ما هو موقف الشريعة من التداول في العملات؟

سوق الفوركس هو سوق يعتمد بشكل أساسي على العرض والطلب على العملات، يعتبر اليوم من أكثر أسواق العملات الأجنبية تداولاً في العالم، حيث يتجاوز حجم المعاملات اليومية 5 تريليون دولار. يوجد في سوق الفوركس أهم الكيانات المالية التي تتعامل مع شخصيات كبيرة، إلى الأشخاص الذين ينفذون معاملات بمبالغ صغيرة من الدولارات، يتم تحويل إحدى العملات إلى أخرى في سوق الصرف الأجنبي ” الفوركس”.

يتغير سعر العملة حسب الطلب على سبيل المثال لدى كل من السائحين والشركات والحكومات احتياجات مختلفة للعملات الأجنبية (بالنسبة للحكومات يكون الطلب مدفوع عادة بالاقتصاد العام والوضع السياسي)، لذلك يذهبون إلى أسواق الصرف الأجنبي أو البنوك لتحويل عملتهم المحلية إلى نوع المال الذي يحتاجون إليه. عادة ما يتم تسعير قيمة العملة بالنسبة إلى قيمة العملة الأخرى كمثال الدولار يساوي 1.249 دولار أما قيمة كل عملة فتختلف حسب الطلب المرتبط بالعملات الأخرى أي كلما ارتفع الطلب ارتفع سعرها والعكس صحيح.

موقف الإسلام من التداول في فوركس

مع انتشار شركات الوساطة في الفوركس وتداولات العملات مع انتشار شبكة الانترنت في العالم العربي والاسلامي سعت الكثير من الجهات المؤسسية والأفراد لبيان موقف شرعي محدد في هذا النوع من التداولات ورغم تباين الفتاوي من مختلف الجهات المتخصصة ما بين محرم لتداول العملات والمحلل لها، الا إنه ينبغي ملاحظة أن الفتوى تختلف بإختلاف السؤال ومدى المام الجهه المصدرة للفتاوى بالتفاصيل الدقيقة والفنية لعمية التداول لما تتضمنه من بعض المفاهيم المعقدة للغاية التي يجب معالجتها.

أغلب الفتاوى تحلل التداول في وسق العملات الأجنبية – الفوركس- بتوافر شروط محددة. على سبيل المثال اشترطت كافة الفتاوى توفير حسابات إسلامية حيث حرم التعامل في حسابات تضيف فوائد التبيت (السواب). كما حرمت الفتاوى من تداول المعادن مثل الذهب والفضة من خلال منصات التداول.

ما هو حساب فوركس الإسلامي؟

الربا حرام في الإسلام وهي تتم عند تحصيل فائدة من المشتري بشروط مختلفة. وبالتالي فإن امتلاك حساب فوركس عادي (يتم احتساب فوائد تبيت يومية) سيكون حرامًا لأي شخص على العكس من ذلك، فإن حساب فوركس إسلامي مشابه لحساب تداول التداول عادي، لكنه لا يحتوي على رسوم فائدة تبيت بعباره أبسط هو حساب خالي من الفوائد. في الوقت الحالي تعمل معظم شركات الوساطة على توفير الحسابات الاسلامية لمواطني الشرق الاوسط والدول الاسلامية.

النظرية والتطبيق لتداولات فوركس الإسلامية

بالنسبة للمتداول العادي فالهدف من تداول الفوركس هو الاستفادة من التغيرات في قيمة عملة ما مقارنة بعملة أخرى. يمكنك تحقيق ربح بشراء عملة ثم بيعها بسعر أعلى، أو ببيعها أولاً ثم شرائها مرة أخرى بسعر أقل. وعن طريق سوق الفوركس يمكن إجراء عمليات التداول بالعملات الرئيسية في العالم وبطريقة لامركزية.  إذا وبشكل نظري يمكن اعتبار التداول في سوق العملات تجارة عادية يمكن أدرجها ضمن أنواع التداولات المذكورة في الحديث التالي:

روي عن عبادة أبن الصامت (رضي الله عنه) أنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح، مثلا بمثل، سواء بسواء، يدا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد“ (صحيح مسلم 1587)

هل تداولات فوركس حلال أم حرام؟

في البداية ننوه أن الاجابه على هذا السؤال سوف نستعرضه من قبل الجهات المتخصصة وقبل استعراض الإجابات ننقل أبرز النقاط الخلافية في حول السؤال، حيث كانت أبرز النقاط التي استندت اليها فتاوى تحريم الفوركس مستندة على اسس ثلاثة: التعاملات الربوية والمخاطرة او المقامرة. وبالتالي يمكن تحيد بعض أسباب تحريم التداول في الفوركس إذا كنت كمتداول تعتبر تداول الفوركس كعمل تجاري تحسب فيه أخطار الاستثمار مع توقعات المخاطر / المكافآت المناسبة. لا تتعامل مع التداول على أنه مقامرة، ولا تتداول بحسابات الفائدة، وتأكد من أنك لا تنتهك أي قوانين دينية إسلامية.

يجب التعامل مع تداول الفوركس كعمل تجاري. إذا كنت تبدأ مشروعًا تجاريًا، فباعتبارك رائد أعمال، فسوف تخاطر باستثمارك على أمل أو ربما توقع جني الأموال لاحقًا. بشكل أساسي، إذا حدث خطأ ما (في حالة الشركات الناشئة 90٪ من الأعمال التجارية الجديدة) فسوف تخسر أموالك ويفشل عملك. خلال عملك في أي نشاط تنجاري عادي فانت تتبع اصول التجارة المتعارف عليها ولا تتبع المقامرة المحرمة شرعًا وبالتالي بصفتك متداول فوركس، يجب أن يكون لديك سبب لاتخاذ إجراء في السوق (بيع أو شراء)؛ يمكنك تحليل السوق بشكل فني أو اساسي كذلك لا يمكنك التجارة من أجل الإثارة. التعامل مع السوق على أنه عمل حقيقي، والتجارة من أجل الدخل المحتمل وكسب العيش؛ في عقليتك كتاجر في اي نوع من انواع التجارة يجب عليك امتلاك عقلية لحماية حقوق الملكية الخاصة بك؛ وأن تتعلم من خسائرك.