يبدو أن الجنيه الإسترليني يحظى بدعم أفضل مقابل الدولار الأمريكي. فهل هذا صحيح ؟
حسب تداولات أسواق العملات الفوركس فبعد أن وصل سعر الاسترلينى دولار إلى المقاومة 1.3750 في بداية يوليو، تراجع سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD) منذ ذلك الحين، ليعود إلى أدنى مستوى له عند 1.3364، والذي سجله يوم الأربعاء الماضي. ثم تعافى ليقترب من مستوى 1.34، مؤكدًا توقعاتنا السابقة للأسبوع القادم التي أشارت إلى احتمال حدوث تحسن طفيف.
الرسم البيانى المباشر لزوج الاسترلينى مقابل الدولار
حسب التوقعات الفنية والتى كانت صحيحة بشكل عام، ولهذا السبب سنحتفظ بالملاحظات التوضيحية لإصدار هذا الأسبوع. فالاستنتاجات الرئيسية هي أن مؤشر القوة النسبية قد عاد للارتفاع، مما يشير إلى أن موجة البيع التي شهدناها في يوليو قد فقدت زخمها الأساسي، وبالتالي يمكن توقع مرحلة أكثر استقرارًا. وعليه فمن المحتمل أن يشهد زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي GBP/USD مزيدًا من الارتفاع، لكننا في فترة من المرجح أن يتجه فيها المتداولون نحو البيع، وفي النهاية يتلاشى هذا الزخم. ومؤخرا شهد الجنيه الإسترليني تصحيحًا صعوديًا مقابل اليورو والدولار الامريكى وبعض العملات الرئيسية الأخرى خلال النصف الثاني من الأسبوع الماضي، حيث تلاشت موجة البيع التي شهدتها الأسواق في يوليو نتيجةً للإرهاق أكثر من أي شيء آخر.
نصائح تداول:
وحسب الاداء على الرسم البيانى للاطار الزمنى اليومى يوجد دعم عند مستوى 1.3364، وهو أدنى مستوى للأسبوع الماضي، ولكنه يمثل خطًا فاصلًا لفترات ضعف وقوة سابقة امتدت إلى أبريل (وهو خط دعم ومقاومة في آنٍ واحد). وفى نفس الوقت سيكون الدعم 1.33 الاهم لتحرك المؤشرات الفنية صوب مستويات تشبع قوية بالبيع. وعموما قد يتراجع بيع زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي من هنا، حيث يبدو أن الأسواق المالية قد أكملت إعادة تسعير توقعاتها لمزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من بنك إنجلترا، نظرًا لتباطؤ الاقتصاد المحلي. وكانت قد وصلت عملية إعادة التسعير هذه إلى مستوى مرتفع في سوق الصرف الأسبوع الماضي، حيث توقع المستثمرون إجراء ما يصل إلى ثلاثة تخفيضات إضافية خلال الفترة المتبقية من العام.
ومع ذلك، تشير قراءة التضخم المرتفعة وبيانات الأجور التي فاقت التوقعات إلى أن إجراء ثلاثة تخفيضات أخرى سيكون أمرًا مبالغًا فيه، إذ من الواضح أن البنك سيخاطر بتحفيز التضخم إذا سارت الأمور بسرعة كبيرة. وعليه فقد ساهمت زيادة الرهانات على التخفيضات في ضعف زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي مؤخرًا، وسيدعم إتمام عملية إعادة التسعير هذه الجنيه الإسترليني.
عوامل التأثير على الجنيه الاسترلينى
تستعد الأسواق المالية لتخفيضين إضافيين، وهو ما يبدو كافيًا بالنظر إلى أن أي تخفيض إضافي قد يؤدي إلى زيادة التضخم المحلي، وهو أمر يرغب بنك إنجلترا في تجنبه. وفى نفس الوقت ستركز أسواق العملات الأجنبية الفوركس على صدور مؤشر مديري المشتريات المركب في بريطانيا، والمقرر صدوره يوم الخميس، والذي من المفترض أن يعطي لمحة عامة عن النشاط الاقتصادي في يوليو.
وحسب نتائج المفكرة الاقتصادية فقد أرتفع مؤشر مديري المشتريات للشهر الثاني على التوالي في يونيو، من 50.3 في مايو إلى 52.0، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ سبتمبر الماضي. ويُشير هذا إلى تسارع في نشاط القطاع الخاص البريطاني بنهاية الربع الثاني، والذي إذا تكرر قد يدعم الجنيه الإسترليني أكثر قرب هذه المستويات.
وفى المقابل يتميز التقويم الاقتصادي الأمريكي بفتور نسبي هذا الأسبوع، مما يعني أن الأسواق المالية ستركز على عناوين التجارة، حيث تتسابق عدد من الدول للوفاء بالموعد النهائي الأمريكي في الأول من أغسطس، وهو الموعد الذي يريد الرئيس دونالد ترامب فيه إنهاء قضية التجارة. وفى هذا الصدد يحتاج الاتحاد الأوروبي واليابان إلى إبرام صفقات، على الرغم من أن السوق لا يُظهر قلقًا كبيرًا بشأن المواعيد النهائية الوشيكة مؤخرًا. وفي الواقع، يبدو أن الدولار الامريكى يفقد حساسيته تجاه عناوين التجارة، مما يعني أننا قد لا نستفيد كثيرًا من هذا السرد.