واصل سعر الدولار الامريكى أنخفاضه مقابل باقى العملات الرئيسية الاخرى وذلك بعد أن أظهر المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى للتضخم الأساسي مكاسب طفيفة في الأسعار، مما يؤكد توجه البنك المركزي الامريكى نحو خفض أسعار الفائدة العام المقبل. وعليه فقد وجد الثيران الفرصة قوية لدفع سعر زوج اليورو دولار EUR/USD صوب المقاومة 1.1040 الاعلى لزوج العملات منذ أربعة أشهر مخترقا مستوى المقاومة النفسية 1.10 الهامة لتحكم الثيران فى الاتجاه.
وحسب أعلان رسمى فقد أرتفع ما يسمى بمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي الامريكى، والذي يستبعد مكونات الغذاء والطاقة المتقلبة، بنسبة 0.1٪ في نوفمبر مقارنة بالشهر السابق، بعد زيادة معدلة بالخفض بنسبة- 0.1٪ في أكتوبر، وفقًا لتقرير صادر عن مكتب التحليل الاقتصادي. وعليه فقد قال بعض المحللون: “ما لم نشهد عودة التضخم للظهور، فإن سوق الدولار الأمريكي قد بدأ”. و”تستمر أرقام اليوم في دعم رواية السوق بشأن المزيد من تخفيضات بنك الاحتياطي الفيدرالي.”
وعلى أثر البيان الاقتصادى فقد أنخفض مؤشر بلومبرج الفوري للدولار الامريكى بما يصل إلى 0.3٪ يوم الجمعة إلى أدنى مستوى له منذ يوليو، مما أدى إلى ضعفه مقابل جميع العملات الرئيسية الاخرى. وكان قد أرتفع سعر الفرنك السويسري إلى أقوى مستوى مقابل العملة الأمريكية منذ 2015، بينما ارتفع اليورو والكرونة النرويجية إلى أعلى مستوياتهما منذ أغسطس. وبشكل عام لقد كانت أشهر قليلة صعبة بالنسبة للدولار، والذي بدأ صعودًا سريعًا في يوليو، ثم عكس مساره في الأسابيع الأخيرة، حيث أظهرت التقارير الاقتصادية تراجع التضخم وتباطؤ أسواق العمل في أكبر اقتصاد في العالم. وواصل سعر الدولار الامريكى خسائره في ديسمبر بعد أن أعطى بنك الاحتياطي الفيدرالي أوضح إشارة حتى الآن على أن حملته القوية لرفع أسعار الفائدة قد انتهت، وتوقع سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة في عام 2024.
وفى نفس السياق فقد أنخفض الطلب على الخيارات التي تستفيد إذا ارتفع سعر الدولار إلى أدنى مستوى منذ يونيو مقابل تلك التي تدفع إذا ضعفت العملة الأمريكية، وفقا لمؤشر انعكاسات المخاطر لمدة عام واحد، مما يشير إلى مزيد من الضعف في العام المقبل. وعليه تتوقع مجموعة جولدمان ساكس أن تنخفض قيمة الدولار الامريكى بنسبة تصل إلى 3% خلال الأشهر الـ 12 المقبلة. ويتناقض هذا التوجه الحذر لبنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى مع صانعي السياسة في البنك المركزي الأوروبي، والذين حذروا المستثمرين من الرهان على تخفيضات وشيكة. وعليه فقد أرتفع سعر اليورو نحو 3% مقابل الدولار هذا العام، مع اتجاه الدولار لتسجيل أول انخفاض سنوي له في ثلاث سنوات.
وفي الوقت نفسه، قفز سعر الفرنك السويسري إلى أعلى مستوى له مقابل الدولار منذ عام 2015، عندما تخلى البنك المركزي السويسري عن سياسته لاحتواء قوة العملة. كما وصل أيضًا إلى أعلى مستوى له منذ تسع سنوات تقريبًا مقابل اليورو، وهو المستوى الذي تم الوصول إليه في وقت سابق من هذا الشهر. وحسب أداء سوق العملات الفوركس يتفوق أداء الفرنك السويسرى على جميع نظرائه من العملات في مجموعة العشرة هذا العام، مدعومًا بوجهة النظر القائلة بأن تفضيل البنك الوطني السويسري لعملة محلية أقوى سيبقيه مرتفعًا.
وعلى جبهة السياسة النقدية الامريكية. قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، باتريك هاركر، في وقت سابق من الأسبوع الماضى بإن البنك المركزي الأمريكي يجب أن يبدأ في خفض أسعار الفائدة – ولكن ليس على الفور. ويرى الاقتصاديون أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيؤجل التخفيضات حتى منتصف عام 2024، على عكس توقعات السوق بأن دورة التيسير ستبدأ قريبًا. وعليه فقد قال محللو بنك سكوتيا: “لقد فشل مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي في التراجع عن رهانات خفض أسعار الفائدة الامريكية في شهر مارس”. و”يتم تسعير الكثير من الأخبار السيئة بالنسبة للدولار الآن، وقد يفتح ذلك الباب للانتعاش في أوائل عام 2024 – ولكن ليس بعد.”
توقعات اليورو دولار هذا الاسبوع:
مام لا شك فيه بأن أختراق المقاومة النفسية 1.1000 هام لسيطرة الثيران على أتجاه زوج العملات اليورو مقابل الدولار EUR/USD ولكن لا بد فى الاخذ بالاعتبار بأن التحرك صوب مستويات المقاومة التالية 1.1065 و 1.1120 ستحرك المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع قوية بالشراء ويمكن حدوث عمليات بيع لجنى الارباح فى أى وقت. خاصة مع موسم العطلات لاعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة والتى يتم فيها أغلاق مراكز العام. وهذا الاسبوع يكاد يخلو من الاصدارات الاقتصادية والاحداث الهامة سواء من منطقة اليورو أو الولايات المتحدة الامريكية وعليه فقد تكون التحركات فى نطاقات ضيقة. وعلى مدار تداولات عام 2023 حاول سعر اليورو دولار EUR/USD التحرك لاعلى ولكن سياسات البنوك المركزية بقيادة تشديد البنك المركزى الامريكى أضعف هذا التوجه. وتوقعات سعر اليورو فى الايام المقبلة سيتوقف على مستقبل تلك السياسات فالتخفيف والاقبال على المخاطرة فى صالح اليورو.
هذا الشارت من منصة tradingview