الجمعة , مايو 17 2024
إبدأ التداول الآن !

من المرجح أن تقوم أوبك ومنتجين كبار خارجها بتمديد خفض الانتاج

مع ارتفاع اسعار النفط الخام الى اعلى مستوى لها منذ عامين، يبدو ان اوبك والدول المنتجة الاخرى للنفط على استعداد للموافقة على تمديد خفض انتاجها خلال اجتماع اليوم الخميس بعد ان قال وزير الطاقة العراقى ان هناك اتفاقا واسعا على مثل هذه الخطوة. وتصل أسعار النفط الخام القياسية الآن إلى 60 دولارا للبرميل ، أي ما يقرب من 20 في المائة منذ عام مضى. وكانت الرهانات على ان منظمة الدول المصدرة للبترول وشركائها من خارج الاوبك سيحاولون الحفاظ على الامدادات عن طريق تمديد التخفيضات اليومية بمقدار 1.8 مليون برميل التى تم الاتفاق عليها قبل عام.

وبالنسبة للخبراء الذين يتوقعون مثل هذا السيناريو، فإن السؤال الوحيد هو كم من الوقت سيتم الاتفاق عليه. ويتنبأ بعض مراقبي السوق بأن حصص الإنتاج التي تم الاتفاق عليها أولا في نوفمبر / تشرين الثاني 2016 ستمتد الآن إلى كل عام 2018، كما عززت تعليقات جبار علي حسين وزير النفط العراقى هذه التوقعات. وقال الوزير للصحفيين يوم الاربعاء “اننا نتمسك … بتمديد خفض انتاج النفط لمدة تسعة اشهر”، مضيفا ان هناك اتفاقا واسعا بين جميع وزراء الاوبك فى هذه الخطوة. “هذا يعني أنه سينتهي بحلول … (نهاية) 2018.”

ومن شأن هذا العمل المتضافر أن يجدد الأدلة على أن منظمة أوبك هي مرة أخرى لاعبا رئيسيا في السيطرة على سوق النفط.

وقد جعلت قدرة الكارتل الذى يضم 14 دولة على تنظيم الاسعار والامدادات، عاملا خوفا فى بعض الاحيان بالنسبة للدول المستهلكة فى العقود الماضية. وكان الأكثر قوة هو الحظر الذي فرضته منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) على المستهلكين الغربيين في عام 1973 والذي أدى إلى أزمات اقتصادية واسعة النطاق. ولكن دورها كمنظم رئيسي بدأ يتلاشى في السنوات الأخيرة، حيث بدأ منتجو الصخر الزيتي في الولايات المتحدة ضخ إنتاجهم. وأدى ذلك إلى زيادة العرض وانخفاض حاد في الأسعار من أكثر من 100 دولار إلى أقل من 40 دولارا للبرميل في العام الماضي.

وتجاهل أعضاء منظمة أوبك في الماضي حصص الإنتاج في مساعيهم لتحقيق أقصى قدر من الأرباح. ولكن استراتيجية الكارتل لإغراق السوق – ودفع منتجي النفط الصخرى في الولايات المتحدة إلى الخروج من العمل – لم تنجح. لذلك عكست مسارها العام الماضي، مع أنضمام روسيا ومنتجين اخرين الى رغبة الاوبك فى خفض الانتاج . وقال الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) محمد سانوسي باركيندو إن التحالف قد حقق هدفه مع الدول الأعضاء.

وقال في اجتماع عقدته الدول ال 24 الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) والدول غير الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) هذا الاسبوع “لقد انجزنا ما كان يعتقد انه سيكون مستحيلا”. واضاف “ان القرارات التي اتخذناها كانت تاريخية”.

ومع ذلك، فإن استراتيجية التخفيضات المستمرة في رفع الأسعار لا تبدو مستدامة على المدى الطويل. ومع ارتفاع الأسعار الآن إلى أعلى مستوياتها في عامين، يعود المنتجون الأمريكيون الى زيادة الانتاج للاستفادة من ارتفاع الاسعار وهو ما يضر جهود الاوبك كثيرا.

وقد أدت التوترات التقليدية بين المملكة العربية السعودية وإيران إلى الفوضى في الماضي، وارتفعت في الأشهر الأخيرة، حيث أن نضالها من أجل الهيمنة في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى تفاقم المواقف المختلفة على النفط. ويؤيد السعوديون استمرار التخفيضات، لكن إيران تريد حصة أكبر من السوق لأنها تأثرت كثيرا منذ اكثر من عشر سنوات من العقوبات التي تم رفعها كجزء من اتفاقها النووي لعام 2015 مع ست قوى عالمية. وقد زاد انتاج ايران حاليا اقل من 4 ملايين برميل يوميا، وقالت انها تريد اضافة مليون برميل اخرى خلال ثلاث سنوات.

المحلل محمود عبد الله
يعمل في أسواق العملات الأجنبية منذ 16 عاما بتفرغ كامل. يقدم تحليلاته ومقالاته وتوصياته في أشهر المواقع العربية المتخصصة في أسواق المال العالمية ونالت خبرته الكثير من الاهتمام اليومي لدى المتداولين العرب. يعمل على توفير التحليلات الفنية والاخبار السوقية والتوصيات المجانية واكثر بمتابعة لا تقل عن 15 ساعة يوميا، ويهدف لتبسيط كيفية التداول في الفوركس ومفهوم التجارة لجمهوره بدون تعقيد وبأقل الامكانيات. بالإضافة، فهو مبتكر للعديد من الافكار والادوات التي تساعد المتداول بالتعامل مع شركات التداول الشهيرة وتوفر له دخول عالم المتاجرة بكل سهولة.