شهدت أسعار النفط الخام أرتفاعًا أسبوعيًا جديدًا بعد تطبيق رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على الصادرات الهندية إلى الولايات المتحدة يوم الأربعاء، مما أثار شكوكًا حول إمدادات الخام الروسي. وحسب الاداء عبر منصات شركات تداول النفط يستقر سعر خام غرب تكساس حول مستوى 64.00 دولار للبرميل وسعر خام برنت حول مستوى 68.12 دولار للبرميل. وكلاهما منخفضان قليلاً عن إغلاق يوم الخميس مع انتهاء موسم القيادة في الولايات المتحدة وانقضاء ذروة الطلب الموسمي على الوقود.
الرسم البيانى المباشر لسعر النفط الخام
مشتريات الهند من النفط الروسى
وفي الوقت نفسه، دأبت الهند على شراء المزيد من النفط الروسي قبل فرض الرسوم الجمركية الإضافية، ويبدو أن هذا سيستمر. ومن المقرر أن تزيد المصافي الهندية وارداتها بما يتراوح بين 150 ألف و300 ألف برميل يوميًا في سبتمبر، أي بزيادة تتراوح بين 10% و20% مقارنة بكميات أغسطس، وفقًا لما ذكرته رويترز في وقت سابق من هذا الأسبوع، نقلاً عن مصادر في القطاع لم تُسمها.
ومع ذلك، فقد أستفادت أسعار النفط الخام من حالة عدم اليقين التي أحاطت بالقضية في وسائل الإعلام. كما تلقت المؤشرات دعمًا من أحدث سلسلة من الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيرة على البنية التحتية النفطية الروسية، بما في ذلك عدة مصافي. وقد أثرت هذه الهجمات على توافر الوقود، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار العالمية. ومع ذلك، لا تزال التوقعات العالمية الحالية سلبية مع أستمرار أوبك+ في إعادة الإمدادات إلى السوق وتراجع الطلب مع انتهاء فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي. وقد ساهمت هذه العوامل في مواجهة التفاؤل بشأن العقوبات على روسيا.
وحسب رؤية وتوقعات خبراء أسواق السلع: “نتوقع أن يؤدي أرتفاع إمدادات أوبك+ والانخفاض الموسمي في نشاط التكرير العالمي بدءًا من سبتمبر إلى انتعاش مخزونات النفط العالمية في الأشهر المقبلة. ونتوقع انخفاض العقود الآجلة لخام برنت إلى 63 دولارًا للبرميل في الربع الرابع من عام 2025”.
وأشار محللو السلع في بنك ING إلى أن أسعار النفط الخام قد تلقت أيضًا دفعة من تضاؤل احتمالات التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا، مما يعني أن “مخاطر العقوبات والتعريفات الجمركية الثانوية لا تزال تخيم على سوق النفط”.
التحليل الفنى لسعر النفط الخام:
عزيزى القارىء يبدو أن سعر خام غرب تكساس الوسيط يتشكل لديه نموذج رأس وكتفين مقلوب محتمل على المدى القصير، مما يشير إلى أحتمال حدوث أنعكاس في الاتجاه الهبوطي الأخير. وكان قد تشكل الكتف الأيسر في أوائل أغسطس تقريبًا بالقرب من 68.00 دولارًا للبرميل، تلاه أنخفاض أعمق ليشكل الرأس عند حوالي 61.50 دولارًا للبرميل في منتصف أغسطس، والآن يتشكل الكتف الأيمن بالقرب من المستويات الحالية عند حوالي 64.20 دولارًا للبرميل. وبشكل عام. يؤكد أختراقٌ مستمرٌّ لمستوى مقاومة خط العنق عند حوالي 64.20 دولارًا للبرميل هذا النمط الانعكاسي الصعودي، وقد يُحفّز ارتفاعًا بنفس حجم ارتفاع النموذج، مُستهدفًا في البداية منطقة 67.00-68.00 دولارًا للبرميل. ويختبر السعر حاليًا مستوى خط العنق هذا، لذا قد يحدث تراجعٌ قبل أكتساب المزيد من الزخم الصعودي.
ومن منظور المتوسط المتحرك، يتقارب كلٌّ من المتوسط المتحرك البسيط 100 والمتوسط المتحرك البسيط 200 بالقرب من حركة السعر الحالية، مما يُشكّل نقطة انعطاف ديناميكية. وسيعزز الاختراق الحاسم فوق هذه المؤشرات فرضية الصعود، في حين أن الفشل في الحفاظ على المكاسب قد يُؤجّج ضغوط البيع المُتجدّدة. وفى نفس الوقت يرتفع مُذبذب ستوكاستيك من منطقة ذروة البيع، مُشيرًا إلى أن المُشترين بدأوا بأستعادة السيطرة بعد الانخفاض الأخير. وهناك مجالٌ كبيرٌ للمذبذب للتقدم قبل الوصول إلى مستويات ذروة الشراء، مما يُشير إلى احتمال تزايد الزخم الصعودي.
كما يتجه مؤشر القوة النسبية (RSI) نحو الارتفاع من المنطقة المحايدة، مما يدعم احتمالية ظهور ضغط صعودي ناشئ طالما استمر في مساره الصعودي.
وبشكل عام. قد تستفيد أسواق الطاقة من أنماط الطلب الموسمية مع تكثيف المصافي لعملياتها، وتوفر التوترات الجيوسياسية خلفية داعمة لأسعار النفط الخام. وفي وقت سابق من الأسبوع، سجل معهد البترول الأمريكي انخفاضًا بأقل من المتوقع في المخزونات، بينما أظهر تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) انخفاضًا أكبر من المتوقع، مما يشير إلى استدامة الطلب. ويبدو أن التوترات الجيوسياسية من روسيا تؤثر على اتجاه النفط الخام أيضًا، حيث أن انخفاض احتمالية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو تحقيق تقدم في محادثات السلام يُبقي المخاوف بشأن الإمدادات العالمية قائمة.