الأحد , مايو 12 2024
إبدأ التداول الآن !

أقتصاد منطقة اليورو يحاول التماسك وسط عاصفة من عدم اليقين

أهتزت الثقة فى توقعات منطقة اليورو مع ارتفاع الأحزاب الشعبية في إيطاليا وتزايد المخاوف من حرب تجارية عالمية بعد أن أيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التعريفات الجمركية على الألومنيوم والصلب وحذر من أن المزيد قد يأتي، حتى على السيارات الأوروبية. ويأتي هذا التحول بعد أن كانت منطقة اليورو واحدة من النقاط المضيئة في الاقتصاد العالمي لعدة أشهر، مع قوة النمو وتزايد خلق فرص العمل بعد سنوات من إدارة الأزمات وانعدام الثقة.

ويبدو أن اقتصاد منطقة اليورو بلغ ذروته على مستوى عال تاريخيا. حيث قالت شركة المعلومات المالية إهس ماركيت يوم الاثنين ان اقتصاد منطقة اليورو سجل “عثرة سريعة” فى فبراير، ربما بسبب تزايد حالة عدم اليقين السياسى فى المانيا وايطاليا. وتراجع مؤشر ما يسمى بمديري المشتريات PMI، وهو مقياس للنشاط التجاري، إلى 57.1 نقطة عن أعلى مستوى في 12 يناير عند 58.8 نقطة. وقال كريس ويليامسون كبير الاقتصاديين فى الشركة انه “من السابق لاوانه قراءة الكثير” فى الانخفاض الشهرى، بيد انه اشار الى ان بعض عمليات التراجع كانت “دائما فى التوقعات”.

وعلى الرغم من أن عدم اليقين السياسي في ألمانيا قد انتهى تقريبا مع قرار الديمقراطيين الاشتراكيين بالبقاء في حكومة ائتلافية مع الكتلة المحافظة للمستشارة أنجيلا ميركل، فإن الوضع في إيطاليا بعيد عن الوضوح.

وازدادت جماعتان سياسيتان شعبيتان ضد الاتحاد الاوربى، وهما منافسان شرسان، فى الانتخابات البرلمانية الايطالية يوم الاحد على حساب القوى التقليدية للبلاد، بيد انهما لم يحصلا على دعم كاف للحكم بشكل فريد. ومن شأن ذلك أن يبشر بفترة من المناقشات المحفوفة بتشكيل حكومة ائتلافية. واظهرت النتائج الاولية التى اصدرتها وزارة الداخلية الايطالية يوم الاثنين ان كتلة يمين الوسط تفوز بحوالى 37 فى المائة من الاصوات البرلمانية وحركة الشعب الخمس نجوم التى تحصل على 32 فى المائة. وكانت الكتلة اليسارية الوسطية متخلفة عن تأييد 23٪. ويصر كل من الكتلة اليمينية الوسطية و 5 نجوم على ضرورة منحهم الحق فى تشكيل حكومة فى ايطاليا.

وقال المحللون انه من السابق لاوانه قياس اثر التصويت على الاقتصاد الايطالى الذى شهد تحسنا خلال العام الماضى. وفي عام 2017، توسع بنسبة 1.5 في المائة. على الرغم من أن هذا هو أقل من نقطة مئوية كاملة من النمو في منطقة اليورو، وكان أفضل أداء إيطاليا منذ عام 2010. وقالت نيكولا نوبيل، الخبيرة الاقتصادية في أوكسفورد إكونوميكس: “إن احتمال حدوث فترة طويلة من عدم اليقين السياسي المحلي قد يؤثر على الانتعاش الجاري. “في الوقت الراهن، نحن لا نجري أي تغييرات على توقعاتنا ولكننا سوف نعيد النظر في ذلك مرة واحدة مع أستقرار الغبار”.

إن المخاوف على المدى الطويل بالنسبة للمستثمرين هي أن الانتخابات الإيطالية قد تجدد قلقها بشأن القوى الشعبية في منطقة اليورو، بعد عام تقريبا من هزيمة العديد من تلك النتائج نتيجة الانتخابات في هولندا وفرنسا. وفي هذا الوقت من العام الماضي، اعتبر العديد من الاقتصاديين أن صعود الشعبوية هو أخطر سحابة معلقة على مستقبل أوروبا الاقتصادي، خاصة وأن المخاوف بشأن اليونان قد خفت. والخوف الكبير من أولئك الذين يشرفون على عملة اليورو هو أن الحزب قد يأتي إلى الحكومة التي تسعى للخروج من العملة الموحدة والعودة إلى العملة الأصلية للبلاد.

اعلن ماتيو سالفيني رئيس الاتحاد الايطالي لمكافحة المهاجرين في الاتحاد الاوروبي اليوم الاثنين ان عملة اليورو الاوروبية المشتركة “خاطئة” وانها ستنتهي في نهاية المطاف. وقال “انها عملة خاطئة وخيار خاطئ” بالنسبة لايطاليا.

حزب سالفيني هو واحد من اثنين من مطالبين لتشكيل الحكومة الإيطالية المقبلة.

وعلى الصعيد الخارجي، يواجه اقتصاد منطقة اليورو احتمالا آخر من الرياح المعاكسة من ترامب، الذي قال إنه يعتزم فرض رسوم جمركية بنسبة 25٪ على الصلب المستورد و 10٪ على واردات الألمنيوم من الأسبوع المقبل. وحذر مسؤولون بارزون في الاتحاد الأوروبي من الانتقام، مما دفع ترامب إلى التحذير من أنه يمكن أن يذهب إلى أبعد من ذلك، ويضع تعريفات جمركية على السيارات الأوروبية.

المحلل محمود عبد الله
يعمل في أسواق العملات الأجنبية منذ 16 عاما بتفرغ كامل. يقدم تحليلاته ومقالاته وتوصياته في أشهر المواقع العربية المتخصصة في أسواق المال العالمية ونالت خبرته الكثير من الاهتمام اليومي لدى المتداولين العرب. يعمل على توفير التحليلات الفنية والاخبار السوقية والتوصيات المجانية واكثر بمتابعة لا تقل عن 15 ساعة يوميا، ويهدف لتبسيط كيفية التداول في الفوركس ومفهوم التجارة لجمهوره بدون تعقيد وبأقل الامكانيات. بالإضافة، فهو مبتكر للعديد من الافكار والادوات التي تساعد المتداول بالتعامل مع شركات التداول الشهيرة وتوفر له دخول عالم المتاجرة بكل سهولة.