أرتفاع التضخم في أمريكا مع تأثير رسوم ترمب الجمركية على الأسعار

ارتفعت معدلات التضخم في الولايات المتحدة خلال مايو 2025، مدفوعةً بزيادة تكاليف السلع نتيجة تمرير الشركات للرسوم الجمركية المرتفعة إلى المستهلكين. وفقًا لاستطلاع أجرته “بلومبرغ”، سجّل مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي – الذي يستثني الغذاء والطاقة – زيادة بنسبة 0.3% خلال مايو، وهي الأعلى في أربعة أشهر، مقارنةً بـ 0.2% في أبريل. وتشير التوقعات إلى أن التضخم السنوي الأساسي بلغ 2.9%، وهو أعلى معدل هذا العام.

وتأتي هذه الزيادة مع بدء الشركات الامريكية في نقل تكاليف الرسوم الجمركية، التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، إلى أسعار السلع مثل الأثاث، الملابس، وقطع غيار السيارات. ومع ذلك، شهدت بعض القطاعات، مثل تذاكر الطيران والفنادق، انخفاضًا في الأسعار، مما عوّض جزئيًا الارتفاع في تكاليف السلع. يُتوقع أن يوفر تقرير أسعار المستهلكين، المقرر صدوره يوم الأربعاء، وبيانات أسعار المنتجين في اليوم التالي، صورة أوضح لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي قبل اجتماعهم في 17 و18 يونيو لمناقشة السياسات النقدية.

وخبراء “بلومبرغ إيكونوميكس” أشاروا إلى أن الانخفاض في أسعار الخدمات قد يخفف من تأثير ارتفاع أسعار السلع، لكن تمرير الرسوم الجمركية لا يزال جزئيًا. في الوقت نفسه، يواجه مجلس الاحتياطي الفيدرالي ضغوطًا من ترمب لخفض أسعار الفائدة بسرعة، لكن رئيسه جيروم باول أكد أن صانعي السياسات سيأخذون الوقت اللازم لتقييم تأثير السياسات التجارية على التضخم وسوق العمل.

وإلى جانب التضخم، تُحلَّل بيانات إعانات البطالة الأسبوعية بعناية للكشف عن أي توترات في سوق العمل. فقد أظهر تقرير حديث ارتفاع طلبات الإعانات إلى أعلى مستوى منذ أكتوبر، بينما أشار تقرير الوظائف إلى نمو معتدل لكنه قوي. هذه البيانات ستكون حاسمة لفهم اتجاهات الاقتصاد الأمريكي في ظل التحديات التجارية والتضخمية الراهنة.