بنهاية تداولات شهر أغسطس تراجع سعر الذهب الى مستوى 2495 دولار للاوقية متخليا بشكل مؤقت عن مستوى المقاومة النفسية القياسية 2500 دولار للاوقية وجائت عمليات بيع سبائك الذهب بعد أن جاءت أحدث مجموعة من بيانات التضخم الأمريكية متوافقة مع التوقعات، لكن سعر الذهب لا يزال فوق مستوى 2500 دولار للاوقية وذلك مع احتمال خفض أسعار الفائدة الامريكية في سبتمبر من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. وحسب منصات شركات تداول الذهب… فعلى الرغم من التراجع، فإن أسعار السبائك تسير على الطريق لتحقيق مكسب بنسبة 3٪ على مدار شهر أغسطس وذلك بعد أن ارتفعت الأسعار إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2531.60 دولارًا قبل أكثر من أسبوع بقليل.
وحسب نتائج المفكرة الاقتصادية… فقد أظهرت البيانات والواردة من وزارة التجارة الامريكية بأن مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي ارتفع بنسبة 0.2٪ الشهر الماضي، وهو ما يتوافق مع توقعات خبراء الاقتصاد. وحسب محللون “تؤكد بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي أن التضخم لم يعد الشاغل الرئيسي لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث حولوا تركيزهم إلى البطالة، وهو ما يزيد من صحة خفض أسعار الفائدة الامريكية المحتمل في سبتمبر”. وعليه “سيكون هذا الأسبوع أكثر تقلبًا حيث ننظر إلى المزيد من أرقام البطالة”.
وبشكل عام فقد رفع المتداولون قليلاً رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة الامريكية بمقدار 25 نقطة أساس من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الشهر المقبل إلى 69٪، مع انخفاض احتمال خفض 50 نقطة أساس إلى 31٪ بعد تقرير التضخم، وفقًا لأداة CME FedWatch.
وعلى الصعيد المادي، اتسعت خصومات الذهب في الهند هذا الأسبوع إلى أعلى مستوياتها في ستة أسابيع حيث أدى انتعاش الأسعار إلى تثبيط المشتريات، في حين فشلت حصص الاستيراد الجديدة في رفع الطلب الصيني. وحسب محللون “متابعو الاتجاه المنهجي هم فعليًا طويلي الأمد. ونعتقد أيضًا أن وضع شنغهاي يقترب من أعلى مستوياته القياسية. وهذا على الرغم من حقيقة أن الطلب الفعلي في الصين كان ضعيفًا إلى حد ما وكذلك التدفقات من صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب الصينية”. و”لذا، نعتقد بشكل عام أن المجموعة الأولى التي ستتراجع قد تخلق في الواقع تأثير كرة الثلج لنشاط البيع اللاحق”.
إلى متى سيستمر ارتفاع سعر الذهب القياسي؟
لم يتمكن مؤشر المعادن النفيسة العالمي MMI (مؤشر المعادن الشهرية) من تحقيق التداولات المستقرة، حيث انخفض بنسبة 0.01% فقط. وكانت قد شهدت أسعار المعادن النفيسة مجموعة من التقلبات في كلا الاتجاهين، مما أبقى المؤشر الإجمالي ثابتًا في اتجاه جانبي. وتستمر أسعار الذهب في الارتفاع بينما انخفضت أسعار المعادن النفيسة الأخرى مثل البلاديوم والفضة. ومع وصول أسعار الذهب إلى مستويات مرتفعة جديدة، بدأ الكثيرون يتساءلون عن مدى ارتفاع الأسعار قبل الانخفاض.
أسعار المعادن النفيسة: البلاديوم
تستمر أسعار البلاديوم في الانخفاض، بعد اتجاه هبوطي طويل الأمد منذ 17 يوليو. على الرغم من أن الأسعار شهدت زخمًا صعوديًا قصيرًا بين 25 يوليو و1 أغسطس، فقد ثبت أن هذه الحركة الصعودية قصيرة الأجل. لعب انخفاض الطلب على البلاديوم في قطاع السيارات دورًا رئيسيًا في انخفاض أسعار المعدن الثمين في عام 2024.
البلاديوم
في الأشهر المقبلة، قد تشهد أسعار البلاديوم ضغوطًا هبوطية بسبب مزيج من مستويات العرض المستقرة والطلب البطيء من قطاع السيارات. وعلاوة على ذلك، فإن استخدام البلاتين بدلاً من البلاديوم في التطبيقات الصناعية قد يضع ضغوطًا إضافية على الأسعار.
أسعار البلاتين تواجه مشاعر هبوطية
وحسب منصات التداول الاليكترونية… فقد انخفضت أسعار البلاتين، جنبًا إلى جنب مع أسعار المعادن الثمينة الأخرى، من شهر إلى آخر، متحولة عن اتجاهها الثابت السابق. وكانت قد أدت المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي وضعف الطلب من صناعة السيارات إلى انخفاض الأسعار. وبالإضافة إلى ذلك، عززت إعادة تدوير البلاتين الإمدادات، مما أضاف المزيد من الضغوط على الأسعار.
وعليه فمن المرجح أن تستمر أسعار البلاتين في مواجهة ضغوط هبوطية في الأشهر المقبلة. ومن المرجح أن تواجه السوق تحديات مستمرة من ضعف الطلب الصناعي وإمكانية حدوث ركود اقتصادي عالمي، مما قد يقلل من الاستهلاك بشكل أكبر. على الرغم من العجز المستمر في العرض والذي قد يقدم بعض الدعم، فإن المشاعر العامة تشير إلى أن الأسعار قد تظل نحو الطرف الأدنى من النطاق الحالي.
أسعار الفضة ترتفع قبل التعثر
وعلى عكس أسعار المعادن الثمينة الأخرى مثل الذهب، شهد سعر الفضة تقلبات كبيرة من شهر إلى آخر، حيث ارتفع لبعض الوقت قبل أن ينخفض مرة أخرى. وفي أوائل يوليو، دفعت ثقة السوق وبعض نقاط البيانات الاقتصادية المشجعة ارتفاع أسعار الفضة. لكن هذا الارتفاع لم يدم طويلاً. بحلول نهاية يوليو، بدأت الأسعار في الانخفاض. وعليه فمن المتوقع أن تشهد أسعار الفضة المزيد من المشاعر الهبوطية في الأمد القريب. ومن المتوقع أن تستمر السوق في مواجهة صعوبات بسبب ضعف الطلب الصناعي والتباطؤ الاقتصادي العالمي المحتمل، على الرغم من المشاعر الصعودية من نقص العرض.
ويقدر المحللون أنه على الرغم من أن أسعار الفضة قد ترتفع إلى حد ما في المستقبل القريب إذا تحسنت الظروف الاقتصادية، فقد تجد صعوبة في الارتفاع إلى مستويات أعلى بكثير.
أسعار المعادن الثمينة: الذهب
من بين جميع أسعار المعادن الثمينة، أثبت سعر الذهب أنه الشاذ من شهر إلى شهر. حيث أرتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في شهري يوليو وأغسطس، مع تقارب التوترات الجيوسياسية وعدم الاستقرار الاقتصادي. وكانت قد دفعت التوقعات بأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة استجابة للتضخم الضعيف وارتفاع معدلات البطالة أسعار الذهب إلى ما يزيد عن 2483 دولارًا للأوقية في يوليو، مسجلة أرقامًا قياسية جديدة.
وفي أوائل شهر أغسطس المنصرم، بلغت أسعار الذهب ذروتها مرة أخرى عند أكثر من 2500 دولار للأوقية، مدفوعة بإحصاءات سوق العمل الأمريكية الأسوأ من المتوقع والمخاوف الجيوسياسية المتصاعدة، وخاصة في الشرق الأوسط. وعليه فإذا قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يتبنى سياسة تيسيرية ويخفض أسعار الفائدة الامريكية خلال ما تبقى من عام 2024، يتوقع المحللون أن تظل أسعار الذهب قوية وقد تصل حتى إلى مستويات مرتفعة جديدة. وتشير المؤشرات الفنية القوية، جنبًا إلى جنب مع عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، إلى أن سعر الذهب سيستمر في جذب المزيد من المستثمرين. ومع ذلك، مع تفاعل الأسواق مع البيانات الوشيكة والأحداث العالمية، فمن المتوقع حدوث بعض الاضطرابات.
التوقعات الفنية الشهرى لاسعار الذهب:
حسب توقعات محللى الذهب اليوم… تراجع سعر الذهب الآن ليتداول عند مستويات قليلة أقل من خط المتوسط المتحرك لمدة 100 ساعة. ونتيجة لذلك، أصبح سعر المعدن الأصفر على وشك الدخول إلى مستويات ذروة البيع لمؤشر القوة النسبية لمدة 14 ساعة. وعلى المدى القريب وحسب الاداء على شارت الساعة، يتداول زوج الذهب/الدولار الأمريكي ضمن تشكيل قناة جانبية. ومع ذلك، تراجع مؤشر القوة النسبية على مدار 14 ساعة مؤخرًا ليقترب من مستويات ذروة البيع للمؤشر. ولذلك، سيستهدف الدببة الأرباح الهبوطية عند حوالي 2473 دولارًا أو أقل عند الدعم 2447 دولارًا للاوقية. ومن ناحية أخرى، سيتطلع الثيران إلى الانقضاض على الأرباح عند حوالي 2527 دولارًا أو أعلى عند 2551 دولارًا للاوقية.
وعلى المدى البعيد وحسب الاداء على الرسم البياني اليومي، يتداول سعر الذهب داخل تشكيل قناة صاعدة. ومع ذلك، تراجع مؤشر القوة النسبية على مدار 14 ساعة مؤخرًا لتجنب الارتفاع إلى مستويات ذروة الشراء. ولذلك، سيتطلع الدببة إلى تمديد التراجع الحالي نحو 2432 دولارًا أو أقل إلى الدعم 2366 دولارًا للاونصة. ومن ناحية أخرى، سيتطلع الثيران إلى الانقضاض على الارتدادات عند حوالي 2569 دولارًا أو أعلى عند المقاومة 2633 دولارًا للاوقية.
هذا الشارت من منصة tradingview
