة.

وحسب نتائج بيانات المفكرة الاقتصادية… فقد أظهرت بيانات صدرت يوم الجمعة أن المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي للتضخم الأساسي في الولايات المتحدة الامريكية ارتفع بوتيرة سريعة في مارس، وهو الشهر الثالث على التوالي من التقارير المخيبة للآمال. وبعد انخفاض حاد في النصف الثاني من عام 2023، توقف التقدم مع التضخم السنوي حسب المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي عند 2.7% في مارس، أو أعلى قليلاً باستثناء أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة.

وسيكون جزء كبير من بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ال FOMC هذا الأسبوع مشابهًا لشهر مارس، ومع ذلك، قد تعترف اللجنة بأن تقدم التضخم قد تضاءل في الأشهر الأخيرة. ويمكن لباول أن يكرر تصريحاته من تصريحاته الأخيرة، والتي قال فيها بإنه يفضل إعطاء السياسة المزيد من الوقت للعمل بالنظر إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال قويا بشكل عام.

ومن المتوقع أن يحرز التضخم الامريكى السنوي تقدما طفيفا في النصف الثاني من العام، حيث ستتم مقارنة الأرقام بالفترة في أواخر عام 2023 عندما تتراجع ضغوط الأسعار بسرعة. وقال بعض الاقتصاديين في وول ستريت بإن ذلك قد يجعل من الصعب على مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي تبرير خفض أسعار الفائدة مع مرور العام. ومع ذلك، قد يشعر صناع السياسة بالارتياح إزاء التقدم المستمر في قراءات التضخم من شهر لآخر. حيث قال ماكي من Point72 بإن “القاعدة الأساسية الجيدة” هي أن الأمر قد يستغرق ثلاثة أشهر على الأقل من أرقام التضخم الأفضل حتى يفكر المسؤولون في الخفض، ومن المحتمل أن يؤجل المناقشة إلى سبتمبر أو بعد ذلك.

وبينما شدد مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي على أن البنك المركزي الامريكى يتخذ قراراته بغض النظر عن التأثير السياسي، فإن التخفيض للمرة الأولى في سبتمبر من شأنه أن يدعو إلى تدقيق متزايد قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر. وكان قد أبقى باول اللجنة موحدة في مسارها المعدل، مع عدم وجود معارضة منذ ما يقرب من عامين، ولكن هناك بعض العلامات على وجود توترات. حتى وقت قريب، وكان باول يبدو متشائمًا بشأن أسعار الفائدة، وقد يتبنى هذا الأسبوع لهجة تميل أكثر إلى التساؤلات حول الحاجة إلى التخفيضات.

تعرف على أفضل شركات التداول فى أمريكا عبر موقعنا….