يتداول اليورو دولار أمريكى الان حول مستوى 1.1630 وقت كتابة التحليل بعدما فشل مؤخرا فى الارتداد لاعلى ولم تتعدى مكاسبه مستوى المقاومة 1.1736 وسط ضعف المعنويات تجاه اليورو بسبب القلق السياسى الاوروبى. ولكن متداولى العملات الفوركس يتساءلون عن مستقبل اليورو دولار فى حال تم حل النزاع العسكرى بين روسيا وأوكرانيا. هل سيرتفع أم يظل سعر اليورو بدون تحرك يذكر؟
الرسم البيانى المباشر لزوج اليورو دولار
توقعات صعود اليورو دولار
وفى هذا الصدد يُشير بنك SEB إلى أن تداول اليورو قد يرتفع بنسبة تصل إلى 7.5% مقابل الدولار الامريكى في حال التوصل إلى اتفاق سلام موثوق بين روسيا وأوكرانيا. ويُجادل عملاق الإقراض الاسكندنافي بأن هذا الإنجاز سيُحدث “تغييرًا جذريًا في ديناميكيات النمو والتضخم في أوروبا” من خلال تعزيز القدرة الشرائية للأسر وإنعاش قطاع التصنيع. وذكر بنك SEB في مذكرة بحثية بعنوان “الاقتصاد الكلي ومؤشر أسعار المستهلك في أوروبا” أن “ارتفاع سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي EUR/USD سيُعزى في المقام الأول إلى الأسهم، مع دعم طفيف من الطاقة وتعزز أسعار الفائدة بمرور الوقت”.
ويتوقع المحللون ارتفاع سعر اليورو إلى ما بين 1.19 و1.25 دولار امريكى عقب الاتفاق، مما يعني زيادة بنسبة 2% إلى 7.5% عن مستوياته الحالية.
عوامل أرتفاع اليورو دولار المتوقع
وكان قد سلط بنك SEB الضوء على ثلاثة عوامل وراء الارتفاع المحتمل: تفوق أداء الأسهم الأوروبية، وأنخفاض أسعار الطاقة، وتضييق فروق أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة وأوروبا. ويضيف بنك SEB: “من شأن أتفاق سلام في أوكرانيا أن يُسهم في استقرار شروط التجارة الأوروبية، ويُطلق العنان لأداء متفوق للأسهم، وفي نهاية المطاف يُقلص فروق أسعار الفائدة مقابل الولايات المتحدة”.
وفى نفس الوقت يحذر البحث من أن انخفاض أسعار الغاز الطبيعى والنفط الخام سيكون بطيئًا سياسيًا، مما يعني أن الأسهم هي المحرك الأكثر ترجيحًا على المدى القريب. ويضيف البنك فى توقعاته: “إن ارتفاعًا معاكسًا بنحو 10% لصالح مؤشر STOXX600 مقابل مؤشر S&P500 لا يبدو لنا غير معقول في حال التوصل إلى أتفاق سلام”. ويشير البنك أيضًا إلى حالة “التفاؤل الأوروبي” والتي سادت في يناير، عندما تفوق مؤشر STOXX600 بنسبة 14% على الأسهم الأمريكية، مما دفع زوج اليورو/الدولار الأمريكي للارتفاع، كإطار عمل مماثل.
وفى نفس الوقت فمن المتوقع أن يرتفع الجنيه الإسترليني بشكل أقل حدة في ظل سيناريو السلام، نظرًا لارتباط اليورو أرتباطًا مباشرًا بتحولات أسعار الطاقة الأوروبية ومعنويات المخاطرة الإقليمية. وخلال صدمة الغزو في عام 2022، وحسب منصات شركات التداول الموثوقة فقد أنخفض كلا من اليورو والجنيه الإسترليني بنسبة 1-2% مقابل الدولار الامريكى، بينما أرتفعت عملات مصدري السلع الأساسية مثل الكرونة النرويجية والدولار الأسترالي والدولار الكندي.
ويضيف بنك SEB فإن أتفاق السلام من المرجح أن يعكس هذا النمط، مع ارتفاع العملات الأوروبية، بما في ذلك اليورو والجنيه الإسترليني والكرونة السويدية وCE3 (الفورنت المجري والزلوتي البولندي والكرونة التشيكية)، بينما قد يكون أداء المصدرين ضعيفًا.
وأشار البنك إلى أن “العملات الأوروبية، وخاصةً CE3 والكرونة السويدية، سترتفع بشكل حاد مقابل الدولار الأمريكي، بينما سيتراجع أداء مصدري السلع الأساسية”. ويضيف المحللون أن تضييق فروق أسعار الفائدة قد يعزز قوة اليورو في مراحل لاحقة، على غرار الضغط بمقدار 50 نقطة أساس الذي رافق التحفيز المالي لألمانيا في وقت سابق من هذا العام. ويحذرون من أن حساسية السوق لأسعار الفائدة قد تتفاوت، حيث تقود الأصول الخطرة المكاسب الأولية، ثم تتولى فروق الأسعار زمام الأمور لاحقًا. ويخلص التقرير إلى أنه من المرجح أن يرتفع زوج اليورو/الدولار الأمريكي EUR/USD بنحو 5% في السيناريو المتوسط، مع اتفاق سلام موثوق في أوكرانيا يُمهّد “لمرحلة جديدة من التفاؤل الأوروبي”.