التوقعات الفنية لسعر الذهب للعام 2022

أنهى سعر أوقية الذهب تداولات العام 2021 مستقرا فوق مستوى المقاومة النفسية 1800 دولار ، وصولا الى مستوى المقاومة 1829 دولار للاونصة. ولكن المعدن الاصفر سجل انخفاضًا سنويًا وسط تعزيز الدولار الأمريكي وتطبيع السياسة النقدية. بينما كان لأسعار الذهب ربعًا قويًا ، إلا أنها لم تكن قادرة على محو خسائر عام 2021. والسؤال الان: هل سيكون عام 2022 تكرارًا لعام 2021؟

سجل سعر الذهب مكسبا أسبوعيًا بنسبة 0.9٪ ، وقفزة شهرية بنسبة 2.3٪ ، وزيادة ربع سنوية بنحو 3.7٪. ومع ذلك ، عانى سعر الذهب من انخفاض بنسبة 4٪ خلال العام الماضي. وبالنسبة لسعر الفضة ، السلعة الشقيقة للذهب ، حاولت إنهاء تداولات العام فوق مستوى 23 دولارًا. ارتفعت العقود الآجلة للفضة إلى 23.22 دولار للأوقية. وكان أداء المعدن الأبيض جيدًا أيضًا في امتداد التداولات لعام 2021: وسجل أرتفاع أسبوعي بنسبة 1.5٪ ، وزيادة شهرية بنسبة 3٪ ، ومكاسب ربع سنوية بنسبة 3٪. ولكن ، مرة أخرى ، تراجعت أسعار الفضة بأكثر من 12٪ في العام 2021.

شهد الذهب أسوأ عام له منذ عام 2015 ، بقيادة عدد من العوامل.

وكان أول تطور ملحوظ هو الارتفاع المفاجئ للدولار الأمريكي هذا العام. حيث أرتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) ، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية ، بنسبة 6.5٪ لينهي العام في نطاق 95.80 إلى 95.90. وعادةً ما تكون قيمة ربح أقوى أمرًا سيئًا للسلع المسعرة بالدولار لأنها تجعل شرائها أكثر تكلفة على المستثمرين الأجانب. وعلى الرغم من أن شهية البنوك المركزية للسبائك كانت شرسة ، إلا أن اهتمام المستثمرين تضاءل خلال العام الماضي. وكان الاتجاه الكبير يتضاءل الحماسة بشأن الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs).

وكان بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكى أيضًا في بؤرة الاهتمام ، وسيلعب دورًا كبيرًا في عام 2022. والبنك المركزى الامريكى يخطط لإنهاء برنامج التسهيل الكمي (QE) الخاص به في فترة الوباء بحلول شهر مارس ، مع توقع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) ثلاث زيادات في أسعار الفائدة. وتعتبر بيئة معدل الارتفاع هبوطية بشكل عام للذهب لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة السبائك التي لا تدر عائدًا.

وفي غضون ذلك ، انخفض عائد سندات الخزانة الامريكية لأجل 10 سنوات إلى 1.505٪. ارتفعت عوائد سندات العام الواحد 0.008٪ ، بينما تراجعت عوائد السندات لأجل 30 عامًا إلى 1.918٪.

وفيما يلي ملخص لكيفية أداء المعادن الصلبة هذا العام: حيث أرتفع سعر النحاس بنسبة 26٪ ، وانخفض البلاديوم بنسبة 23٪ ، وتراجع سعر البلاتين بنسبة 11٪. وبالنسبة لاسعار السلع المعدنية الأخيرة ، أرتفعت العقود الآجلة للنحاس إلى 4.441 دولار للرطل. وتراجعت العقود الآجلة للبلاتين إلى 959.00 دولار للأوقية. وتراجعت العقود الآجلة للبلاديوم إلى 1884.50 دولارًا للأونصة.

توقعات سعر الذهب للعام 2022 :

من منظور فنى سيظل أستقرار سعر أوقية الذهب أعلى المقاومة النفسية 1800 دولار داعما لسيطرة الثيران ويزيد من صفقات الشراء الفنية أن زاد أقبال المستثمرين على شراء الملآذات الآمنة مع خروج سيطرة العالم على متغيرات كورونا وهو ما يهدد مساعى البنوك المركزية العالمية لتشديد سياستها النقدية. وفى المستقبل ستكون المقاومة 1912 دولار للاونصة الاهم للتحرك صوب المقاومة النفسية والتاريخية 2000 دولار للاوقية من جديد. لا ننسى بأن سعر الذهب تحرك صوب قمة 2075 دولار فى شهر أغسطس 2020 قبل الاعلان عن أعتماد لقاحات لمواجهة كورونا.

على الجانب الهبوطى. فى حال قوة الدولار الامريكى من تمرير بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى لمزيد من مرات رفع الفائدة الامريكية فى العام 2022 وأحتواء وباء كورونا بمتغيراته لا يستبعد تصحيح هبوطى حاد لاسعار الذهب فى حال حدوث ذلك الى مستويات الدعم 1675 دولار و1445 دولار 1360 دولار وهى الابرز على شارت الشهرى. وعلى المدى البعيد والمتوسط سيظل تراجع سعر الذهب فرصة لمستثمرى المعدن للشراء.

ومن المحتمل أن يكون 2022 عامًا إيجابيًا بالنسبة لجميع المعادن الثمينة الرئيسية المتداولة باستثناء ، ربما ، البلاديوم الذي أرتفع بسرعة كبيرة جدًا خلال معظم العامين الماضيين. ولكن ليس كل المراقبين يرون الأشياء بالطريقة نفسها. فعلى سبيل المثال ، يتوقع أكبر بنك في الولايات المتحدة ، JP Morgan Chase ، أن ينخفض سعر الذهب بشكل حاد في نهاية العام – إلى حوالي 1.520 دولارًا في الربع الرابع من المتوسط بسبب رد الفعل العكسي لإجراءات التضييق الفيدرالية المحتملة. وفيما يخص الذهب – هنا ستكون هناك معركة بين الآثار الإجمالية للتضخم المتزايد والمطول وجهود البنوك المركزية العالمية للسيطرة عليه – وتأثر الأخير بتأثير فيروس كورونا وتأثيره على الاقتصادات العالمية والفردية. وعلى مدار العام بأكمله. نشعر أن التأثير العام على سعر المعدن سيكون إيجابيًا ، وأن الذهب قد يلامس مستوى 2000 دولار مرة أخرى بحلول نهاية العام. وقد يعني هذا ارتفاعًا بنسبة 10 أو 11٪ بعد انخفاض طفيف في عام 2021.

وربما تكون أسعار الفائدة والتضخم من العوامل الرئيسية هنا. ويميل الذهب إلى الأداء بشكل أفضل في بيئة أسعار الفائدة السلبية عندما يكون المستثمرون غير مهتمين تمامًا بشراء الأصول غير المدرة للفائدة. ويرى بعض المعلقين المحترمين أن أسعار الفائدة السلبية مستمرة لبعض السنوات ، ومع ذلك فمن المرجح أن تظل مستويات التضخم أعلى من أسعار الفائدة المصرفية ، وهذا يجب أن يكون إيجابيًا بالنسبة لسعر الذهب. فمن المحتمل أيضًا أن تحافظ المخاوف الجيوسياسية والجغرافية الاقتصادية العالمية على جوانب الملاذ الآمن للذهب في طليعة قرارات الاستثمار أيضًا.