شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تباينًا ملحوظًا في الأداء وسط ترقب المستثمرين لقرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة، بالإضافة إلى تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بين إسرائيل وإيران. في جلسة 18 يونيو، افتتح مؤشر داو جونز الصناعي تعاملاته بارتفاع بلغ حوالي 73.93 نقطة، ووجود تفاؤل نسبي قبل صدور قرار الفيدرالي، حيث صعد المؤشر إلى مستوى 42,236 نقطة تقريبًا. وبالرغم من هذا الارتفاع الافتتاحي، وعبر منصات شركات تداول الاسهم فقد أغلق المؤشر على تراجع طفيف بنحو 44 نقطة أو ما يعادل 0.1%، متأثرًا بإشارات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التي أظهرت حذرًا تجاه تأثير الرسوم الجمركية على التضخم، مما دفع المستثمرين إلى التردد في اتخاذ مواقف قوية.
وأما مؤشر S&P 500 فقد شهد تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.03% في جلسة 18 يونيو، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنحو 1%، مما يعكس أداءً متباينًا بين القطاعات، حيث قادت أسهم التكنولوجيا المكاسب، في حين تراجع قطاع الرعاية الصحية بنسبة 0.4%. ومن ناحية أخرى، شهدت أسهم شركات كبرى مثل آبل وإنفيديا ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.48% و0.94% على التوالي، بينما انخفض سهم أمازون بنسبة 1.07%، مما يعكس تباينًا في أداء الأسهم الفردية ضمن المؤشرات الرئيسية.
وكان قد تأثر أداء السوق أيضًا بتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، حيث أدى تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حالة من القلق بين المستثمرين، خاصة مع تحركات عسكرية أمريكية لتعزيز القدرات الدفاعية في المنطقة، وتصريحات الرئيس الأمريكي التي تضمنت تهديدات مباشرة للمرشد الإيراني، ما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية.
وقد يؤدي التصعيد الجيوسياسي أضاف ضغطًا على السوق، لكنه لم يمنع المؤشرات من تسجيل بعض المكاسب الطفيفة، في ظل توقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأ خفض أسعار الفائدة لاحقًا هذا العام.
وكان قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى في 18 يونيو كان تثبيتًا لمعدلات الفائدة بين 4.25% و4.5%، وهو ما كان متوقعًا، لكن البنك المركزي أشار إلى احتمالية خفض الفائدة خلال العام مع تحذير من مخاطر الركود التضخمي، حيث خفض توقعات النمو الاقتصادي لعام 2025 إلى 1.4% ورفع توقعات التضخم الأساسي إلى 3.1%، مما يعكس تحديات اقتصادية مستمرة تواجه الولايات المتحدة. وهذا المزيج من الثبات الحذر في السياسة النقدية والتوترات الجيوسياسية أدى إلى تذبذب في الأسواق، مع ميل المستثمرين إلى الانتظار لمزيد من الوضوح في الأشهر القادمة.