التحليل الفنى لسعر الذهب اليوم وعودة مكاسبه لاتزال واردة

فى أخر ثلاث جلسات تداول بالاسبوع الماضى تراجعت أسعار الذهب الى مستوى الدعم 1916 دولار للاوقية بعد محاولة قوية لثيران الذهب لدفع سعر المعدن الاصفر صوب مستوى المقاومة النفسية 2000 دولار للاونصة فى بداية تعاملات الاسبوع. وكانت خسائره بدعم من عمليات بيع فى ظل تعافى الدولار الامريكى. وأقبال المستثمرين على المخاطرة. سعر الذهب يستقر حول مستوى 1937 دولار للاونصة فى بداية تعاملات هذا الاسبوع. حيث لاتزال عوامل مكاسبه قائمة فالتوترات الجيوسياسية العالمية لا تزال قائمة والخسائر البشرية والاقتصادية من تفشى وباء COVID-19 لا تزال مستمرة ومع قرب موسم الشتاء بدون التوصل الى لقاح يقضى على المرض القاتل ستزيد محنة الاقتصاد العالمى والذى تعرض فى الموجة الاولى من تفشى الوباء لاكبر ركود منذ الحرب العالمية الثانية.

خطط التحفيز التريليونية من جانب البنوك المركزية العالمية والحكومات لم تتوقف ولن تتوقف ما دام الفيروس موجود. ومما ساهم فى خسائر الذهب تعافى مؤشر الدولار الامريكى DXY من أدنى مستوياته منذ عامين. وهو ما تسبب فى تراجع العقود الآجلة للذهب بنحو 2.1٪ في الأسبوع الماضى. وفى نفس الاداء أغلقت عقود الفضة الآجلة على أنخفاض عند 26.71 دولارًا للأوقية ، بينما استقرت عقود النحاس الآجلة عند 3.0620 دولارًا للرطل.

على صعيد البيانات الاقتصادية.أظهرت بيانات من وزارة العمل الامريكية زيادة كبيرة في التوظيف في الولايات المتحدة خلال شهر أغسطس ، على الرغم من أن وتيرة نمو الوظائف أستمرت في التباطؤ من الارتفاع القياسي المسجل في يونيو. وأفادت نتائج البيانات بإن التوظيف في القطاع غير الزراعي أرتفع بمقدار 1.371 مليون وظيفة في أغسطس بعد أرتفاعه بمقدار 1.734 مليون وظيفة معدلة بالخفض في يوليو وارتفع 4.781 مليون وظيفة في يونيو. وكان الاقتصاديون يتوقعون أن يقفز التوظيف بنحو 1.400 مليون وظيفة مقارنة بإضافة 1.763 مليون وظيفة تم الإبلاغ عنها في الأصل للشهر السابق.

ويعود النمو القوي للوظائف في أغسطس جزئيًا إلى توظيف 238 ألف عامل مؤقت في تعداد 2020 ، مما ساهم في زيادة كبيرة في التوظيف الحكومي. وقد أنخفض معدل البطالة الامريكية إلى 8.4٪ في أغسطس من 10.2٪ في يوليو. وكان الاقتصاديون يتوقعون انخفاض معدل البطالة إلى 9.8٪. وأستمر معدل البطالة في الانخفاض من أعلى مستوى قياسي بعد الحرب العالمية الثانية بلغ 13.5٪ في أبريل ، لكنه ظل أعلى بكثير من أدنى مستوى له في 50 عامًا عند 3.5٪ شوهد في أواخر العام الماضي.

حسب التحليل الفنى للذهب: رغم محاولات الدببة للتحكم بسعر الذهب الا أن الاتجاه العام على المدى البعيد لايزال صاعدا ما دام سعر الذهب مستقرا أعلى المقاومة 1900 دولار للاونصة. وقد تعود قوة سيطرة الثيران فى حال تحركت الاسعار صوب مستويات المقاومة 1948 و 1965 و 1990 دولار على التوالى. ولا زلنا نفضل شراء الذهب من كل مستوى هبوطى وأنسب مناطق الشراء حاليا مستويات الدعم 1920 و 1890 و 1865 على التوالى. لا بد من الاخذ بالاعتبار بأن جائحة كورونا تسببت فى تغير أعدادات السياسة النقدية للبنوك المركزية العالمية بقيادة الاحتياطى الفيدرالى الامريكى وهو أجراء تاريخى لم يحدث خلال الازمة المالية العالمية مما يؤكد بأن الازمة عميقة وأن البنوك المركزية العالمية الاخرى قد تتحرك على نفس المسار الى جانب أقرار معدلات فائدة سلبية وهو ما سيكون داعما قويا لمستقبل سعر الذهب.

لا تترقب الاسواق أى أصدارات أقتصادية هامة مؤثرة اليوم وقد يكون لعطلة البنوك الامريكية اليوم تأثير مباشر على سيولة السوق.