البنك المركزي الهندي يبقى على أسعار الفائدة بدون تغيير

تمسك البنك المركزي الهندي بموقفه المتشدد بشأن السياسة النقدية اليوم الخميس حيث ظل التضخم أعلى بكثير من هدفه، مما يشير إلى أنه ليس في عجلة من أمره لخفض أسعار الفائدة حتى وقت لاحق من العام. وعليه فقد صوتت لجنة السياسة النقدية بأغلبية خمسة مقابل واحد للحفاظ على سعر إعادة الشراء القياسي عند 6.5٪، وهي خطوة توقعها جميع الاقتصاديين الـ 42 في استطلاع بلومبرج. وقررت اللجنة أيضًا الإبقاء على موقفها السياسي بشأن “الانسحاب من التسوية”، مما خيب آمال بعض المحللين الذين توقعوا التحول إلى الحياد.

ومن جانبه قال حاكم الولاية شاكتيكانتا داس في خطاب تم بثه مباشرة من مومباي: “المهمة لم تنته بعد، وعلينا أن نكون يقظين بشأن صدمات العرض الجديدة التي قد تؤدي إلى تراجع التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن”. وأضاف بإن نقل السياسة النقدية لا يزال غير مكتمل، مما يعني أن البنوك لم تنقل بشكل كامل رفع أسعار الفائدة من بنك الاحتياطي الهندي إلى العملاء، في حين لا يزال التضخم أعلى من الهدف.

وعلى أثر القرار عكست السندات الهندية مكاسبها المبكرة مع ارتفاع العائد على السندات لأجل 10 سنوات نقطتين أساس إلى 7.09%، في حين تم تداول الروبية الهندية بشكل مستقر وانخفضت أسعار الأسهم.

ويتجاوز التضخم الهندى بكثير هدف البنك المركزي البالغ 4%، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع تكاليف الغذاء. ولكن التضخم الأساسي، الذي يستثني تكاليف الغذاء والوقود، تراجع إلى ما دون هذا المستوى، مما يشير إلى أن الضغوط التي يقودها الطلب لا تزال ضعيفة. ومن المرجح أن تؤدي درجات الحرارة الأكثر دفئًا من المعتاد في أجزاء كبيرة من البلاد إلى الإضرار بالمحاصيل وإبقاء الأسعار مرتفعة.

وقدم حاكم البنك المركزى الهندى داس توقعات جديدة للعام المالي المقبل الذي يبدأ في أبريل، حيث توقع أن يبلغ متوسط التضخم 4.5%، بينما سينمو الاقتصاد بنسبة 7%. وكانت تلك التوقعات متوافقة مع التوقعات السابقة التي حددها في دافوس في يناير. وقال في ذلك الوقت بإنه من السابق لأوانه الحديث عن تخفيضات أسعار الفائدة حتى يكون هناك دليل على أن التضخم سيظل ثابتًا حول المستوى المستهدف.

ومن المرجح أن يحذو بنك الاحتياطي الهندي حذو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، الذي يظل حذراً من خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر جداً. وكان قد أدلى أربعة من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى يوم الأربعاء بتعليقات تشير إلى أنهم لا يرون حالة عاجلة لخفض أسعار الفائدة.

وفي غياب أي إجراء بشأن سعر الفائدة، ركز المتداولون على عمليات السيولة التي يقوم بها بنك الاحتياطي الهندي، وهي طريقة أخرى يمكن للبنك المركزي من خلالها التأثير على أسعار الفائدة في السوق. وكان قد أجرى بنك الاحتياطي الهندي (RBI) مؤخرًا سلسلة من المزادات التي تهدف إلى إزالة السيولة، بعد ضخ الأموال النقدية في الأشهر السابقة. وأضاف حاكم المركزى الهندى اليوم إن بنك الاحتياطي الهندي سيظل “ذكيًا ومرنًا” فيما يتعلق بالسيولة وأنه سيتم استخدام مزيج مناسب من الأدوات لضبط نقد النظام المصرفي.

وكان قد أمضى داس وزملاؤه أعضاء لجنة السياسة النقدية جزءًا كبيرًا من المؤتمر الصحفي اليوم الخميس في الرد على أسئلة حول شركة التكنولوجيا المالية العملاقة Paytm، والتي استهدفها بنك الاحتياطي الهندي بعد استمرار عدم الامتثال والمخاوف الإشرافية في وحدته المصرفية. ومنعت الهيئة التنظيمية بنك Paytm Payments من قبول عملاء جدد وودائع جديدة بعد 29 فبراير، وقالت بإنها معرضة لخطر فقدان ترخيصها. وفى هذا الصدد قال نائب المحافظ سواميناثان جاناكيرمان اليوم بإن الإجراء الذي اتخذه بنك الاحتياطي الهندي يأتي بعد سنوات من المحادثات بين الهيئة التنظيمية والشركة. وقال المسؤولون بإن البنك المركزي سيضمن تقليل أي إزعاج للعملاء ولن يتأثر تطبيق Paytm.