بداية أيجابية لمسار أسعار النفط الخام العالمية هذا الاسبوع، مُعززةً مكاسبها التي تحققت الأسبوع الماضي، وذلك مع أستمرار هجمات الطائرات الأوكرانية المُسيّرة على البنية التحتية الروسية للطاقة، لا سيما على محطة بريمورسك النفطية الرئيسية، ثاني أكبر ميناء روسي على بحر البلطيق وأكبر مركز لتصدير النفط في المنطقة. وحسب منصات شركات تداول النفط يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 63.00 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 67.20 دولار للبرميل.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام
الصراع الروسى الاوكرانى يضغط على سوق النفط
وحسب أخر التطورات فقد هاجمت القوات الأوكرانية بريمورسك بطائرات مُسيّرة الأسبوع الماضي، مما تسبب في أضرارٍ بميناء بريمورسك وتعطيل الشحنات في المحطة، والتي تبلغ طاقتها الاستيعابية مليون برميل من النفط الخام يوميًا. وعليه فقد أرتفعت الأسعار فورًا وحافظت على ارتفاعها. وكان قد علق خبراء أسواق السلع على الاحداث بالقول “يشير الهجوم إلى رغبةٍ مُتزايدة في زعزعة استقرار أسواق النفط العالمية، مما قد يُضيف ضغطًا صعوديًا على أسعار النفط”.
وفي غضون ذلك، فقد أستهدف هجوم أوكراني آخر بطائرة مسيرة إحدى أكبر مصافي النفط في روسيا، كيريشينفتيورجسينتيز. ورغم أن الأضرار تبدو طفيفة، إلا أن الهجوم من المرجح أن يُسهم في ارتفاع أسعار النفط أكثر نظرًا لحجم المنشأة. وتستطيع كيريشينفتيورجسينتيز معالجة ما يصل إلى 355 ألف برميل من النفط الخام يوميًا.
وعلى صعيد أخر مؤثر على السوق فقد عزز الرئيس الامريكى ترامب الضغط على الأسعار بتكثيف دعواته للاتحاد الأوروبي لوقف استيراد النفط الروسي. حيث قال ترامب لوسائل الإعلام يوم الأحد، نقلاً عن رويترز: “أوروبا تشتري النفط من روسيا. لا أريدهم أن يشتروا النفط”. وأضاف بالقول: “والعقوبات التي يفرضونها ليست صارمة بما يكفي، وأنا مستعد لفرض عقوبات، لكن سيتعين عليهم تشديد عقوباتهم بما يتناسب مع ما أفعله”.
ويتبع ترامب نهج الضغط على روسيا للموافقة على السلام مع أوكرانيا من خلال الإضرار بإيرادات صادراتها من الطاقة، بما في ذلك من خلال فرض عقوبات ثانوية على مشتري هذه الصادرات.
توقعات فنية لاسعار النفط الخام:
عزيزى القارىء وحسب الاداء الحالى يتداول خام غرب تكساس الوسيط ضمن نموذج مثلث تماسكي مضيق على مدار الأسابيع القليلة الماضية، حيث يختبر السعر حاليًا الحد العلوي لهذا النموذج عند مستوى 63.07 دولارًا للبرميل. ويشير هذا النموذج الضاغط إلى أحتمال حدوث حركة اتجاهية كبيرة وشيكة، حيث تُرجّح المؤشرات الفنية حدوث اختراق صعودي. وتتقارب مقاومة خط الاتجاه الهابط، والتي حدّت من الارتفاعات الأخيرة، الآن مع مستوى دعم أفقي بالقرب من 61.66 دولارًا للبرميل، مما يُشكّل نموذج مثلث تقليدي. وإذا تمكن سعر خام غرب تكساس الوسيط من أختراق الحد العلوي للمثلث بشكل حاسم، فإن هدف الحركة المُقاسة سيتجه نحو منطقة 64.50-65.00 دولارًا للبرميل، والتي تمثل ارتفاع النموذج مضافًا إليه نقطة الاختراق.
وفى نفس الوقت تُقدم ديناميكيات المتوسط المتحرك إشارات متباينة في الوقت الحالي. فبينما يبدو أن المتوسط قصير الأجل مستقر بالقرب من مستويات الأسعار الحالية، يواصل المتوسط المتحرك طويل الأجل اتجاهه الهبوطي، مما يشير إلى أن الزخم الهبوطي الأوسع لم ينعكس تمامًا بعد. ومع ذلك، فإن حركة السعر فوق كلا المؤشرين ستعزز التوقعات الصعودية بشكل كبير.
نصائح تداول:
وتُظهر مؤشرات الزخم أنماطًا إيجابية لاحتمالية الصعود. حيث يحوم مؤشر ستوكاستيك في منطقة محايدة مع وجود مجال للتقدم نحو مستويات ذروة الشراء، مما يشير إلى أن ضغط الشراء قد يزداد دون قلق فوري من إرهاق المضاربين على الارتفاع. وفي الوقت نفسه، ظل مؤشر القوة النسبية يتذبذب بين نطاق 40-60 طوال مرحلة الحياد، مما يشير إلى زخم متوازن بين المشترين والبائعين. وإن استمرار التحرك فوق مستوى 60 سيشير إلى سيطرة الثيران، وقد يُعزز الارتفاع المتوقع.
وعموما يبقى مستوى المقاومة الرئيسي الذي يجب مراقبته هو الحد العلوي للمثلث حول 63.20-63.50 دولارًا للبرميل. وإن اختراقًا واضحًا فوق هذه المنطقة، ويفضل أن يكون مصحوبًا بزيادة في حجم التداول وقراءات قوية للزخم، سيؤكد صحة سيناريو اختراق المثلث الصعودي، ويفتح المجال أمام خام غرب تكساس الوسيط لاستهداف مستويات مقاومة أعلى. وفي المقابل، قد يؤدي الفشل في الوصول إلى مستوى المقاومة الحالي إلى اختبار آخر لدعم المثلث، وربما تمديد مرحلة التوحيد، وربما تمهيد الطريق لاختراق هبوطي واتجاه هبوطي.