حسب التداولات الاخيرة يتعرض الجنيه الإسترليني لضغوط بيع جديدة مقابل اليورو وذلك مع تطور أزمة الديون في بريطانيا. وحسب منصات شركات التداول الموثوقة فقد أنخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل اليورو GBP/EUR بمقدار نصف في المائة آخر يوم الخميس، حيث انخفض إلى 1.1920، وهو أدنى مستوى منذ بداية نوفمبر.
هذا الشارت من منصة tradingview
وتأتي الانخفاضات لزوج العملات وسط بيع واسع النطاق للجنيه الإسترليني حيث تتفاعل أسواق الصرف الأجنبي الفوركس مع عمليات بيع كبيرة في ديون الحكومة البريطانية. وكان قد تم بيع سندات الحكومة البريطانية القياسية لأجل عشر سنوات مرة أخرى يوم الخميس، مما أدى إلى ارتفاع عائدها (وهو في الواقع سعر الفائدة الذي تدفعه الحكومة لاقتراض الأموال على مدى عشر سنوات ثابتة). وعند 4.839٪، فإن العائد هو أعلى مستوى له منذ مطلع الألفية. وهذا يعني أن الحكومة يجب أن تجد مليارات أخرى لسداد ديونها ببساطة.
خطط الحكومة البريطانية تؤثر سلبا على الاسترلينى
في عام 2022، تسببت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تروس في انهيار سوق السندات من خلال اقتراح مجموعة من التغييرات في الإنفاق والضرائب والتي أعتقد المستثمرون أنها ستعرض اقتصاد البلاد وماليتها للخطر. ولكن المقترحات لم يتم إقرارها قط، ولم ينهار الاقتصاد قط. وبالمصادفة، أرسلت تروس إلى رئيس الوزراء كير ستارمر تعليمات بالتوقف والكف عن الادعاء بأنها تسببت في انهيار الاقتصاد.
والعكس صحيح الآن: لأن الاقتصاد ينهار فإن سوق السندات تتفاعل بالطريقة التي هي عليها. حيث يقول خبراء الاقتصاد بإن ميزانية الضرائب والاقتراض والإنفاق الكبيرة هي التي تسببت في التباطؤ الذي نجحت في تمريره في أكتوبر.
وكما هو معلوم تغلق العديد من الشركات البريطانية أبوابها في أوائل عام 2025 بسبب الغارة الضريبية التي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الجنيهات الإسترلينية والتي ستضرب في أبريل، في حين تظهر الاستطلاعات تباطؤًا سريعًا في التوظيف وانهيار ثقة الأعمال. وعليه يحذر خبراء الاقتصاد من أن ديناميكيات الديون في بريطانيا تدهورت بأكثر من 10 مليارات جنيه إسترليني منذ الميزانية، مما يعني أن الحكومة ستضطر إلى سن زيادات ضريبية أو تخفيضات في الإنفاق لتلبية قواعدها المالية.
وبشكل عام يهدد أحتمال فرض ضرائب أعلى بدفع النمو الاقتصادي في بريطانيا إلى مزيد من الانحدار، مما يخلق حلقة مفرغة مستمرة للاقتصاد. ومن جانبه يعتقد دويتشه بنك أن نمو الناتج المحلي الإجمالي البريطانى من المرجح أن يتم تعديله إلى أقل من توقعاته المتفائلة بنسبة 2٪ للعام التقويمي الحالي. وسيتم تعديل التضخم إلى أعلى، مما يضيف إلى تكاليف الديون، حيث يتم تسعير جزء كبير من ديون المملكة المتحدة على مؤشر أسعار التجزئة، وهو مقياس للتضخم.
كما من المرجح أن ترتفع توقعات البطالة والصادرة عن مكتب مسؤولية الموازنة، بما يتماشى مع سلسلة من المسوحات الاقتصادية التي تظهر أن الشركات ستفقد وظائفها ردًا على غارة راشيل ريف على ضريبة الأعمال.
نصائح تداول:
مستقبل أداء الجنيه الاسترلينى
بعد السرد بالاعلى يبدو أن الاحتفاظ بالسندات البريطانية والجنيه الإسترليني، في ظل هذه الظروف، غير جذاب بشكل متزايد. وكان قد تمكن الجنيه الإسترليني من التعافي بسرعة إلى حلقة تروس حيث تم إلغاء الخطط بسرعة. والمشكلة التي تواجه ريفز هي أن خططها قد تم تنفيذها، والتأثير الحقيقي لهذه الخطط بدأ للتو في الشعور به. وعلى الرغم من أن الجنيه الإسترليني لم ينخفض بقدر ما انخفض في ظل أزمة تروس، فإن محللي أسواق العملات الفوركس يحذرون من أنه من الصعب أن نرى العملة تستعيد عافيتها لتسجيل الأداء المتفوق الذي سجلته في عامي 2023 و2024.
ولذلك، قد تكون أعلى مستويات الجنيه الإسترليني مقابل اليورو في عام 2024 – عند 1.2150 – وراءنا تمامًا. وعلى أقل تقدير، سيستغرق الأمر شهورًا لاستعادة هذه المستويات.
