خلال جلسة تداول اليوم الجمعة. أنخفضت العقود الآجلة للنفط الخام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 62 دولارًا للبرميل ، موسعة أنخفاضها بنسبة 2٪ في الجلسة السابقة، وذلك تحت ضغط المخاوف بشأن ضعف الطلب الأمريكي وتخمة المعروض. وكان قد تم الاعلان عن أرتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية بشكل غير متوقع بمقدار 3.9 مليون برميل الأسبوع الماضي، متحدية توقعات الانخفاض، بينما توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يزيد المعروض العالمي من النفط بسرعة أكبر مما كان متوقعًا سابقًا مع زيادة أوبك + للإنتاج.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام
وفي المقابل، فقد أبقى تقرير أوبك نفسه، الذي صدر بعد وقت قصير من تقرير وكالة الطاقة الدولية، على توقعات العرض والطلب من خارج أوبك دون تغيير، مشيرًا إلى ثبات الاستهلاك. وفي غضون ذلك، فقد أفادت التقارير أن الولايات المتحدة الامريكية تضغط على حلفائها في مجموعة السبع لفرض رسوم جمركية أعلى على الهند والصين لمشترياتهما من النفط الخام الروسي.
وعلى الرغم من التراجع الأخير، لا تزال أسعار النفط في طريقها لتحقيق مكاسب أسبوعية متواضعة، مدعومة بقوة سابقة مرتبطة بمخاطر العرض وسط التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
أبرز عوامل التأثير على سوق النفط
حسب منصات شركات تداول النفط. كانت أسعار النفط الخام في طريقها إلى إنهاء الأسبوع على انخفاض، حيث عززت أحدث التوقعات بتباطؤ نمو الطلب مناخ التشاؤم بين المتداولين. وجاء هذا التوقع من وكالة الطاقة الدولية، والتي ذكرت في أحدث تقرير شهري لها عن النفط أنها تتوقع نمو الطلب على النفط الخام هذا العام بمقدار 750 ألف برميل يوميًا، “مع مرونة في عمليات التسليم في الاقتصادات المتقدمة تتناقض مع الاستهلاك المنخفض نسبيًا في الاقتصادات الناشئة”.
وأضافت الوكالة بأن نمو الطلب في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية قد فاجأ الجميع في وقت سابق من العام، مضيفًا 80 ألف برميل يوميًا في النصف الأول من عام 2025. ومع ذلك، فقد أضافت وكالة الطاقة الدولية أنها تتوقع الآن انكماش الطلب في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، على الرغم من أنها لم تقدم سببًا لهذا التوقع. وفي غضون ذلك، جددت أوبك توقعاتها لنمو الطلب لهذا العام عند 1.3 مليون برميل يوميًا، مشيرةً إلى أن معظم هذا النمو سيأتي من دول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وتتوقع أوبك أن يشهد الطلب على النفط زيادة قدرها 1.4 مليون برميل يوميًا للعام المقبل، لكن هذا لم يُسهم في رفع أسعار النفط الخام.
وعلى صعيد أخر. يبدو أن متداولين السلع يتساءلون عن المدة التي ستستمر فيها الصين في امتصاص النفط المتاح لملء مخزوناتها، وما إذا كانت موسكو ستُفرض عليها عقوبات إضافية، خاصة بعد أن دعا الرئيس ترامب مجموعة السبع إلى اتخاذ ما يبدو أن الاتحاد الأوروبي مُتردد في اتخاذه، وهو أستخدام الرسوم الجمركية لخفض صادرات روسيا من الطاقة، على أمل أن يدفعها ذلك إلى طاولة المفاوضات بشأن أوكرانيا.
ومن جانبها فقد قامت الصين بتخزين نحو 187 مليون برميل منذ بداية العام، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، وشهد شهر يوليو وحده زيادة قدرها 26.5 مليون برميل لسلسلة من ستة أشهر متتالية من زيادة المخزون. ويبدو أن الكثيرين يعتقدون أن الصين لن تتمكن من مواصلة بناء مخزوناتها بنفس المعدل، مع توخي الحذر إزاء احتمال فرض عقوبات جديدة على النفط الروسي.
تحليل سعر خام غرب تكساس اليوم:
عزيزى القارىء وحسب التداولات الاخيرة. يشهد سعر خام غرب تكساس الوسيط أرتفاعًا مطردًا نحو منطقة محورية مهمة حول مستوى 65.30 دولارًا للبرميل، حيث تحول مستوى الدعم السابق إلى حاجز مقاومة قوي قد يحد من الزخم الصعودي للسلعة. ويُظهر تحرك السعر أقتراب النفط الخام من منطقة المقاومة الحرجة والتي تتزامن مع مستويات الدعم السابقة، مما يخلق إطارًا فنيًا تقليديًا حيث غالبًا ما تصبح المستويات السابقة سقوفًا جديدة. وفى نفس الوقت تكشف ديناميكيات المتوسطات المتحركة عن صورة متباينة، حيث تتقارب خطوط الاتجاه بالقرب من مستويات الأسعار الحالية، مما يشير إلى تردد في تحديد أتجاه السوق. ويضيف قرب هذه المؤشرات الديناميكية من منطقة المقاومة مستوى آخر من الأهمية الفنية، مما قد يعزز ضغط البيع عند هذه المستويات المرتفعة.
وعموما إذا صمدت المقاومة عند 65.30 دولارًا للبرميل، فمن المرجح أن يتراجع خام غرب تكساس الوسيط نحو دعم النطاق السعري قرب 61.66 دولارًا للبرميل، محافظًا على نمط التوحيد الجانبي الذي اتسمت به التداولات الأخيرة. وسيُبقي هذا السيناريو السلعة محصورة ضمن حدودها المحددة، مما يُتيح فرصًا للتداول ضمن نطاق سعري للمتداولين النشطين. وتقترب قراءات مؤشر ستوكاستيك من منطقة ذروة الشراء، مما يعكس إرهاقًا متزايدًا بين المشترين مع اقتراب السعر من نطاق المقاومة العلوي. ويشير وضع المذبذب إلى أستمرار محدودية الزخم الصعودي على المدى القريب، مما يدعم احتمال رفضه عند المستويات الحالية.
وتشير مؤشرات القوة النسبية (RSI) أيضًا إلى ظروف متوترة، حيث يرتفع مذبذب الزخم نحو مستويات سبقت تاريخيًا انخفاضات أسعار النفط الخام.
عزيزى القارىء في الوقت الحالي، يجد سعر خام غرب تكساس الوسيط دعمًا من التوترات الجيوسياسية، إذ قد تُبقي المخاوف من فرض عقوبات على النفط الروسي مخاوف المعروض العالمي قائمة. كما تُفاقم الهجمات الإضافية في الشرق الأوسط من توترات المعروض، على الرغم من أن التزام أوبك+ بزيادة الإنتاج قد يُبقي المكاسب تحت السيطرة.