تحليل سعر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار: مع تحول احتمالات الرهان، وتوقعات بمكاسب أكبر

فى بداية تداولات هذا الاسبوع أرتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الامريكى GBP/USD الى 1.2998 قبل أن يستقر حول مستوى 1.2950 وقت كتابة التحليل وذلك مع تفاعل الأسواق المالية مع ارتفاع احتمالات فوز كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية اليوم الثلاثاء. وتبلغ احتمالات فوز ترامب في مجمل سوق الرهانات الآن حوالي 57٪، وهو أقل من علامة المد العالي والبالغة 65٪ التي شوهدت في 30 أكتوبر.

وبشكل عام يتتبع الدولار الامريكى هذه الاحتمالات عن كثب، حيث يرتفع عندما ترتفع احتمالات فوز ترامب وينخفض عندما تتراجع احتمالاته. ويتحدث هذا عن مزيج السياسة الداعمة للدولار الذي اقترحه ترامب، والذي سيشمل التعريفات الجمركية التضخمية على الواردات. وكانت العديد من استطلاعات الرأي الجديدة التي صدرت خلال عطلة نهاية الأسبوع أكثر ملاءمة لكامالا هاريس، حتى أن أحدها اقترح أنها ستسجل فوزًا مفاجئًا في ولاية أيوا.

وعليه فإن التراجع في احتمالات سوق الرهان لصالح ترامب من شأنه أن يعكس بشكل أفضل حالة عدم اليقين في استطلاعات الرأي، حيث لا يزال هامش الخطأ يشير إلى تعادل 50/50 للنتيجة. وحسب محللون”تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن هاريس أكتسبت شعبية في الولايات المتأرجحة في نفس الوقت الذي استمرت فيه احتمالات فوز ترامب في أسواق المراهنات في الانخفاض. ولا يزال المستثمرون في بولي ماركت وكالشي يرون الرئيس السابق في الصدارة. ومع ذلك، فإن Predictit الآن يجعل هاريس يفوز بالمسابقة بفارق ضئيل،”.

وعموما. قد نحصل على نتيجة بحلول يوم الأربعاء، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يعزز فوز ترامب الدولار الامريكى، في حين أن فوز هاريس سيكون له التأثير المعاكس. ويعتقد بعض المحللين أن فوز هاريس قد يؤدي إلى عودة سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار إلى المقاومة 1.33. وحسب توقعات كريدي أجريكول بنك “قد يتراجع زوج اليورو دولار EUR/USD والاسترلينى دولار أمريكى GBP/USD إلى أدنى مستوياتهما في الربع الأول من عام 2024 أو يتجهان إلى الانخفاض استجابة لفوز ترامب مصحوبًا بـ”موجة حمراء” في الكونجرس الأمريكي. وعلى النقيض من ذلك، قد يقتصر أرتفاعهما على 1.10 و1.33 في حالة فوز هاريس وانقسام الكونجرس الأمريكي”.

ومن جانبهم يقول المحللون في TD Securities بإن رئاسة ترامب الثانية من شأنها أن تبدأ ارتفاعًا كبيرًا للدولار الأمريكي. وإن هذا من شأنه أن يعيد إحياء ذكريات استثنائية الولايات المتحدة، التي تدعمها التعريفات الجمركية، وتخفيضات الضرائب (على الموجة الحمراء)، وإلغاء القيود التنظيمية والتأثيرات السلبية على آفاق النمو العالمي. وعليه فإن رئاسة هاريس تجلب بعض الضعف للدولار الأمريكي مع تفكك علاوة المخاطر التي فرضها ترامب مع تفاقم الموجة الزرقاء لانخفاض الدولار الأمريكي.

وبالنسبة للجنيه الإسترليني، فإن الحدث الأبرز محليًا هذا الأسبوع هو قرار بنك إنجلترا يوم الخميس، حيث من المتوقع خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. ولقد كان الخفض “في سعر” الجنيه الإسترليني لفترة طويلة ومن غير المرجح أن يؤثر على السوق. ومع ذلك، فإن التوجيه المتعلق بإمكانية خفض آخر في ديسمبر سيكون مهمًا.

وإذا مال البنك المركزى البريطانى نحو خفض ثانٍ على التوالي، فإن سعر الجنيه الإسترليني مقابل اليورو سوف يتعرض لضغوط. ومع ذلك، خفضت ميزانية الأسبوع الماضي احتمالات خفض أسعار الفائدة في ديسمبر، والآن يسعر السوق وتيرة ربع سنوية لدورة خفض أسعار الفائدة في المملكة المتحدة، وهو ما يدعم التوقعات نسبيًا. وعليه فمن المتوقع أن يتفاعل الجنيه الإسترليني بشكل أكثر وضوحًا مع أي توجيهات مستقبلية ضمنية. ولقد انقطع الارتباط بين العائد على العملات الأجنبية والجنيه الإسترليني منذ الميزانية ولم تساعد العائدات المرتفعة الجنيه الإسترليني. ولكن من المتوقع أن يؤدي النمو والتضخم المرتفعان إلى انخفاض ميل بنك إنجلترا إلى سياسة تيسيرية ودعم العملة.

ولكن الفرصة المتاحة أمام البنك لخفض أسعار الفائدة البريطانية بعد ميزانية الأسبوع الماضي، حيث أعلنت الحكومة عن زيادة كبيرة في الإنفاق والتي يقول المحللون إنها قد تعطي “اندفاعًا قويًا” للاقتصاد في العام المقبل. حيث إن التوسع المالي تضخمي بطبيعته، مما يعني أن البنك سوف يضطر إلى الاستجابة من خلال الحفاظ على أسعار الفائدة عند مستويات أعلى لفترة أطول. والواقع أن مكتب مسؤولية الميزانية رفع توقعاته للنمو والتضخم في الأمد القريب بعد الميزانية وسوف نراقب نفس الشيء في بنك إنجلترا.

وعليه فإن أي ترقيات للتضخم والنمو من شأنها أن تشكل إشارة قوية إلى أن بنك إنجلترا يعترف بأنه سوف يضطر إلى الحفاظ على سياسة نقدية أكثر صرامة. وهذا من شأنه أن يدعم الجنيه الإسترليني. وسيكون الخطر الأكبر الذي يهدد الجنيه الإسترليني يتمثل في سيناريو يخفض فيه البنك أسعار الفائدة ويتجه نحو خفض آخر في أسعار الفائدة في وقت مبكر من ديسمبر/كانون الأول.

هذا الشارت من منصة tradingview