التحليل الفنى لسعر الذهب ومسار المستويات القياسية على موعد هام اليوم

فى بداية جلسة تداول الامس الثلاثاء قفز سعر أونصة الذهب الى مستوى 1981 دولار للاوقية الاعلى له فى التاريخ ولكن فور الاعلان عن تجارب موسعة على لقاحات لمواجهة وباء COVID-19 وجدت الاسواق الفرصة للتصيح بعمليات بيع لجنى الارباح دفعت الاسعار صوب مستوى 1906 دولار ومع تبخر التفاؤل سريعا عاد سعر الذهب للارتفاع صوب مستوى المقاومة 1964 دولار للاوقية وقت كتابة التحليل مفضلا الانتظار لحين أعلان بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى عن قرارات سياسته النقدية فى وقت لاحق اليوم الاربعاء. فرد الفعل سيكون قويا على أداء الدولارالامريكى وبالتالى على سعر الذهب. وكان أنهيار الدولارالامريكى مؤخرا الى جانب حالة عدم اليقين بشأن صحة الاقتصاد العالمي دافعا قويا للمعدن الاصفر ، وعلى الرغم من أن توقعات النمو الأمريكية قد تكون أكثر أهمية بالنسبة لتوقعات المعدن عندما يتم تحديثها من جانب المركزى الامريكى.

تهافت المستثمرون على الذهب هذا العام ، وخاصة منذ مايو ، على الرغم من أن المكاسب زادت في الأسبوع الماضي حيث ارتفع سعر المعدن الأصفر بأكثر من 7٪ ليبقى على زيادة بنسبة 10٪ لشهر يوليو وبمكسب بنسبة 28.5٪ حتى عام 2020 حتى الآن .

وتزامن أرتفاع شهر يوليو مع انخفاض كبير في قيمة الدولار بالنسبة للعملات الرئيسية الأخرى ومكاسب قوية لأسواق الأسهم ، على الرغم من أنه جاء متزامنًا أيضا مع تصاعد تفشي الفيروس COVID-19 في أكبر اقتصاد في العالم حيث تتصدر الولايات المتحدة أرقام الاصابات والوفيات العالمية من الوباء. وتحولت نظرة الذهب إلى الأفضل عندما أغلق الفيروس اقتصادات أوروبا وأمريكا الشمالية ، مما دفع إلى عمل حكومي غير مسبوق وإعادة اختراع أدوات البنوك المركزية العالمية لمكافحة الأزمات.

وكانت نتيجة السوق قيعان جديدة لعوائد السندات وزيادات كبيرة في المعروض من العملات الورقية الرئيسية. وكان الابرز فى هذا الصدد في الولايات المتحدة حيث أطلق مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي برنامج تخفيف كمي غير محدود ، وطبع أموال جديدة لشراء ليس فقط سندات الحكومة الفيدرالية والمحلية ولكن أيضًا الديون المشتركة. وفى هذا الصدد يقول ماتثيو أرسينو ، نائب كبير الاقتصاديين في National Bank of Canada Financial Markets “المعدن الأصفر لديه ميل للارتفاع عندما تنخفض أسعار الفائدة الحقيقية لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لعقده. وعند إغلاق يوم أمس ، كان العائد على TIPS لمدة 10 سنوات عند -0.90٪ ، وهو ما يطابق بشكل أساسي الانخفاض القياسي المسجل في ديسمبر 2012 وأضاف هل هناك خطر من حدوث انعكاس حاد في المعدلات الحقيقية في الأشهر المقبلة كما رأينا في عام 2013؟ لا نعتقد ذلك”.

وشهدت زيادة الإنفاق الحكومي ، التي جاءت وسط الاحتياجات غير المسبوقة للاقتصاد الامريكى ، ارتفاع الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي من 4.2 تريليون دولار إلى أكثر من 7 تريليون دولار في أوائل يونيو حتى مع انخفاض عوائد السندات إلى مستويات منخفضة جديدة وسط تزايد الطلب من المقرض. وقد أثر ذلك على الدولار وشهد “عائدات حقيقية” – مدفوعات القسائم التي يتم التعبير عنها كنسبة مئوية من العائد ولكنها معدلة حسب التضخم – وعادت إلى قيعان تاريخية سابقة.

صانعو السياسة النقدية في جميع أنحاء العالم يسيرون على نفس النهج ، لكن صدوره من أكبر بنك مركزى فى العالم أدى إلى ارتفاع سعر الذهب ، الذي يرتبط سلبًا بكلا من انخفاض الدولار الأمريكي وعائدات السندات بمجرد تعديلها من أجل التضخم.

حسب التحليل الفنى للذهب: الاتجاه العام لسعر الذهب لايزال صاعدا وبقوة ولا يبالى السعر بوصول المؤشرات الفنية الى مناطق تشبع حادة بالشراء حيث أن عوامل مكاسبه لاتزال قائمة قوة فيروس COVID-19 فى شل الاقتصاد العالمى والتوترات الامريكية / الصينية ومزيد من التحفيز لانعاش الاقتصاد الامريكى والعالمى وتراجع قوى للدولارالامريكى. الاداء الاخير سيدعم التوقعات بفرصة وصول سعر الذهب الى المقاومة النفسية التالية 2000 دولار للاونصة. ومنها وأعلاها نفضل البيع أنتظارا لعمليات بيع حادة لجنى الارباح. وقد تكون أولى فرص الدببة فى التحكم فى الاداء فى حال تحرك السعر صوب مستوى الدعم 1880 دولار.