كثيرا ما نوهت على أمكانية حدوث عمليات بيع لجنى الارباح لاسعار الذهب بعدما أختبرت أعلى مستوياتها على الاطلاق وصولا الى مستوى المقاومة 2957 دولار للاوقية هذا الاسبوع. خسائره جراء عمليات البيع الفنية لجنى الارباح طالت مستوى الدعم 2888 دولار للاوقية قبل أن يعود سريعا للاستقرار حول مستوى 2913 دولار للاوقية وقت كتابة التحليل. ورغم عمليات البيع لا يزال سوق الذهب مدعوما من أستمرار رسوم ترامب الجمركية والتى تعزز أقبال المستثمرين على الشراء للذهب كملآذ أمن.
شارت سعر الذهب GOLD
أسباب تراجع أسعار الذهب
تزامن تراجع أسعار الذهب اللحظية من أعلى مستوياتها على الاطلاق وذلك بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فى بداية هذا الاسبوع بإنه سيمضي قدمًا في خطة لفرض تعريفة بنسبة 10٪ على واردات الطاقة من كندا، وبالإضافة إلى ضريبة بنسبة 25٪ على السلع من كندا والمكسيك، أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة الامريكية. ومن المتوقع أن تؤدي ضرائب الاستيراد، بما في ذلك ضريبة بنسبة 10٪ تم فرضها بالفعل على المنتجات القادمة من الصين، إلى إبطاء النمو العالمي وقمع الطلب.
وكان قد علق بنك ساكسو على أداء سوق الذهب إلى أن “الطلب على الملاذ الآمن ظل قويًا وسط مخاوف التعريفات الجمركية. وأكد الرئيس ترامب أن التعريفات الجمركية على الواردات الكندية والمكسيكية ستستمر، مما يبقي التضخم ومخاطر الحرب التجارية في التركيز”.
وحسب عوامل التأثير على سوق الذهب. فقد تراجع الدولار الامريكى وهو ما يدعم عادة السلع الأساسية المقومة بالعملة. وأنخفضت عائدات سندات الخزانة، مما أدى إلى خفض تكلفة حمل الذهب. وحسب التداولات فقد أنخفض العائد على السندات الأمريكية لأجل عامين بمقدار 4.3 نقطة أساس إلى 4.117%، بينما بلغ العائد على السندات لأجل 10 سنوات 4.319%، بانخفاض 9.3 نقطة.
هل سترتفع أسعار الذهب فى الايام المقبلة ؟
عزيزى القارىء ورغم عمليات البيع الاخيرة لا يزال الاتجاه العام لاسعار الذهب صاعدا وحول المتوقع للاسعار فى الايام المقبلة يرى خبراء تداول الذهب بأن الاتجاه العام لسعر الذهب صاعدا وقد يعود سريعا الى مساره لاعلى وما حدث عمليات بيع لجنى الارباح وهى طبيعية بعد المكاسب القياسية المتتالية. وحسب توقعات محللين الذهب فأن عدم اليقين المرتبط بالرسوم الجمركية والتجارة بشكل عام … ستستمر الانخفاضات لاسعار الذهب على أنها فرص شراء.
نصائح تداول:
وحسب التداولات الاخيرة فقد خفض المضاربون على الذهب صافي المراكز الطويلة بمقدار 13605 عقدًا إلى 201962 في الأسبوع المنتهي في 18 فبراير، بينما ارتفعت حيازات SPDR Gold Trust إلى 904.38 طن متري يوم الجمعة، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2023. وفي نفس الوقت، يتوقع المستثمرون والاقتصاديون أن يستجيب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي “بقوة ومنهجية” للتغيرات في التضخم وسوق العمل، وفقًا لبحث نشره بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو فى بداية هذا الاسبوع. وقد يضطر أرتفاع التضخم بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة، مما يضعف جاذبية الذهب غير المدر للعائد.
ينتظر المستثمرون الآن صدور تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة يوم الجمعة، وهو مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، للحصول على رؤى حول مسار تخفيف أسعار الفائدة والسياسة النقدية للبنك المركزي الامريكى.
سياسات أدارة ترامب والتأثير على أداء الدولار
كان التفوق الاقتصادي الأمريكي بمثابة محرك لتفوق مؤشر الدولار الامريكى منذ الوباء، ولكن قد ينتهي أخيرًا بفضل (وزارة كفاءة الحكومة (DOGE)) والتابعة لإيلون ماسك. وكان قد ظل الاقتصاد الأمريكي مرنًا في مواجهة عدم اليقين الاقتصادي العالمي، ولكن خسائر الوظائف الوشيكة المرتبطة بوزارة كفاءة الحكومة وعدم اليقين السياسي المرتفع قد يشكلان رياحًا معاكسة لأدائه المتفوق.
وحسب منصات شركات التداول المرخصة… كان الدولار الامريكى هو العملة الرئيسية الأفضل أداءً خلال النصف الثاني من عام 2024 حيث برزت الاستثنائية الاقتصادية الأمريكية في المقدمة مع سلسلة قوية من إصدارات البيانات التي تفوق الإجماع. ومع ذلك، يحذر المحللون من أن “المخاطر السلبية في الأمد القريب على الاقتصاد والأسواق آخذة في النمو”.
وعموما فإذا بدأت البيانات في الأداء الضعيف، فسوف تتحرك الاسواق لتسعير زيادات أسعار الفائدة الإضافية من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى على مدار الأشهر المقبلة، مما يؤدي إلى خفض عائدات السندات الأمريكية، وهو ما من شأنه أن يثقل كاهل الدولار ميكانيكيًا.
وDOGE هي إدارة حكومية مؤقتة يقودها إيلون ماسك، والغرض منها هو تنفيذ أجندة الرئيس دونالد ترامب لخفض الإنفاق الفيدرالي وإلغاء القيود التنظيمية وتعزيز الإنتاجية. ويتوقع إجماع السوق حوالي 300000 تخفيض للوظائف المرتبطة بـ DOGE، ولكن المحللون حذروا من أن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى بكثير عند تضمين العمال المتعاقدين. وفى هذا الصدد فقد أظهر العمل الذي أجرته مؤسسة بروكينجز أنه لكل موظف فيدرالي، يوجد متعاقدان. وبناءً على ذلك، يرى المحللون بأن تكون عمليات التسريح أقرب إلى مليون. ومع وجود 7 ملايين عاطل عن العمل في قوة العمل الأميركية التي يبلغ قوامها 160 مليون شخص، أشار المحللون إلى أن خسائر الوظائف قد تبدو هامشية.
ومع ذلك، أكدوا أن مثل هذه الصدمة قد لا تزال “تدفع طلبات البطالة إلى الارتفاع خلال الأسابيع المقبلة”، مما قد يضغط على توقعات السياسة الفيدرالية. وعلى الرغم من تزايد عدم اليقين بشأن السياسة الاقتصادية، لم تتفاعل الأسواق المالية كما هو متوقع. وفي الوقت الحالي، تظل المؤشرات الرئيسية قوية، مما يدعم رواية استثنائية النمو في الولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي. والإجماع بين المحللين المؤسسيين هو أن عام 2025 سيشهد تحولاً كبيراً في أتجاه الدولار الأمريكي، حيث يتوقع معظم المحللين أن يصل الدولار إلى ذروته في منتصف العام.