التحليل الفنى لسعر الذهب اليوم .. ومتى يمكن الشراء من جديد ؟

أنهت العقود الآجلة للذهب تعاملات الامس على أنخفاض حاد فى ظل أنتعاش الأصول ذات المخاطر العالية مثل الأسهم على خلفية الآمال بشأن فيروس كورونا في الولايات المتحدة والأخبار عن تسجيل روسيا للقاح الأول لمواجهة فيروس كورونا. كما ساهم أنخفاض حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة في ضعف الطلب على الذهب. وعليه فقد تراجع سعر أوقية الذهب الى مستوى 1901 دولار للاوقية ومع بدء تعاملات اليوم الاربعاء أستكمل التصحيح الهبوطى وأندفع على أثره الى مستوى الدعم 1863 دولار للاوقية قبل أن يستقر حول مستوى 1910 دولار للاوقية وقت كتابة التحليل.الانهيار فى جلسة تداول الامس تعد أكبر تراجع يومى منذ 13 مارس. وفى نفس الاداء تراجعت العقود الآجلة للفضة بحوالي 11٪ لتستقر عند 26.049 دولارًا للأونصة ، مسجلة أكبر انخفاض لها في جلسة واحدة منذ ما يقرب من 9 سنوات. ومن حيث النسبة المئوية ، عانت الفضة من أكبر خسارة في جلسة واحدة منذ منتصف مارس 2020.

لا تزال الأسواق المالية تأمل في أن يتفق الجمهوريون والديمقراطيون في نهاية المطاف على حزمة تحفيز شاملة للحد من الضرر الاقتصادي للولايات المتحدة والناجم عن جائحة فيروس كورونا وتعزيز النمو. حيث قال قادة ومسؤولون في الكونجرس الأمريكي وفي إدارة الرئيس دونالد ترامب بإنهم مستعدون لاستئناف محادثات المساعدة بشأن فيروس كورونا.

والى جانب دفعت التقارير عن تسجيل روسيا لأول لقاح ‘سبوتنيك في لمواجهة فيروس كورونا المعنويات في أسواق الأسهم وساهم في أنخفاض الطلب على المعادن الثمينة. وحسب ما ورد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإن الإنتاج الضخم من اللقاح سيكون متاحًا في غضون أسابيع ويتوقع إنتاج ملايين الجرعات في الأشهر المقبلة.

فشلت المحادثات في الكونجرس الامريكى لتمرير جولة أخرى من المساعدات الفيدرالية لفيروس كورونا ، مما زاد الضغط على سلطات الولايات والسلطات المحلية لمواصلة تشغيل الخدمات الأساسية. ومع ذلك ، فإن أسواق الأسهم الأمريكية تقترب من مستويات عالية قياسية ، لكن المحللين يرجعون ذلك إلى حد كبير إلى التزام مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي بالحفاظ على أسعار الفائدة منخفضة. وفى المقابل شهد الاتحاد الأوروبي ، الذي قلل عدد الإصابات بشكل أكثر فاعلية من الولايات المتحدة ، أنكماش اقتصاده بوتيرة مماثلة ولكن من المتوقع أن ينمو بسرعة أكبر العام المقبل. وقد أدى دعم الحكومة للعمال إلى احتواء ارتفاع البطالة في الوقت الحالي. وفي غضون ذلك ، كانت الصين أول أقتصاد رئيسي يستأنف النمو منذ تفشى الوباء ، مسجلاً نموا بنسبة 3.2٪ خلال الفترة من أبريل إلى يونيو مقارنة بالربع السابق.

وتبددت الآمال في تحقيق أنتعاش قوي وسريع إلى حد كبير بسبب عدم قدرة البلاد على السيطرة على الفيروس. ولا ترتبط قدرة الولايات المتحدة المتضائلة على قيادة النمو العالمي فقط بأستجابتها لفيروس كورونا. بل تأكل أيضا نصيبها من الناتج الاقتصادي العالمي. وقد شهد الاقتصاد الصيني نموا  بشكل ثابت أسرع من الاقتصاد الأمريكي وعمل بشكل مطرد على تضييق الفجوة بينهما. ومن عام 2009 حتى عام 2019 ، شكلت الصين ما يقرب من 28 ٪ من النمو الاقتصادي العالمي ؛ الولايات المتحدة 17٪ فقط.

حسب التحليل الفنى للذهب: على الرسم البيانى اليومى حدث تحول فنى لسعر الذهب نحو الهبوط مع تخلى سعر أوقية الذهب عن 200 دولار من قيمته فى جلستى تداول فقط. وكما توقعنا من قبل بأن الارتفاع القياسى لسعر الذهب والذى دفعه صوب أعلى مستوياته فى التاريخ سيعقبه عمليات بيع لجنى الارباح وستكون حادة أيضا كما هو قائم حاليا. والسؤال الان متى يمكن الشراء؟ والاجابة فأن أستمرار وباء كورونا وأثاره المدمرة بشريا وأقتصاديا والقلق السياسى الامريكى والتوترات الامريكية الصينية ستجلب للذهب فرصة معاودة المكاسب وعليه فقد تكون مستويات الدعم 1890 و 1860 و 1835 الانسب حاليا لتكوين قاعدة الانطلاق لاعلى من جديد. وستظل المقاومة التاريخية 2000 دولار هدفا للثيران لتحديد المستويات القياسية التالية.