البنك المركزى الامريكى يعلن عن موعد خفض مشتريات السندات

ناقش مسؤولو البنك المركزى الامريكى الشهر الماضي فكرة البدء في التراجع عن دعمه الاستثنائي للاقتصاد الأمريكي في وقت لاحق من هذا العام 2021 ، على الرغم من أنهم لم يصلوا إلى قرار حازم بشأن جدول زمني. وفى هذا الصدد أشار محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي يومي 27 و 28 يوليو الماضى ، إلى أن التعافي الاقتصادي من الركود الوبائي يقترب من تحقيق أهداف البنك المركزي الامريكى بشأن التضخم والتوظيف. ونتيجة لذلك ، يتجه بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو إعلان أنه سيبدأ في تقليص وتيرة شراء سندات الخزانة والرهن العقاري ، والتي تبلغ الآن 120 مليار دولار شهريًا. وتهدف هذه المشتريات فى الاساس إلى خفض أسعار الفائدة طويلة الأجل وتشجيع الاقتراض والإنفاق.

وأضاف محضر الاجتماع “لم يتم أتخاذ أي قرارات بشأن التعديلات المستقبلية على مشتريات الأصول في هذا الاجتماع”. ومع ذلك ، فإن معظم مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع الشهر الماضي و “لاحظوا أنه ، بشرط أن يتطور الاقتصاد على نطاق واسع كما توقعوا ، فقد رأوا أنه قد يكون من المناسب البدء في تقليل وتيرة شراء الأصول هذا العام”. وفي نفس الوقت ، وبينما يتم إحراز تقدم اقتصادي ، أشار المحضر إلى أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أعربوا عن قلقهم بشأن التهديد الذي يمثله ارتفاع حالات COVID-19 الناجم عن متغير دلتا شديد العدوى. وعليه فقد أشار المشاركون إلى أن “انتشار متغير دلتا قد يؤخر مؤقتًا إعادة الانفتاح الكامل للاقتصاد ويقيد التوظيف وتوريد العمالة”.

وأستنادًا إلى التعليقات العامة الأخيرة لبعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي والذين يفضلون التراجع قريبًا في مشتريات السندات ، توقع العديد من الاقتصاديين أن البنك المركزي الامريكى سيعلن في سبتمبر عن خطة للبدء في تخفيض شراء السندات الشهرى في وقت لاحق من هذا العام. وقال محللون أيضا بإنهم أكثر ثقة في مثل هذا الجدول الزمني بالنظر إلى المناقشات التي تم الكشف عنها في المحضر الذي صدر بالامس.

ومن جانبه قال أندرو هانتر ، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في كابيتال إيكونوميكس ، بإنه يعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في تقليص مشتريات السندات هذا العام “بدلاً من أوائل العام المقبل كما كنا نعتقد سابقًا”. وأيضا قال جوس فوشر ، كبير الاقتصاديين في PNC Financial ، بإنه يتوقع إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه في أوائل نوفمبر أنه سيبدأ في تقليص مشترياته من السندات في ديسمبر.

وتراقب الأسواق المالية العالمية مداولات بنك الاحتياطي الفيدرالي لأنه من المرجح أن يختتم المسؤولون برنامجهم لشراء السندات قبل البدء في رفع سعر الفائدة القياسي قصير الأجل. وتم الابقاء على هذا المعدل بالقرب من الصفر منذ تفشى الوباء الفيروسي في مارس 2020 وأغلق الاقتصاد بشكل أساسي. وبعد اجتماعه في يوليو ، أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أن الاقتصاد الارميكى قد أحرز تقدمًا في تحقيق أهداف البنك المركزي. وقد نُظر إلى هذه الملاحظة على أنها مهمة لأن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان يقول منذ ديسمبر / كانون الأول إنه يريد أن يرى “تقدمًا إضافيًا جوهريًا” قبل البدء في خفض مشترياته الشهرية من السندات.

وجادل بعض صانعي السياسة في بنك الاحتياطي الفيدرالي بأن مشتريات السندات تعمل الآن بشكل أساسي على رفع أسعار السلع الحساسة لسعر الفائدة مثل المنازل والسيارات. وقد أرتفعت أسعار المساكن بأسرع وتيرة منذ ما يقرب من 20 عامًا. وإن تخفيض مشتريات السندات من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي يعني ضغطًا هبوطيًا أقل على أسعار الفائدة طويلة الأجل ، وعلى الأقل من الناحية النظرية ، معدلات أعلى على بعض قروض الأعمال والقروض الاستهلاكية.

وأشار المحضر إلى أن العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي جادلوا بخفض 40 مليار دولار في المشتريات الشهرية لسندات الرهن العقاري بسرعة أكبر من 80 مليار دولار في المشتريات الشهرية. وقال بنك الاحتياطي الفيدرالي بإن هؤلاء المسؤولين أشاروا إلى أن “قطاع الإسكان كان قويًا بشكل استثنائي” ولا يحتاج إلى الدعم الذي يقدمه البنك المركزي الامريكى.