شهدت سوق الأسهم السعودية خلال الأسبوع المنتهي في 11 سبتمبر 2025 أداءً ضعيفاً اتسم بالتراجع الجماعي وفقدان مستويات دعم مهمة، حيث أغلق المؤشر العام تاسي عند 10,453 نقطة منخفضاً 0.43% في آخر جلسة، مسجلاً أدنى إغلاق له منذ 23 شهراً. وبذلك يكون المؤشر قد خسر أكثر من 1,500 نقطة منذ بداية العام، أي ما يعادل نحو 13% من قيمته مقارنة بإغلاق 2024، في ظل استمرار الضغوط على السيولة والأسهم القيادية.
وحسب منصات شركات تداول الاسهم وفي جلسة الاثنين 8 سبتمبر، أغلق تاسي متراجعاً بنسبة 0.9% عند 10,497 نقطة وسط سيولة ضعيفة بلغت 4.06 مليار ريال. وشهدت الجلسة انخفاض أسهم 198 شركة مقابل ارتفاع 55 فقط. في حين أنهى السوق الموازية (نمو) تعاملاته متراجعاً 0.7% عند 25,345 نقطة.
والتراجع أستمر يوم الخميس، حيث هبط المؤشر العام 44.98 نقطة ليغلق عند 10,453 نقطة مع انخفاض قيم التداول إلى 3.55 مليار ريال وتراجع الكميات إلى 192.57 مليون سهم. وتراجعت أسهم 190 شركة مقابل ارتفاع 57 فقط، بينما بقيت 21 شركة دون تغيير. في المقابل، تصدر سهم ثمار قائمة الرابحين بارتفاع 5.84%، إلى جانب مكاسب ملحوظة لأسهم إيان وريدان وبترورابغ وبنك البلاد. أما على جانب الخاسرين، فتصدر سهم الماجدية التراجعات بهبوط 8.17% وسط تداولات نشطة قاربت 220 مليون ريال، فيما تراجعت أسهم الرياض للتعمير بنسبة 5.23% والوطنية للرعاية الطبية 4.23% والشرق الأوسط للرعاية الصحية 4.38%.
الضغوط طالت أيضاً الأسهم فى السوق السعودى القيادية، حيث انخفض سهم سابك بنسبة 1% إلى 59 ريالاً، وتراجعت أسهم أكوا باور ودار الأركان وجبل عمر وأسمنت اليمامة بنسب تراوحت بين 1% و4%. هذا الأداء أضعف قدرة السوق على العودة فوق مستويات الدعم النفسية 10,600 نقطة.
ومن الناحية القطاعية، جاءت الخسائر أكثر وضوحاً في قطاعات الزراعة والصناعات الغذائية والتأمين والإعلام والإعلانات، ما وضعها ضمن الأكثر ضغطاً على المؤشر. في المقابل، استفاد قطاع الطاقة والبتروكيماويات جزئياً من مكاسب محدودة لأسهم بترورابغ وبعض شركات الخدمات.
وفى نفس الوقت العوامل الخارجية كان لها تأثير مباشر، إذ تزامن تراجع السوق السعودي مع انخفاض أسعار النفط بعد إعلان “أوبك+” التمسك بزيادة طفيفة في الإنتاج ابتداءً من أكتوبر، حيث استقر خام برنت قرب 66.2 دولار للبرميل وغرب تكساس حول 62.4 دولار. ضعف أسعار النفط زاد من الضغوط على السوق السعودية باعتبارها الأكثر ارتباطاً بأداء الخام بين أسواق المنطقة.
وإجمالاً، يظهر أن السوق السعودية تمر بمرحلة هشة، حيث يبقى المؤشر تحت ضغط السيولة المنخفضة والأداء الضعيف للأسهم القيادية، مع بقاء مستويات الدعم عند 10,400 نقطة تحت المراقبة. وفي المقابل، فإن أي صعود فوق 10,600 نقطة قد يفتح المجال لمحاولة ارتداد، غير أن هذا السيناريو يبقى رهناً بعودة أسعار النفط وصدور نتائج شركات توفر محفزات جديدة للمتداولين.